إلى السيدجمال الخنوسي حريات النصارى وقيود المسلمين أيها السيد المحترم لقد قرأت مقالكم الصادر بجريدة الصباح ليوم الإثنين 19 أبريل 2010 والذي خصصتموه لأكاديمية جورج واشنطن. تخيلوا ولو لحظة أنني أعيش بالمغرب وأنني أب غاضب مما يعاني منه طفلي الذي يتردد على ثانوية مغربية عادية، وأنني ربيته بالدار على عقيدتي الشخصية التي لا حق لأحد سوى الله أن يعلم ما هي، وأنني ككل الآباء ألاحظ أن الثانوية تلقنهكل أسبوععدة دروس في التربية الإسلامية. تعلمون كل العلم أنني لن أجد أحدا من المغاربة قد يساعدني على الحد من هاته الأسلمة التعسفية بينما يمكنني أن أهيج وأن أحرككل المغاربة لو ناهضت عملية تنصير(حقيقية أو وهمية لا يهم) من طرف مؤسسة تعليمية ما. إنني والله لن أفهم أبدا بلاهة الإخوان المغاربة إذ يتخوفون من أن ينصر أبناهم ولا يحركون لسانا ولا قلما مع أنهم يعلمون كل العلم أن مدارسهم تلقن الإسلام لأبناءهم صباح مساء ولا تدع لهم أية حرية في اختيار أي عقيدة أخرى، أكانت لأهل الكتاب أم لا. وإنني لأعجب للإخوان المؤمنين من المسلمين الذين يبتهجون عندما يكتب أحدهم أن فلانا قد اعتنق الإسلام وأكد بذلك عمليا حريته الشخصية، بينما ينزعجون وينتابهم القلق لو سمعوا يوما أن شابا مسلما قد أكد عمليا حريته الشخصية واعتنق ديانة أخرى غير الإسلام أو أعلن خروجه عن الإسلام دون أن يؤمن بأي عقيدة أخرى. وخلاصة القول: إننانقدر ونفرح لحرية الآخرين (النصارى مثلا) ولا نحبذ حرية المغربي أو المسلم. إنها أبشع عنصرية، عنصرية موجهة ضد أبناء جلدتنا. لربما لا نعرف للحرية طعما ولا لذة. وإليكم مني أطيب التحيات حيلوط محمد باسكال