انتقد أسامة بن لادن جهود الاغاثة في باكستان ودعا الى اتخاذ اجراءات بشأن التغير المناخي في ما يبدو أنه شريط صوتي جديد من زعيم تنظيم القاعدة نشر يوم الجمعة في منتدى على الانترنت يستخدمه المتشددون الاسلاميون. وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يتخلى فيها ابن لادن عن دعوته المعتادة الى الجهاد ضد الغرب ويركز حديثه على الكوارث الطبيعية أو الازمة الاقتصادية. وجاءت هذه الرسالة بعد البيان الذي ادلى به أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة في منتصف سبتمبر أيلول واتهم فيه الحكومة الباكستانية ببطء التحرك لمواجهة الفيضانات وبيان أصدره المتحدث باسم تنظيم القاعدة في وقت سابق من هذا الاسبوع تحدث فيه عن موضوع الفيضانات أيضا. ومدة الرسالة الصوتية التي حملت عنوان "وقفات مع اسلوب العمل الاغاثي" 11 دقيقة وجرى بثها بمصاحبة تسجيل بالفيديو لصور ثابتة لابن لادن وصور لكوارث طبيعية وفقا لما ذكره الموقع الالكتروني الذي يستخدمه تنظيم القاعدة. ولم يتسن التأكد من صحة الشريط او تاريخ وضعه على الموقع بدقة على الفور. غير أن ابن لادن في التسجيل يهنيء المسلمين بحلول شهر رمضان الذي بدأ في 11 اغسطس اب وانتهى في التاسع من سبتمبر ايلول. ويصف مصير الشعب الباكستاني بعد الفيضانات العارمة التي اجتاحت بلاده قائلا " ملايين الاطفال في العراء يفتقدون الاجواء المهيئة للحياة بما في ذلك المياه الصالحة للشرب مما يعرضهم للامراض الخطيرة وما يصيبهم من فقد السوائل من اجسامهم فيؤدي الى جفافها وذلك بدوره يجعل نسبة الوفيات بين الاطفال مرتفعة جدا." وتحدث ابن لادن ايضا عن الاحتباس الحراري ومن المعتقد أن هذه هي المرة الثانية التي يجعل فيها من التغير المناخي موضوعا رئيسيا لاحدى رسائله. ومضى يقول في الشريط "اخواني المسلمين ان ما تمر به أمتنا من اثار التغيرات المناخية الهائلة وما تخلفه من كوارث ومصائب عظام عمت كثيرا من ارجاء بلاد الاسلام لم يعد كافيا معه التعامل بما تعارف عليه الناس في العمل الاغاثي سابقا ووصول الخيام والغذاء والدواء أمر مطلوب وكانت منظمات خيرية اسلامية وبعضها يشتبه في صلاتها بجماعات متشددة أسرع من الحكومة الباكستانية في توفير الاغاثة لضحايا الفيضانات. وعبر مسؤولون باكستانيون وامريكيون مرارا عن قلقهم من أن تستغل طالبان والجماعات المتشددة الاخرى الفوضى لكسب مجندين لصفوفها. وحث ابن لادن على "نقلة كبيرة هائلة في اسلوب العمل الاغاثي" وقال ان عدد ضحايا التغير المناخي اكبر كثيرا من عدد ضحايا الحروب. وأنحى على دول في المنطقة باللائمة في تخصيص جزء كبير من ميزانياتها لتمويل جيوشها "دون ان يظهر لذلك اثر في قضية فلسطين... فما يصرف عليها لا يقارن البتة بما يصرف على تلك الجيوش." ويقول محللون ان القاعدة لم يسبق أن مارست أي عمل انساني منهجي خلال الكوارث الطبيعية من الاعمال التي قامت بها منظمات مساعدات واغاثة اسلامية. ووصفت خبيرة مكافحة الارهاب الاسترالية لياه فارول رسالة ابن لادن بانها "رياء" مشيرة الى ان وثائق داخلية للقاعدة عثر عليها في افغانستان وترجع الى عام 2000 تقريبا تأمر اعضاء التنظيم بالا تشتتهم عمليات الاغاثة والمعونة. ورسالة ابن لادن هي الاولى منذ 25 مارس اذار عندما هدد باعدام أي أمريكي تتخذه القاعدة رهينة في حالة اعدام خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر أيلول.