قال إعلامي مغربي إن تكرار حوادث الاعتداء على المغاربة من قبل عناصر الشرطة الإسبانية على الحدود مع "المدن المغربية المحتلة"، يؤشر إلى "حجم الغرور الإسباني إزاء الموقف المغربي من قضية المطالبة باسترجاع مدينتي سبتة و مليلية والجزر المغربية، وإنهاء الوجود الاستعماري بها"، مشيراً إلى أن السلوك الإسباني يأتي على خلفية اعتباره أن ما يصدر من المغرب وقواه السياسية والمدنية ليس إلا مجرد مواقف كلامية تسجل في الإعلام لا أقل ولا أكثر، دون أن تتلوها أفعال أو مبادرات ميدانية. ودعا الإعلامي المغربي حسن بويخف في افتتاحية لصحيفة "التجديد" المغربية إلى البناء على البلاغ الأخير للخارجية المغربية في نازلة الاعتداء الجسدي من قبل الشرطة الإسبانية على مغربي، وقال: "لا بد أن يشكل هذا البيان نقطة تحول في التعاطي مع ملف الأراضي المغربية التي ما تزال إسبانيا تستعمرها، وذلك بالدخول في حوار وطني صريح وشجاع حول كيفية تصفية الوجود الاستعماري في الأراضي المغربية. ويعتبر كون عدد من القوى المدنية الإسبانية لا تدخر جهدا في التشويش على المغرب في قضية وحدته الترابية، من أكبر دواعي التعجيل بهذا الحوار والدفع به إلى الأمام". وانتقد بويخف استمرار السلطات الإسبانية في سياساتها الاستفزازية، وقال "لقد مضى على الوجود الاستعماري الإسباني في الأراضي المغربية أزيد من 500 سنة. وكان المغرب طيلة هذه المدة قد خاض حروبا ومعارك ، وقام بمبادرات لإنهاء وضع الاحتلال المستفز. وكان الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله قد دعا في منتصف الثمانينات، إلى فتح حوار بخصوص المدينتين المغربيتين يفضي إلى حل عادل لهما. لكن بالمقابل اتسم السلوك الإسباني طيلة مدة الاستعمار بالاستفزاز؛ سواء من خلال زيارات سياسوية لمسؤولين في الدولة أو الأحزاب أو باعتداءات تعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان في حق المغاربة". وأضاف "إن الهيئات المدنية المغربية تتحمل اليوم مسؤولية تأسيس أرضية نضالية صلبة وفق إستراتيجية وطنية وحدوية شاملة تستحضر البعد الاقتصادي والاجتماعي والمدني في القضية، تقوم على مبادرات تخلد لذكرى استعمار مدينتي سبتة ومليلية ، ودينامية احتجاجية ضد أدنى تصرف استفزازي يصدر عن سلطات الاستعمار على الأراضي ومتضامنة مع مغاربة الثغور المحتلة".