حسب آراء أغلب زملاء "مهنة المتاعب"، فإن ما أصبح ينشر خلال السنين الأخيرة في بعض الصحف المغربية التي تصنف نفسها أنها مستقلة، يسيء لهذه الصحف وللمهنة بشكل عام. وهكذا يلاحظ أن تطور الخلافات بين مدراء هذه الصحف، على حساب مواقف الزملاء المشتغلين، يأتي خلال الآونة الأخيرة، متزامنا مع انطلاق جلسات الاستماع حول الإعلام والمجتمع، ولو أن ما يجري بين هذه الصحف، يؤكد للجميع أن مستوى أداء المهنة، وخاصة في الصحف المستقلة، لا زال بعيدا عن الآمال المعلقة على المطلوب مهنيا من الصحافة المستقلة. فخلال الأيام الأخيرة، على سبيل المثال، تنشر أخبار اليوم (وجرائد أخرى) أن نعيم كمال، العضو في مجلس حكماء الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (والتي تعرف اختصارا بالهاكا) قرر رفع دعوى قضائية ضد الزميل رشيد نيني، مدير نشر جريدة المساء، ولا نقرأ هذا الخبر في المساء. وردا على نشر الخبر، ينشر رشيد نيني ردا في الصفحة الساخرة من جريدته، ردا على أخبار اليوم، بأنه اللهم رفع دعوى على المساء حول مقال رأي، تضمن أخطاء في المعلومات واتهامات في الذمة الأخلاقية، أو رفع دعوى قضائية ضد مدير يختلس أموالا عمومية، ويقصد بذلك زميله السابق في الجريدة، توفيق بوعشرين، والمتابع قضائيا في ملف اختلاس أموال في صفقة عقارية. أما الأحداث المغربية، فتنشر قراءة أخرى في نفس الموضوع في صفحتها الساخرة، بقلم الزميل مختار لغزيوي، اعتبر خلالها أن دعوى نعيم كمال ستنتهي بطلب الزميل رشيد نيني للعفو والاعتذار في جريدته، وفي أسوأ الحالات، سوف يتدخل "أصحاب الحال"، أي الأمن، من أجل طي الملف، كما تعود مدير المساء على فعل ذلك في مجموعة من القضايا، ومنها قضية زواج الشواذ في مدينة القصر الكبير. وردا على هذا التأويل، يرد مدير المساء، بأن لغزيوي، لا يحق الحديث في الموضوع وفي مواضيع أخرى حقوقية، ومنها القضية الفلسطينية، لأنه سبق أن كان موظفا في مكتب الاتصال الإسرائيلي. وفي إطار الصراع بين أقطاب المال والأعمال، تنشر المساء أن رجل الأعمال ميلود الشعبي، رفع دعوى قضائية ضد الصباح، وترفض هذه الأخيرة نشر هذا الخبر، وهكذا دواليك. إن عمر هذه الأمثلة التي سردتها "مرايا بري"، لا يتجاوز تاريخها يوم واحد فقط، وخلال الأسابيع الأخيرة، أصبح نشر الغسيل وتصفية الحسابات بين المساء والصباح والجريدة الأولى والأحداث المغربية وأخبار اليوم، إضافة إلى أسبوعيات أخرى، هو حديث الساعة في هذه الصحافة المستقلة، وأصبح القارئ المغربي، في حيرة من أمره، بخصوص تردي هذا المستوى بين زملاء المهنة.