عقدت "جمعية فضاء القرية للإبداع" يوم الجمعة 09 أبريل 2010، ندوة صحفية بمقر غرفة التجارة والصناعةوالخدمات بالدارالبيضاء، لتسليط الضوء على النسخة الأولى من " مهرجان بن امسيك للمسرح الاحترافي"، الذي سيقام على امتداد خمسة أيام خلال الفترة الممتدة بين 21 و25 أبريل 2010 بتراب عمالة مقاطعات بن امسيك. الندوة التي دامت أزيد من ساعتين عرفت حضورا إعلاميا متميزا، إضافة إلى فنانين وفعاليات من المجتمع المدني ومهتمين بالحقل المسرحي، وذلك للمساهمة في تمكين هذا المولود الفني (مهرجان بن امسيك للمسرح الاحترافي) من أثبات ذاتهواستقلاليته وسط جملة من المهرجانات التي تحتضنها مدينة الدارالبيضاء، والتي تم تفريخ بضعها لأغراض انتخابية محضة، على حساب الجانب الثقافي الذي ظل مغيبا خلال عقود داخل أجندة مسؤولي هذه المدينة العملاقة. وحسب منظمي هذا العرس الثقافي، إن فكرة تنظيم مهرجان مسرحي بمنطقة بن امسيك، لم تكن وليدة الصدفة، أو تولدت انطلاقا من الرغبة في صنع مهرجان ينضاف إلى خانة المهرجانات المتناسلة في هذه الجهة أو تلك، بل انطلقت من قناعة خلق فضاء تشاركي يهدف إلى الانفتاح على تجارب مسرحية محترفة على اختلاف تجاربها، وذلك لتقوية الفعل المسرحي بمنطقة بن امسيك، إضافة إلى رد الاعتبار للرموز المسرحية بذات المنطقة، التي ساهمت ولا تزال في إغناء حقل المسرح المغربي. وانطلاقا من سؤال وجهه أحد الصحافيين إلى المسؤولين عن هذا المولود الثقافي، حول الغاية من اقتصار المهرجان على الجانب المسرحي دون الانفتاح على ألوان إبداعية أخرى ك" الموسيقى، التشكيل، الرياضة و..." أجاب إسماعيل بوقاسم رئيس جمعية فضاء القرية للإبداع، بأن خصوصية المنطقة تفرض في الظرف الراهن صنع مهرجان يحترم هذه الخصوصية، مشيرا إلى أن المنطقة عبر الامتدادات التاريخية للدار البيضاء، تؤكد ارتباطها المتين بالمسرح وكذا كل الأشكال التعبيرية، وعلى رأسها "فن الحلقة"، التي كان أغلب روادها من أبناء منطقة ابن امسيك، مستدلا بلائحة من الأسماء التي صنعت الفرجة بفضاءات الحلقة، ك : خْليفة، ولد قربال ، نعينيعة ، الثنائي التيقار.. وهلم جرا من الرواد الذين أغنوا خزانة التراث الشفهي بالمغرب، بالإضافة إلى كون العديد من الفرق المسرحية بذات المنطقة مثلت المغرب خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة في العديد من المهرجانات العربية والدولية. وحسب سعيد الطنور المنسق العام للمهرجان، إن هذا العرس الثقافي سيضمن لساكنة المنطقة فرجة متميزة وهادفة من خلال مشاركة ثمان فرق مسرحية محترفة وهي : فرقة نحن نلعب ( مسرحية لفهاماتور – الرباط)، فرقة أكاديما (مسرحية لالة مولاتي – مراكش)، فرقة رؤى للمسرح ( مسرحية عيطة الكية – أسفي)، فرقة المرآة ( مسرحية موز وتفاح – فاس)، فرقة فضاء اللواء للإبداع ( مسرحية الريح – الدارالبيضاء)، فرقة أبعاد ( مسرحية طعم الطين – الدارالبيضاء)، فرقة محترف موليير (مسرحية دعوة رسمية – الدارالبيضاء)، فرقة هواجس ( مسرحية أيام المشماش – الدارالبيضاء)، مشيرا إلى أن جل هذه العروض المسرحية ستقام بفضاءات بن امسيك، من خلال مركب كمال الزبدي و المركب التربوي الحسن الثاني، في حين تطرق عبد الهادي فدودي مدير المهرجان إلى الشق المتعلق بالجانب المالي وكذا الشركات التي تم توقيعها مع الشركاء الرسميين وكذا المؤسسات الخاصة، لإنجاح هذا العرس المسرحي. وحسب رئيس جمعية فضاء القرية للإبداع، إن "مهرجان بن امسيك للمسرح الاحترافي" يتمتع باستقلالية مطلقة، مشيرا إلى أن هذا المهرجان تم خلقه بعيدا عن أية أطماع انتخابية أو أهداف وصولية، قائلا " لو أن الثقافة في المغرب كانت تمكن المنتخبين من الفوز في الانتخابات لكان هناك مهرجانات كل يوم"، وعن عدم تضمن المهرجان لحفل تكريم لشخصية مسرحية بالمنطقة، أجاب رئيس الجمعية " كان في نيتنا تكريم بعض وجوه المنطقة التي ساهمت في إشعاع الفعل المسرحي بالمغرب، كالفنان أحمد السنوسي (بزيز) والفنان عائد موهوب وكذا الفنانة المقتدرة ثريا جبران، غير أننا عدلنا عن هذه الفكرة يقينا منا بأن هؤلاء يستحقون تكريما حقيقيا أكبر من تسليمهم شهادات تقديرية ورمزا تذكاريا، لكننا في نفس الوقت نعتبر هذا المهرجان تكريما فعليا لكل رموز المنطقة وفي مقدمتهم رموز الحلقة".