يتساءل الرأي العام السلاوي وخاصة سكان مقاطعة سلا – لمريسة عن الأسباب الحقيقية وراء عملية تفويت مهرجان رمضان لمريسة إلى جمعية حديثة العهد، لم يمض على تأسيسها سوى أشهر قليلة دون غيرها من الجمعيات النشيطة ذات الحضورالثقافي والفني الوازن. وإذا علمنا أن ميزانية هذا المهرجان تقارب 24 مليون سنتم، في حين أن مصاريفه لم تتجاوز 10 ملايين سنتم، حيث أن الباقي سيتم توزيعه بين أعضاء مكتب الجمعية، وهم بالمناسبة أسماء فنية وجمعوية معروفة تنتمي إلى جمعية أبي رقراق. مما يجعلنا أمام عملية تحمل بعض علامات الاستفهام، وتتم باسم الثقافة والفن، فمن هم هؤلاء الأعضاء يا ترى: الرئيس ليس سوى محمد الغاوي، المطرب المعروف والذي كان في الأصل، معلما قبل أن يستفيد من التفرغ الإداري لمدة 15 سنة كملحق بجمعية أبي رقراق. وقد كان خلالها فعلا متفرغا لمشاريعه العقارية نهارا وللحفلات الخاصة والعامة ليلا. أما نائبه فهو إدريس التيال، مستشار بمجلس المقاطعة، يزاول مهمة أمين نادي الطفل بجمعية أبي رقراق ضمن تفرغ إداري هو الآخر. في حين أن هذا النادي التربوي لا حضور له خلال السنة اللهم المخيم الصيفي الذي ينظم بمبلغ 1400 درهم لفائدة أبناء الشركات والمؤسسات البنكية والاقتصادية المتواجدة غالبيتها بمدينة الدارالبيضاء، فيما لا يحظى بالمشاركة من مدينة سلا إلا عدد قليل ضمن سياسة ذر الرماد في العيون، مع العلم أن تكلفة كل طفل خلال المرحلة هي 500 درهم، ما يجعلنا نتساءل عن المبالغ الأخرى وعن المستفيد منها في ظل غياب الرقابة و النزاهة. أما الكاتب العام لهذه الجمعية المحظوظة، فهو مدير دار الشباب تابريكت، وهو أحمد ولد القايد وقد سخر كل الإمكانيات الإدارية واللوجيستيكية (من هاتف وفاكس وأدوات مكتبية...) لخدمة أغراض هذه الجمعية ضد الأعراف والتقاليد التربوية والإدارية التي تفرض على المسؤول أن يتنزه عن استغلال المنصب الذي يشغله لخدمة أغراض مصلحية مرتبطة به وبالهيئة التي ينتمي إليها . أما أمين مال الجمعية وهو ممول حفلات معروف، فقد تم تمرير عملية تمويل هذا المهرجان إليه. والغريب أن هؤلاء الأعضاء الأربعة ينتمون إلى جمعية أبي رقراق التي تستعد لعقد دورة جديدة من مهرجان فيلم المرأة، وهو مهرجان يكلف نصف مليار سنتم، وتذهب سدى في 5 أيام في الفنادق والمطاعم الفخمة وليس فيها سوى حفل الافتتاح والاختتام الذي يتميز بحضور بعض المسؤولين. (وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان سينما المرأة ينعقد بسينما هوليود التي تكتريها جمعية أبي رقراق بثمن سنوي جد مرتفع، بعد أن قامت بإصلاحها بمبلغ خيالي جدا ، قدر ب700 مليون، وإذا علمنا أن جمعية أبي رقراق تكتري هذا الفضاء من صهر مدير المهرجان الذي ليس سوى عبد اللطيف العصادي، نكون أمام حقيقة واضحة، خاصة أن العصادي عين مؤخرا صهرا آخر له مديرا لهذه القاعة السينمائية.