أسدل الستار يوم الأحد بصافرة الحكم حميد الباعمراني على ديربي حبس أنفاس جميع البيضاويين بل كل المغاربة ورقص أخيرا على نغمات خضراء بإيقاعات سينغالية خالصة ، انتهى المسلسل المشوق الذي امتد الحديث عنه لأسابيع في كل ركن من أركان العاصمة الاقتصادية في المقاهي وأماكن العمل والشوارع والطرقات لينتهي الحسم للرجاء في لقاء شد معه الأنظار حتى الثانية الأخيرة رغم أنه لم يرقى للمستوى المنتظر على المستوى الفني وهو شيء طبيعي برأي المحللين نظرا للضغط الجماهيري والإعلامي الذي كثيرا ما لا يلعب في صالح مثل هاته المباريات المشحونة وينعكس سلبا على مردود اللاعبين على المستطيل الأخضر . انتهت المباراة خضراء وقفزت بلاعبي روماو إلى الصدارة الغالية جدا على رجاء الشعب الذي اعتلى القمة وبات ينظر إلى حلم اللقب ويبدوا له أكثر دنوا على الأقل مما كان عليه قبل جولات من الآن أما وداد الزاكي فلا يمكنها أن تلوم سوى نفسها وتعض بحسرة على صدارة كانت في المتناول وفرطت فيها ببشاعة وهي تتعامل برعونة مع العديد من المباريات التي كان من المفروض أن تفوز بها ، الكلاسيكو المغربي لعب على جزئيات صغيرة وكانت المباراة سجالا تكتيكيا بحثا غابت عنه الفرجة والكرة الجميلة وحضرت فيه الحسابات والشد العصبي والمبالغة في التحفظ أحيانا ما أسقط المباراة في فخ التوتر والاحتجاج المبالغ فيه على قرارات الحكم التي أججها خروج الزاكي الغير مبرر عن النص في كثير من الأحايين مما أسقط لاعبي الفريق الأحمر في نفس الخطأ حيث تفرغوا للوم الحكم وتناسوا مهمتهم ووظيفتهم الرئيسية . كان الرجاء أكثر واقعية ولعب بضغط أقل وعرف روماو كيف يوظف إمكانية لاعبيه ويمتص حماس الوداديين الزائد وسيطرتهم الكاملة على الكرة ولعب على الهجمات المرتدة وكان له ما أراد ونال ما جاء من أجله وخطط له روماو وخرج ظافرا بالنقاط الثلاث في حين سيطر التسرع والتقدم الغير محسوب على وداد الزاكي الذي بدا عاجزا رغم دفعه بكل الحلول بيضوضان و سكومة في الشوط الثاني إلا أن الضغط الزائد وسوء الحظ في عديد المرات جانب الوداديين وعاكسهم وهو ما جسدته كرة جويعة في آخر الثواني والتي تحولت بقدر قادر بعيدا عن الشباك مخاصمة الوداديين ومفجرة بركانا أخضر من الفرح العارم لرمزية الديربي ومعنوية الانتصار اكثر من فائدته الرقمية على مستوى تحصيل النفاط فالرجاء سيواصل بمعنويات أكبر وهو العائد بقوة البرق بعد انتصاره الثاني بعد الفوز على الماص وإذا كان الرجاء سيعيش أسبوع نشوة فإن البيت الأمر سيتعرض للزعزعة هذا إن لم تكن نتيجة اليوم قد أحدثت أصلا تصدعات في جدران القلعة الودادية التي ستدخل مرحلة شكل على قدرة الزاكي في قيادة وداد الأمل للقب طال انتظاره . انتهت التسعين دقيقة الأبرز ولم تنتهي معها قصة تنافس شرس قسم هواء الدارالبيضاء ذات يوم إلى قسمين يإيعاز من طيب الذكر بير جيكو الذي يحق لأبنائه أن يفخروا وهو يرون ذكرى خالدة لوالدهم يتحدث عنها كل الوطن بل وكل العالم يراقبها ، فرغ الديربي من ناسه ولم يفرغ الحديث وسيستمر أسابيع طويلة جدالا و نقاشا عميقا ومستفيضا عن الاستحقاق عن الأسباب والمسببات بين توعد ووعيد في انتظار أربع مباريات متبقية ستقسم كازا بلانكا لنصفين من جديد مترقبة بلهف العشق مصير اللقب الحائر بين المسعكرين ، هكذا إذن انتهت الحكاية بفائز وخاسر في مباراة صنعت فيها الجماهير بأهازيجها الخاصة الفرجة وتغلبت على لغة الأقدام التي كانت خافتة في حين صدحت المدرجات بجماهير شغوفة تهتف حتى الدقيقة التسعين فكان ديربيا للأنصار صنعت فيه المكانة وفرميجا احتفالية على طريقتها الخاصة وعكست صورة حضارية في التشجيع بعيدا عن لغة التعصب فكان حوار عقول وتجاذب فكر وثقافة وتنافسا على طريقة رقعة الشطرنج لذلك فإن الجماهير استحقت العلامة الكاملة وكل التقدير لأنها قدمت صورة تستحق الاحترام للمنتوج الكروي المغربي في وقت مازال لاعبونا بعيدين على أن يقدموا لنا الأطباق الكروية المرجوة لأسباب أسهبنا في التطرق إليها في مقالتنا هاته ونتمنى كل المنى أن يرتقي مستوى منتوجنا المحلي نحو الأفضل . [email protected]