كيف تسير بوصلة المغرب؟ منذ صغري عرفت الطريق الرابطة بين وزان وفاس تسمى الطريق الرئيسية رقم 6 والتي تمر عبر قرية الزواقين المنسية ، حيث كانت طريقا حيوية كلها حركة وبحالة جيدة لأنها بنيت من طرف الفرنسيين المتقنين لعملهم وبسواعد أبناء المنطقة بدون مقابل لمدة 3 أشهرلكل فرد في 1945 ، ونظرا لإتقانها صمدت لسنوات عديدة بدون صيانة حتى سنة 1980 حيث بدأت تنهار ،وعوض أن تتم صيانتها وحذف المنعرجات الخطرة منها تمت معاقبتها من طريق رئيسية إلى طريق ثانوية ، ومنها إلى طريق مقطوعة بعد أمطار هذه السنة . إن السفرمن قرية الزواقين أوالمجاعرة حيث سد الوحدة الكبير ووجه المغرب المائي إلى مدينة وزان تعتبر مغامرة كبيرة محفوفة بالمخاطر. حيث لما تقطع تلك المسافة القصيرة وتصل إلى منزلك بسلام وأنت منهوك كأنك سقت لساعات طوال ، تكون السيارة في حاجة إلى حصة تدليك ميكانيكي ، إن المغرب لو كان يتوفر على خبراء أو أنصاف خبراء وعمل عملية حسابية لخسائر إصلاح السيارات التي تقطع طريق الموت بين وزان وقرية الزواقين حتى سد الوحدة لمدة سنة سوف يجدونها ربما كافية لإصلاح الطريق حتى نجنب الإقتصاد الوطني هذه الخسائر التي تعيق تقدم البلد وتطوره ، أما إصلاح المواطنين من الخوف والمصير المجهول مع هذه الطريق فلا يقدر بثمن . تخيلوا معي أن عامل وزان تواضع وقرر السكن في قرية الزواقين لكي يعيش عن قرب هموم السكان ويتعرف عن سبب تدهور عطاء المدرسين بسبب تنقلهم الحربي اليومي من الزواقين إلى وزان ، إن العامل بسبب عدم قدرته على تحمل التنقل الشاق من مسكنه إلى مقر عمله قرر إعطاء أوامره بإصلاح الطريق بميزانية استعجالية ، وكذلك تزويد القرية بالماء الشروب ، لأنه لايتحمل قساوة هذه الحياة ، أي نفاق هذا أيها المسؤون فنحن سواسية بشر مثلكم نحب أن توزع خيرات البلاد لاأن تجد طريقها إلى جيوبكم وعليه نطلب منكم إرجاع المنطقة إلى حالتها الجيدة كيفما تركها الفرنسيون سنة 1956 واأسفاه كم توقفت ساعتنا بل رجعت إلى الوراء ؛ ناموا ولاتستيقظوا ... مافاز إلا النوم ... وتشبثوا في جهلكم ... فالشر أن تتعلموا ، وشكرا لعامل وزان إن قبل الإقامة في قرية الزواقين لتنعم بعطفه إنه فقط مجرد حلم جميل راودني في مدينة ألكانتي الإسبانية..