استفحلت ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال بالمغرب بشكل كبير، إذ سجلت إحصائيات للمركز المغربي لحقوق الإنسان والائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال ما لا يقل عن ألف حالة اعتداء في السنة أي بمعدل ثلاث حالات في اليوم . ووفقا لما أوردته مصادر إعلامية مغربية ، اعتبر تقرير لهاتين الهيئتين هذا الرقم حدا أدنى مفترضا في ظل عدم دقة الإحصائيات الرسمية والميدانية، نظرا للتكتم الذي يطغى على أغلبية حالات الاعتداءات الجنسية على الأطفال، إذ يجد غالبية الآباء أنفسهم محبطين جراء صعوبة معاقبة الجناة وتعقيدات المتابعات القضائية، فضلا عن أعين وألسن الناس مما يزيد الظاهرة استفحالا. وقال خالد الشرقاوي السموني منسق الائتلاف على هامش ندوة صحفية نظمها الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال يوم الثلاثاء بالرباط، حول موضوع الاستغلال الجنسي للأطفال والنساء والانعكاسات السلبية على الضحايا : " إن ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال تزداد بنسبة 10 في المائة سنويا رغم المجهودات التي تبذلها الجهات الحكومية والمجتمع المدني"، مبرزا أن ذلك ناتج عن مجموعة من العوامل المرتبطة بالتشرد الأسري والهشاشة الاجتماعية وغياب التحسيس الجنسي والردع القانوني للمعتدين، فضلا عن أن أغلب الأحكام الصادرة في حق الجناة تكون بسيطة . ومن جانبها قدمت بيتي بتول ناشطة بلجيكية في مجال مناهضة الاعتداءات الجنسية على الأطفال بالمناسبة ملخصا لكتاب أصدرته أخيرا، حول الاعتداء الجنسي للنساء يحكي عن معاناتها المريرة مع الاغتصاب في مرحلة الطفولة وعكست قصتها جريمة قد يتعرض لها أي كل طفل . وتحكي بيتي أن تجربتها لم تكن سهلة، إذ تعرضت للاغتصاب في طفولتها أكثر من مرة لما كانت تعيش رفقة والديها في المغرب كما في بلجيكا مما أثر على حياتها بشكل سلبي، إذ أصبحت عدائية وعنيفة في مرحلة المراهقة، مؤكدة أن الاعتداء الجنسي ليس له حدود لأنه يحدث في العالم بأسره. ولم تستسلم الناشطة البلجيكية للآثار السلبية والنفسية والجسدية التي خلفها الاعتداء عليها جنسيا بل ناضلت وكافحت إلى أن تمكنت من إعادة بناء نفسها وخلق هدف لحياتها لتحمل مشعل النضال من أجل حماية الأطفال في بلجيكا وأيضا بالمغرب من هذه الظاهرة الشنيعة فهي تعتبر نفسها مغربية لأنها من أم مغربية وأب بلجيكي مما دفعها للعودة إلى المغرب . وقالت نفس المتحدثة : " لدينا مسئولية كبيرة تجاه الأطفال لتوفير الحماية لهم لأن تعرضهم للاعتداء الجنسي سيدمر حياتهم في المستقبل وسيدفع بعضهم إلى الإجرام ". وقالت نجية أديب رئيسة جمعية " ما تقيش أولادي " : " إن 75 في المائة من الضحايا تعرضوا للاغتصاب من طرف أقربائهم ، فضلا عن زنا المحارم في بعض العائلات المحافظة والمنغلقة وبين بعض رجال التعليم "، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين تكون لهم وصاية لحماية هؤلاء الأطفال هم من ينهش لحمهم .