بعد أن تابع الرأي العام التناقض الكبير بين الخطاب والعمل عند الحركات الإسلامية، من خلال تراجع النائب مصطفى الرميد عن تقديم استقالته من مجلس النواب، يتفرج الرأي العام هذه الأيام على تراشق سياسي جديد بين حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان، وذلك على إثر التصريحات التي أدلت بها ندية ياسين، نجلة زعيم جماعة العدل والإحسان، واعتبرت فيها أن حديث المراقبين الأجانب عن وجود 35 نائبة في البرلمان المغربي يجب تصحيحه من خلال الحديث عن 35 امرأة نائمة في البرلمان. وأثارت هذه التصريحات استياء النائبة الإسلامية بسيمة حقاوي، حيث اعتبرت في تصريحات أدلت بها لجريدة "المغرب اليوم"، الفرنكفونية، في عددها الصادر أمس الجمعة، أن تصريحات ندية ياسين "تبعث على الضحك" وأنها تنطلق من "جماعة إسلامية تعودت على متابعة الأوضاع من بعد مثل المتفرج، وهذا موقف سلبي"، تضيف حقاوي وهي إحدى مريدات عبد الإله بنكيران، ورأت أيضا أن هذه التصريحات عبارة عن "فقاعات إعلامية تهدف إلى تحقيق نوع من الشهرة ولو عبر توجيه خطاب عدمي". وليست هذه المرة الأولى التي تتبادل فيها القيادات النسائية الإسلامية الاتهامات فيها بينها، وقد سبق لندية ياسين، أن وصفت أعضاء حزب العدالة والتنمية في حوار سابق مع جريدة فرنسية ما مفاده أنهم عبارة عن "مهرجين في البرلمان، لا يقدمون ولا يؤخرون في الإصلاح". واعتبر مراقبون أن عدم انخراط الجماعة في العمل السياسي، هو الذي يقف وراء هذه التشنجات وتصفية الحسابات، وهي تصفية حسابات تؤكد مدى التردي في أداء العمل السياسي ليس فقط لدى أغلب الأحزاب السياسية، وإنما كذلك لدى الحركات والأحزاب الإسلامية في المغرب. وإذا كانت بعض القراءات رأت في تصريحات ندية ياسين أنها تندرج في إطار انتماءها لجماعة تعتبر "أكثر صدقا وأقل نفاقا وأقل تزلفا من العدالة والتنمية، الشديد البأس والتطرف على الضعفاء والكثير الجبن والإنبطاح مع الأقوياء"، فقد رأت تعليقات مضادة أنه "بهذه المحاضرة تتزلف نادية ياسين إلى الغرب المسيحي وتطلب منها النجدة باسم العدل والإحسان"، وأنها "تدخل في سياق الدعاية المذهبية للجماعة داخل أوساط الجالية المغربية لمزيد من الأنصار".