تعيش مدينة العيون خلال الأسبوع الماضي حركة نزوع جماعي غير مسبوقة لعدد من الصحراويين ، حيث قرروا التوجه نحو الخلاء على بعد 20 كيلومترا من مدينة العيون في اتجاه السمارة ، وقرروا نصب مخيم أسموه " مخيم العزة والكرامة " ، وغادر هؤلاء منازلهم احتجاجا على عدم تقديم السلطات المغربية لعائدين من تندوف بقعا أرضية وبطائق إنعاش وحرمانهم من ذلك . ووصلت تداعيات ذلك النزوح إلى البوليساريو ، حيث حذر قيادي بجبهة البوليساريو ما أسماه نتائج الأوضاع " المتدهورة " التي تعيشها الصحراء ، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية "على وشك ارتكاب مجازر جماعية " ضد الصحراويين وداعيا الأممالمتحدة إلى التدخل لمنع الكارثة ، بينما يصل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة سعيا لتحريك الجمود . ووفق ما أوردته صحيفة " القدس العربي " اللندنية ، قال محمد سالم ولد السالك وزير خارجية البوليساريو ، إن المناطق الصحراوية التي يسيطر عليها المغرب تعيش أوضاعا إنسانية تنبئ بكارثة حقيقية، مشيرا إلى أن ما بين 9 آلاف إلى 10 آلاف فروا من مدينة العيون بسبب القمع الذي تمارسه القوات المغربية، وأقاموا في مخيمات صغيرة على بعد كيلومترات من المدينة . وكان ولد السالك يتحدث في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين بمقر سفارة البوليساريو بالعاصمة الجزائر. وأشار إلى أن قوات الأمن المغربية ضربت حصارا على احد هذه المخيمات، مشيرا إلى "عدة صدامات" وقعت بينها وبين السكان الصحراويين. وشدد المسؤول على أن " فصائل من الجيش المغربي استدعيت لتدعيم القوات الموجودة " ، محذرا من " هجوم وشيك قد يتسبب في مجازر ضد مواطنين أبرياء عزل يعانون الجوع والبرد والخوف ". وقال ولد السالك إن قوات الأمن المغربيةمنعت بالقوة مواطنين صحراويين آخرين من مدن الداخلةوالسمارة من اللحاق بسكان العيون " . وذكر أن هناك محاولة " لتغيير الخارطة الديموغرافية للمدن الصحراوية بنقل أعداد كبيرة من المغاربة (للعيش بالصحراء) الذين أصبحوا يمثلون أضعاف عدد الصحراويين " . واتهم ولد السالك النظام المغربي ب" التنصل من الالتزامات الدولية التي وقّع عليها الحسن الثاني "، متهما دولا في مجلس الأمن الدولي بحماية المغرب والتغاضي عن ممارساته في الأراضي الصحراوية ، وهو الأمر الذي تسبب في إفشال كل مخططات التسوية والجهود التي بذلها الأمناء العامون للأمم المتحدة ومبعوثوهم الخاصون لحل النزاع في المنطقة، حسب قوله . وشدد على أن " النضال من أجل تحرير الصحراء الغربية سيتواصل لأنها حتمية تاريخية " ، مشيرا إلى أن الصحراويين " مستعدون لكل الخيارات المتاحة من أجل الحصول على حقهم في تقرير مصيرهم (..) وإذا استمر الوضع الحالي، فإن خيار السلام سيصبح لاغيا تلقائيا " . واعتبر ولد السالك أن زيارة كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة تأتي في إطار محاولات إعادة بعث مسار السلام والعودة بطرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات، نافيا علمه إن كانت جولة روس ستؤدي إلى تنظيم الجولة الخامسة من مفاوضات " مانهاست " ، أم أنها ستؤدي إلى جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة .