إهداء خاص إلى كل معتقلي الرأي القابعين في غياهب السجون المغربية يشعر النفاج السياسي بحنق شديد عندما لا يقوى علىالتفاخر بأن عهده عرف انتعاشا رائعا لحرية التعبير وعندما يعجز عنجعل أكاذيبه المجانية تصدق من طرف الشعب ومن طرف المنظمات الدولية غير الحكومية. وهذا بالضبط ما يبدو أنه انتاب وزير الاتصال والإعلام المغربي الذي أصبح مصرا في كل تصريحاته على اعتقال الحقيقة والدفاع باستماتة عن الإنجازات المبهرة التي حققتها حكومته في مجال حرية التعبير وبقية المجالات. مستمدا صموده الوقح هذا من مقولة غوبلز وزير الدعاية النازي في عهد هتلر" اكذب حتى يصدقك الناس". فمنذ حصوله على هذه الحقيبة الوزارية الأنيقة وهو يكذب ويكذب ويكذب لكن المريع أن المغاربة لم يصدقوه بعد ولا حتى المنظمات الدوليةغير الحكومية صدقتهوهنا يكمن مأزق الحاج سامحه الله. و ما زاد الطينة بلة هو التقرير الأخير لمنظمة هيومان رايتس ووتش الذي تعاتب فيه المغرب على التراجع الذي شهده هامش حرية التعبير. مما جعل الناصري يطالب في خرجة ماركسية غبية المنظمة التي تغزلت بنا فيما قبل على أن تتراجع في تصريحاتها وتلبس النظارة الشمسية المخزنية لترى المغرب على حقيقته. مغرب الحريات والتقدم و الخوصصة على النهج الاشتراكي المغربي المبتكر. إدريس شحتان، توفيق بوعشرين،خالد كدار، رشيد نيني،علي أنزولا، البشير حزام، شكيب الخياري،......القائمة طويلة كلها أسماء ترسم تجاعيد مغرب العهد الجديد وكل هؤلاء ذنبهم أنهم صدقوا أكذوبة حرية التعبير بالمغرب أو بالأحرى أرادوا تفنيدها بتحديهم وطرحهم الجريء بعيدا عن الكتابات السخيفة التي لا تيأس من محاولة تدجين الشعب المغربي الذي مل من الوعود والشعارات المستهلكة منذ عقود من الزمن. وما أقدم عليه المدونون المغاربة من حداد -استمر أسبوعا من الزمن- على حرية التعبير بالمغرب التي عاشت السنة الماضية أياما عصيبة من اعتقال وغرامات وتقييد ووعيد يؤكد كلام هيومان رايتس ووتش على أن القمع المباح بأحكام قضائية توازيه الكثير من الحيوية والنشاط لدى المجتمع المدني والصحافة المستقلة بالمغرب والتي بات التدوين يشكل وجها مشرفا لها. وإذا كان غوبلز قد قال ذات أيام نازية: " كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي" فإن الحاج الماركسي غدا يقول: "كلما سمعت كلمة مدون تحسست سمطة مخزني" . حتى أن كلمة مدون ربما باتت تسبب له حساسية مفرطة قد يعالجها ببعض الدهان الهندي الذي جلبه معه من الحج دون أن ينسى أن عواقب الإكثار منه وخيمة وقد تؤدي به المقبرة السياسية التي تنتظره بفارغ الصبر. وما لم يستسغه أصحاب القرار السياسي بالمغرب القابضين على حريتنا بالنار والحديد أن زمن غوبلز الذي كان فيه المالك لوسائل الإعلام هو صاحب القول الفصل قد انتهى، ذلك أن الإعلام الجديد أصبح إعلاما مواطنا يحق للجميع أن يمتلكه، وبالتالي فلم يعد صاحب القول الفصل الذي هو صاحب السلطة السياسية بل الكلمة الأولى والأخيرة هي للمواطن لكن أكثر مجرمينا السياسيين لا يرغبون في فهم ذلك. إن إصرار معالي الحاج على ممارسة السنوبيزم الإعلامي الفارغ يدل على أن حكومته مستمرة في ممارسة رقابة حمقاء للتستر على الأورام الخبيثة التي أنهكت جسد هذا الوطن شاغلين إيانا ببعض الكمامات واللقاح الذي يسعى إلى شل إراداتنا وهذا ما حدث مع أحد المرضى الذي ذهب ليعالج نفسه فإذا به يستغل كفأر تجارب ليعود إلى بيته مشلولا. وهذا كله يصب في تكريس مزيد من التخمج السياسي والتخلف الإعلامي الذي نشاهده في قنواتنا المغربية الفاشلة. ولا يسعني من خلال هذا المنبر إلاأن أقول لمعالي الوزير واصل أكاذيبك القديمة لأنها مهنتك التي تتقاضى من أجلها سبعة ملايين وأبلغ حكومتكم المهترئة تحياتي الساخطة. [email protected] mailto:[email protected] fatimazahrazaim.elaphblog.com