تعرض عناصر الشرطة المنتشرون في احد أحياء مدينة غرينوبل "وسط شرق" التي شهدت أعمال عنف، مجددا مساء الأحد لإطلاق نار وذلك لليلة الثالثة على التوالي. وبدأت المواجهات ليل الجمعة السبت اثر مقتل احد الشبان خلال تبادل إطلاق نار مع الشرطة التي كانت تطارده في حي شعبي بمدينة غرينوبل بعدما سطا مع شريك له على كازينو قمار تحت تهديد السلاح. وفي هذا الإطار يشكك سكان الحي في الرواية التي تتحدث عن قيام رجال الشرطة بإطلاق النار دفاعا عن النفس. وساد التوتر مساء الأحد وعمدت مجموعات صغيرة من الشبان إلى مراقبة التدابير الأمنية التي اتخذتها عناصر الشرطة فيما كانت مروحية تحلق في أجواء المنطقة. واستهدفت سيارة للشرطة قبيل الساعة 22,30 "20,30 ت غ" في الحي نفسه بعيارين ناريين من دون أن يسفرا عن إصابات. وكان عناصر الشرطة تعرضوا لإطلاق نار ليل الجمعة السبت وردوا على جزء منه بإطلاق رصاص حي وعلى جزء آخر بإطلاق الرصاص المطاطي، على ما أفادت مصادر في الشرطة. كذلك، تم إحراق نحو ستين سيارة وبعض المتاجر. وفي اليوم التالي، استهدف رصاص حي مجددا عناصر الشرطة وتم إحراق نحو خمس عشرة سيارة. وانتشر أكثر من 300 شرطي منذ السبت في المكان على أن يستمر انتشارهم حتى صباح الأربعاء. ومنذ بداية أعمال العنف الجمعة تم اعتقال عشرين شخصا. ومساء الأحد، كان لا يزال شخصان قيد التوقيف بعد الاشتباه بضلوعهما في إطلاق النار على الشرطة. وكان مدعي الجمهورية في غرينوبل جان فيليب أكد أن الشرطة تحركت في إطار "الدفاع الشرعي" عن النفس وهو ما اعترض عليه شبان حي فيلنوف الذي كان يقيم فيه اللص القتيل. وقتل كريم بودودة "27 سنة" ليل الخميس الجمعة في تبادل الرصاص مع الشرطة. وأعلنت ساليا بودودة والدة القتيل الشاب عزمها على التقدم بدعوى لكشف ملابسات مقتل ابنها. وقالت "لقد ارتكب رجال الشرطة حماقة. "..." سأقابل المدعي العام وسأتقدم بشكوى". والأحد، وجهت بودودة "دعوة إلى الهدوء" عبر الصحافة المحلية. واندلعت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 مواجهات بين الشرطة وشبان إحدى ضواحي باريس عقب مقتل مراهقين اثنين باصطدام دراجتهما النارية بسيارة للشرطة. وسبق ذلك بسنتين، في خريف العام 2005، أعمال عنف أشعلت ضواحي باريس بسبب مقتل شابين تلاحقهما الشرطة.