استغرب كثيرا من النهج الذي يستعمله البعض في مهنة صاحبة الجلالة، حيث السب والشتم بكل أنواعه وصل إلى حد المس بأصحاب المهنة المتسببين في هذا العجز الصحفي والتنكيل بما هو بعيد عن حاملي الأقلام الحرة وأسرهم ، هذا يدعي أن فلانا أو فلانة عاهرة أو حامل لفيروس السيدا ، والآخر أو الأخرى ترد بلغة خشبية أخرى متهمة خصومها بتهمة العمالة لصالح جهات أجنبية أو مشارك مع جمعيات أجنبية مشبوهة تدخلت لزعزعة استقرار النظام ، فماذا جنينا نحن المتتبعين من الترهات السينمائية لهؤلاء الزملاء ، وكيف يمكننا الإستمرار في قراءة سيلانات الحبر المكشوف على هذه الصحف ؟ لكن ما أثاره بعض الزملاء خلال هذه المرحلة ما هو إلا لغوا وعبثا يتطاير بين هذا وذاك ، مذا سنسمي هذا القصر في التعبير ؟ لتكونوا واقعيين في تحليل الأخبار وعرضها على زواركموليس في التقليل من خصومكم وفرضها على القراء لقراءتها ، وما دامت الصحافة الناظورية والريفية بصفة عامة قامت بدورها في نقل الأخبار فرجاءا لا تقللوا من شأنها ، لأن دورها في مواكبة الأخبار وفضح الفساد في الإدارات سينقص من تصورها للواقع إذا ما بقي الحال على ما هو عليه الآن ، والممارسات التي ذهب إليها الزملاء الصحافيين تارة إلى الإثارة وتارة إلى الميول كان ضحيتها الأولى هو المتتبع للمشهد الصحافي الناظوري ، وهذه حقيقة ينبغي الإعتراف بها وقد يعارضني فيها بعض الزملاء ، إلا أن المتتبع للواقع الصحفي في الناظور لا يجب عليه التنكر بما يقع من سب وشتم وتهور وإستعلاء على مهنة المتاعب ، قد نتعارك ونتلاكم ونتضاربلكن لا يجب أن نستعمل القلم في ما عجز عنه القدم ، ونكونوا مجرد قطعة أثاث يستعملها مستعدي البلاد ، الكل بين هذين أخذ نصيب من الإتهامات الوهمية والتفاهات الفارغة . والآن يا أصدقاء المهنة كفاكممن العبث والتقصير من بعضكم البعض، فقد تدخل بين ثنايا أقلامكم نوع من الشيزوفرينيا وتثير نحوكم الشكوك لا منطرف المتتبعين ولا من طرف الصحافيين ونحن لا نتمنى ذلك ، وأنا كاتب هذه السطور مجرد وسيط بينكم لئلا تحسبونني منحازا إلى هذا أو ذاك ، إنه لأمر غير مقبول أن يحتد الخلاف بين الصحفيين إلى حد المساس الشخصي والوصول إلى ما لا يرضي الطرفين ، لكن حين تهان الصحافة بهذه الطريقة من طرف سلطة القمع يجب أن تنسوا ميولكم وخلافاتكم كرامة وحفاظا على مهنة هذه الأخيرة التي تنتسبونإليها وإلا فإن قيمها ستقتضي وقوفها جبهة واحدة ضدا على من يتجاوز كرامتها قولا وفعلا... وقد كنت جالسا يوما أتابع ما وصلت إليه الصحافة الغربية على قناة الجزيرة من تشريف وثقة تامة في أسلوب تعبيرها تعاملا وقولا ، بدأت أقارن بينها وبين صحافتنا وجدت أن الفارق الكبير الذي أخذته الصحافة الغربية هو التعامل مع الواقع الذي تتسم بصفاته في الأسلوب والتعبير عن الرأي والرأي الآخر،وهذا مقارن مع تقدم دولهم ديمقراطيا ، أما نحن حيث ما زلنا نخاف من ظلبعض المسؤولين ولو كانوا لوبيات استنزاف ثروات هذا الشعب ، نستخدم أقلامنا تارة في التعامل مع الزملاء وتارة في استعراض العضلات على البعض ، وأخرى لتعرية الواقع الصحفي بالسب والشتم ، إن مصطلحات ك" أيتها العاهرة " أو " أنت عميل لجهات أجنبية " أو " أيها السكير " لا تليق بإنسان مثقفوواعأن يتعامل بها ، وهنا نخص بالذكر ما حدث بين الزملاءعبد الواحد الشامي مدير جريدة أنوال اليوم والصحفية نبيلة هادفي مدير جريدة العبور الصحفي من بلبلة قامت لها الدنيا ولم تقعد لكسب ثقة الزملاء أو القراء على بعضهم البعض ، والإتهامات ما زالت تقذف بين هذا وذاك تحت أعين زملاءهم الصحفيين دون أن يقوموا مقامهم لمصلحة التفاهم وإبعاد الخلافات بين الطرفين ، فلا جدل أن السب والشتمسيتخذانعمودهما دائما في الصحف المذكورة، لقد قرأناالكثير من مقالات التحريضضد صحفيين كان أبطالها بكل أسف صحفيين أيضا ، فرجاء منكم أن تكتفوا من هذه المهزلة فنحن ما زلنا معكم في محنتكم ما دمتم في أعقاب نقل الأخبار بكل مصداقية ونزاهة بعيدا عن الأسلوب الصبياني .