ذكرت مصادر إعلامية مغربية ، أن جمعية " كيف كيف" تعمل على تنظيم زيارات لانفصاليي البوليساريو إلى اسبانيا ، مستغلة مقرها بمدريد من أجل لفت انتباه الرأي العام الإسباني أن هؤلاء الأشخاص الذين تستقطبهم البوليساريو هم شواذ مغاربة، وتنظم لهم مناظرات تستدعي إليها الإعلام الدولي وترغمهم فيها عن الحديث عما تعتبره الجمعية اضطهادا لهؤلاء الشواذ بالمغرب، وأن هؤلاء الشواذ الذين تدافع " كيف كيف " عن أطروحتهم ليسوا سوى عناصر من انفصاليي البوليساريو تستقطبهم الجمعية المذكورة إلى إسبانيا وتحاول أن تجعل منهم قضية سياسية . وقالت ذات المصادر ، بأنه سبق لعبد العزيز المراكشي ، زعيم جبهة البوليساريو ، أن استقبل سمير بركاشي ، رئيس جمعية " كيف كيف " ، حيث أعلن هذا الأخير للمراكشي ولاءه لجبهة البوليساريو ، ولم تستبعد نفس المصادر ، أن يكون ذلك توظيفا جزائريا لورقة الشواذ المغاربة من أجل النيل من الوحدة الترابية للمغرب ، خاصة وأن جهات سياسية جزائرية جربت ورقة المثليين الجزائريين في الانتخابات التشريعية الأخيرة من أجل بلوغ مناصب سياسية ، وأنه يتم الحديث في الإعلام الجزائري عن حقوق مثليي المغرب أكثر من مثليي الجزائر . ونقرأ في ثنايا هذه الأخبار ، دخول مرحلة الصراع السياسي حول الصحراء بين المغرب والبوليساريو والجزائر ، إلى مرحلة المبارزة بالقيم الثقافية لشعوب المنطقة بعد أن استنفذت الورقتين السياسية والحقوقية أغراضها بين أطراف النزاع . ففي مرحلة المبارزة السياسية بين أطراف النزاع ، يستعمل المغرب ورقة اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة من أجل كسب الدعم الأمريكي لأطروحته السياسية ، وتم ذلك عبر استدعاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني إلى طنجة ، مقابل فرض التطبيع مع إسرائيل على الرأي العام المغربي ، كما أن الجزائر تستعمل ورقة التقارب مع إيران المرفوضة غربيا من أجل الظهور بموقف الداعم لقضايا الأمة الإسلامية والتي يعتبر المغرب جزءا منها . وفي مرحلة المبارزة الحقوقية ، يتهم المغرب غير ما مرة البوليساريو باحتجاز الأبرياء في تندوف وحرمانهم من أبسط شروط العيش الكريم ، بينما تتهم الجبهة الانفصالية المغرب بانتهاك حقوق الصحراويين في المغرب والذين يناضلون من أجل الاستقلال عن الاحتلال المغربي . وبلغت مرحلة الصراع الحقوقي تطورا آخر بعد استصدار البوليساريو والجزائر لقرار من مجلس الأمن يمنح صلاحية مراقبة حقوق الإنسان بتندوف ، لإرغام المغرب على تقبل نفس الصلاحية في المناطق الخاضعة للتسيير المغربي . وبدأت ملامح الاستغلال السياسي للقيم الثقافية لشعوب المنطقة المتنازع عليها ، بعد أن نسبت صحيفة " المنعطف " التابعة لحزب جبهة القوى الديمقراطية المغربي ، تصريحا للإعلامي الجزائري أنور مالك يؤكد فيه وجود شبكة منظمة تديرها البوليساريو مخصصة لدعارة الفتيات الصحراويات المحتجزات بتندوف ، وروجت وكالة الأنباء المغربية الرسمية للخبر الذي أوردته الجريدة المذكورة ، بينما نفى الإعلامي الجزائري ما نسبته إليه الصحيفة المغربية ، وتحداها أن تأتي بدليل يؤكد صحة المنسوب إليه من تصريحات ، وتأسف أن يستغل اسمه في نزاع لا ناقة له فيه ولا جمل . تبقى مواقف الجمعية المذكورة ، هي التي ستؤكد الأنباء المتداولة في الوسائط الإعلامية المغربية عن ولائها للجبهة الانفصالية من عدمه ، دون أن نغفل النقاط التي ستربحها الأطراف كافة حال تأكد صحة الاستغلال السياسي لورقة المثليين في النزاع ، سيظهر كل طرف أمام المعنيين بمواقفه بمثابة المدافع عن القيم ، بالنسبة للمغرب والجزائر والبوليساريو ، والمدافع عن الحقوق بالنسبة للمثليين والسلطات الإسبانية .