على إثر المنع الذي تلقاه الرسام الدوش أماسوس لتسجيل مولوده، الذي اختار له إسم أنير، قبل أسابيع بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، التي يحكمها حزب العدالة والتنمية الاسلامي والذي نفض الغبار عن حقيقته الايديولوجية بهذا الفعل، أثار انتباهي خبر تهنئة نشرته جريدة الصباح عدد 3127 ليوم الجمعة 30/04/2010 موجهة للممثل المغربي المقتدر ادريس الروخ، حيث ازدان فراشه بمولودة اختار لها من الأسماء اسم كاميليا. وبدوري أهنئه وأتمنى للصغيرة كاميليا حياة سعيدة بكنف والديها وأحييه على تسجيلها بالاسم الذي اختاره لها. فالتعامل الذي تتعامل به السلطات المغربية الممثلة في المخزن العروبي وأذياله مع المغاربة هو ما يثير التساؤل هنا، والذي يثبت كل مرة بقراراته أنهم ليسوا سواسية أمام قانونه وعدالته الفريدة. فاسم أنير اسم أمازيغي قح، شمال إفريقي يعني في الأمازيغية الملاك، لم يفد على ثقافتنا لا من الشرق ولا من الغرب وبالتالي فهو مغربي بحكم الجغرافيا والتاريخ. إلا أن السلطات بمقاطعة الحي الحسني بالدارالبيضاء لها رأي آخر رغم أن الاسم لا تمنعه لائحة البصري السيئة الذكر والتي عممتها سلطات الرباط، بلا حياء ولا حشمة، على السفارات والقنصليات المغربية في كل دول العالم لمنع الأمازيغ من تسمية مواليدهم بأسماء أجدادهم التي يختارونها لهم. فأنير اسم مغربي لكنه أمازيغي، وبالتالي فهو ممنوع من ولوج كنانيش الحالة المدنية بالحي الحسني إلى أن تؤشر على ذلك سلطات الرباط تحت ضغط الفضيحة. وكاميليا اسم لاتيني يعني في اللغة اللاتينية وردة، وهو اسم وردة أصلها أسيوي، لم تجد أدنى عرقلة في الضفر بمكانها بسجل الأسماء بمقاطعتها التي ولدت بها. وهذا الاسم اختاراه لها والداها، إما لحبهما لهذه الوردة بالذات أو لاعتبارات عاطفية أو أخرى لا نعرفها وهذا من حقهما الذي تكفله لهما القوانين والمواثيق الدولية إذا كانت القوانين والمؤسسات المغربية عاجزة عن ذلك. الأسئلة التي يثيرها الموضوع هي إلى متى ستتمادى سلطات الرباط في هذا التعنت وهذا الاصرار على التمييز بين المغاربة؟ وبالتالي إصرارها على إبادة ثقافة قاومت العديد من الغزاة والثقافات ومازالت تقاوم سياسات التعريب التي لا تروم سوى اجتثاتها من جذورها والقضاء عليها وتحويل سكان المغرب إلى عرب من الدرجة الثانية. إلى متى سيستمر استقبال الأسماء الأمازيغية بمكاتب الحالة المدنية بالمنع أحيانا والتسويف أحيانا أخرى لحمل أصحابها على التراجع عنها واختيار أسماء عربية أو غربية غريبة عن ثقافتنا؟ في جميع دول العالم لا يخضع اختيار أسماء المواليد لاعتبارات سياسية طبقية إلا في دولة تسمى المغرب، والتي تنتمي إلى منطقة تسمى منطقة "المغرب العربي" والتي بدورها تنتمي إلى وطن يسمى "الوطن العربي" وينتمي بدوره إلى عالم يسمى "العالم العربي" وما إلى ذلك من الأسماء الدالة على التميز والتمييز والإقصاء. ففي "المغرب العربي" لا وجود لإنسان آخر غير الإنسان العربي ولا لغة غير اللغة العربية والحصان العربي والكلب العربي، وكل من حاول الخروج عن هذا الطرح فمآله الوأد في الرمال.