دافعت وزيرة العدل الفرنسية ميشال اليو ماري الأحد عن مشروع قانون سيتم بحثه في الجمعية الوطنية الفرنسية في 11 من مايو المقبل يحدد الخطوط العريضة التي تضع إطارا لمنع النقاب في عموم فرنسا معتبره أن هدفه أن " يعيش الجميع معا " . ويدور نقاش في فرنسا منذ أشهر حول منع النقاب الذي ترتديه حوالي 2000 امرأة ، بحسب إحصاءات الحكومة الفرنسية الرسمية. وشرحت اليو ماري في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية الأسباب التي تقف وراء موقف بلادها من موضوع النقاب. - ظهرت بعض الانقسامات حول فعالية قانون مرتقب ضد النقاب حيث حذر مجلس الدولة ، وهو الهيئة القضائية الأعلى في فرنسا ، من أن الحظر قد لا يجد أي سند قانوني. ما رأيك ؟. إن المبدأ الأول في فرنسا هو حرية العقيدة ، واحترام جميع الأديان على قدم المساواة وحرية كل فرد في ممارسة معتقداته ، لذلك نحن نسمح ببناء جميع المنشات الدينية فوق الأراضي الفرنسية وهذه ليست الحال في جميع البلدان. والشيء الثاني الذي يجب ذكره هو أن القرآن لا يفرض ارتداء النقاب ، وهذا ما دأب على قوله وبانتظام جميع كبار رجال الدين المسلمين في فرنسا. علي أي حال رأينا في الماضي أن بعض الدول الإسلامية منعت ارتداء النقاب وأحيانا حتى الحجاب كما كان الحال سابقا في تركيا وتونس. - هل يستهدف المنع مجتمعات محلية طائفية مغلقة في فرنسا ؟ الجواب " في الواقع، إن المبدأ الثاني الكبير للجمهورية الفرنسية هو رفض الطائفية التي تريد المساواة بين الجميع أمام القانون، وأن يتم الاعتراف بالمواطنين بالتساوي، والقانون هو نفسه بالنسبة للجميع وهذا هو أساس الوحدة الوطنية للجمهورية ولهذا السبب نرفض أن يعيش البعض في مجتمع مغلق له قواعده الخاصة ولا يعيشون مع جميع الناس. نريد أن يعيش الجميع معا. هذا الاختيار هو الذي يميزنا عن بقية الدول بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة اللتان تعترفان بالمجتمعات المحلية الطائفية. - هل هناك جانب أمني في هذا الحظر؟ في بعض الأماكن يخشى الناس أن يضر النقاب بالوضع الأمني ، حيث يمكن استخدامه من قبل بعض الأشخاص الذين يريدون إخفاء وجوههم لارتكاب أعمال غير قانونية ، وهذا يؤدي إلى ردة فعل متخوفة من جانب بعض المواطنين. لذلك وبعد كثير من التردد، قررت الحكومة حظر النقاب. وهذا الحظر لا يمكن أن يتم إلا بموجب القانون. في البداية قلنا أنه يمكننا حظر النقاب في المرافق العامة فقط، لكن المشكلة هي في مبدأ العيش المشترك، لذلك سيتم حظر النقاب في كل الأماكن ، ما عدا بالطبع داخل المنازل. لهذا السبب نحن قررنا تقديم قانون ينطبق على جميع الأماكن العامة. ستكون هناك مرحلة قبل تنفيذ القانون، لتثقيف الناس وشرح لماذا نفعل ذلك لأن ما نأمله هو أن تتخلى المرأة من تلقاء نفسها عن ارتداء النقاب. - النساء المنقبات هن معزولات بالأساس في مجتمعاتهن وفضائهن محدود، هل تعتقدين أن هذا الحظر سيزيد من أعبائهن أم سيمكنهن من إعادة الاندماج ؟ نعم نحن نعتقد أنه سوف يساعدهن على الاندماج في المجتمع. إنهم لا يستطيعون البقاء في المنزل طوال الوقت. لديهن حياتهم اليومية، والتسوق... وإذا عمل أزواجهن على منعهن من مغادرة المنزل فان ذلك سيعتبر من الناحية القانونية ما يسمى ب " الحجر" وهو ما يعاقب عليه القانون .