لازال مسلسل حياتنا متواصلا ، لكن ماذا عملنا و هل نستفيد من أخطائنا و نمتلك التجربة ، هنا دعني أضع علامة تعجب لان ذلك بات شبه مستحيل ، فنفس الظروف و الحيثيات تتكرر في حياتنا و تتكرر المعاصي و الأخطاء كآن شيئا لم يكن و الحياة تستمر و لا ضمير يؤنب و لا قلب يبكي حسرة مما يفسر أننا نعيش على الفراغ و لا عقيدة تذكر و لا حول و لا قوة إلا بالله ، فارتجالنا نظهره في بعض النقاشات الفارغة للجانب السياسي المظلم الذي ما فتئ إلا و يشحن بلعب و أصداء من قبيل تشكيلة وازنة تتقن فن المراوغة السياسية و الجدية المفقودة و الشعارات الفارغة و لا شئ يفهم بتاتا إلا ترافات و خزعبلات لا تجدي نفعا و ما الضحية إلا أصحاب الجنون الاجتماعي الغير مهيكلين ولا يمثلون أية لبنة متراصة و أولئك هم قتلة الوقت دائمو الفراغ و يستشعرون ذلك بدون إيجاد حلول و كلامهم و أجوبتهم واحدة أن كل شئ ممل و مقيت ، بل إنهم يلجون صراعات وهمية و يتخذون أعداء، إنهم ضحية مجتمع ، ضحية مشاكل سيكولوجية لا يحسدون عليها لكن ليسوا إلا صنفا من أصناف المجتمع التي لا تعد و لا تحصى فلكل طبيعته و تصرفاته ، أما الجانب الآخر من الناس فكأنهم لا يعيشون في هذا الكوكب لا يحملون أية أعباء و لا يهمهم أي احد ، يتحكم فيهم الطابع المراهقاتي سواء أكانوا مراهقين أو لميلهم لذلك الطابع رغم كبر سنهم ، يحبون التحكم في كل شئ و السيطرة و الميل إلى العف و فرض الوجود ، ويطبقون أي فعل قرين بالرجولة كالتدخين و مغازلة الفتيات و أي فعل رغم شناعته فالمهم هو أن يكون الأفضل و الأقوى و الأكثر ارتجالا ، إنها أفكار فاشلة و سموم ابتلي بها هؤلاء المساكين عفى الله عنهم . فما يجمع كل هذه الأصناف هو انعدام التجربة في الحياة و سوء التدبير للذات ، يكرهون النصائح و يدعون المعرفة معلقين بأنهم راشدين و يسقطون اللوم على الظروف و المعيشة و سوء الحظ ، إنهم يعيشون على الفراغ و يحملون أمالا ستكون ألاما فيما بعد ، يرجعون الفوضة موضة ، و يساهمون في شتات و غياب اللباقة و مفهوم المجتمع الحقيقي ، و إنني لا أعيب عليهم و لا أشفق عليهم لكني يائس لحالتهم و أتمنى لهم كل التوفيق ، و إن رأيتم صنفا اخرغريبي الأطوار يعجبونك بمظهرهم و اهتمامهم بأصغر جزئيات أناقتهم ومظهرهم أما سلوكاتهم فلا أساس لها من الاحترام و لا تمت له بصلة . إني ذكرت هاذه الحالات ليس قدحا و لا ذما بل اعترافا و تحذيرا و دعاءا ، فهو اعتراف إنساني بما هو واقعي ، و تحذير لنأخذ الحيطة و الحذر من الحذو نحو هذه الطرق و دعاء كي لا نكون من هذه الأمثال , وقد يتساءل البعض لماذا بالضبط لم أقدم معطيات و تصنيفات أخرى و ذلك لأسباب معينة ، لا أريد ذكرها لأنها الرابط بيني و بين القارئ لتكون صلة ربط والمحتوى الرئيسي الذي تخفيه هاته الأسطر ، فما عساي القول بعد كل هذا ...نكتب غيرة و إرادة في ارتقاء ، نكتب لنوضح وجهة نظر ، و نكتب ثم نكتب و لا احد يهتم لما نكتب بل لا يعترفون لما تكتب . سيأتي يوم ستزيل فيه الألغام و سيوضح كل شئ ، و أنا واثق من ذلك و في ذلك اليوم ستكون كتاباتنا طرفا هاما . وأفضل أن تكون هذه آخر جملة تعبيرا على أننا نشخص و نعمل و نكد من اجل مجتمع أفضل لكن نقابل بنوع من اللامبالاة ... نفعني الله و إياكم بالخير.