أثار اللباس الأبيض الذي حضر به الأستاذ محمد المرواني أمين عام حزب الأمة الى القاعة رقم واحد بملحقة الاستئناف بسلا يوم الاثنين 29مارس2010انتباه الحاضرين والمراقبين مادام أن الصورة نشرتها يومية "الجريدة الأولى"على صدر صفحتها الأولى في عددها 575الصادر يوم الجمعة الماضي . فمن قائل أن المرواني أصبح"الشيخ الجديد للاسلاميين المغاربة بدون منازع"خصوصا وأنه يمتلك ما يكفي من المقومات العلمية والقيادية والفكرية والتنظيمية لبلوغ هذا الشرف،ومن قائل أن أمين عام حزب الأمة المغربي هو عريس المعتقلين في هذا الملف ،وهو كذالك ما دام أن محاضر الضابطة القضائية قدمته"كأمير للخلية"،وهناك من أضاف مازحا أن الشيخ المرواني أراد بلباسه هذا أن "يتميز"عن باقي المتهمين،وهذا من حقه لاعتبارات معلومة. إلا أن الاستاذ محمد المرواني ابتغى في تقديري المتواضع بظهوره بهذا اللباس الفريد الذي زاده شموخا ومكانة ايصال جملة من الرسائل هي في تصوري كالتالي: الرسالة الأولى هي أنه أراد أن يعبر عن حبه الشديد لهذا الوطن ،فاللباس التقليدي يعبر عن هوية المغاربة -جزء من الهوية طبعا-واللباس كما هو معلوم جزء من هذا،"وحب الأوطان من الايمان"،وكما قال الشاعر: وحبب أوطان الرجال إليهم مرابع قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا وقد ألفته النفس حتى كأنه لها جسد إن بان غودر هالكا ورغم أن الوطن يعني الأمن ،والاطمئنان،والحب ،والانتماء...،ورغم أنني أفقد كل هذا ومع ذالك فأنا لا زلت متشبث بحب وطني .. الرسالة الثانية هي أنه أراد أن يذكر بأنه اسلامي وسطي معتدل ،وبمقتضاها فهو شاكر لكل من وقف بجانب الحق في هذا الملف من قريب أو من بعيد،"ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله". الرسالة الثالثة وهي الأهم ،أنه مستعد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل عدالة قضيته،وبراءته مما نسب اليه ظلما وعدوانا ،واذا لم تجد السلطات حلا لهذا الملف ،فانني على أهبة الاستعداد للذهاب بعيدا جدا في اضرابي عن الطعام،وكفني فوق كتفي.. فهل تعي السلطات ما يجري ؟وهل هي مستعدة لايقاف هذا الاصرار بفتحها الحوار مع المفكر الاسلامي محمد المرواني ومن معه؟وهل ستوفر السلطات كل الظروف لاجراء محاكمة عادلة ؟بل هل تجرأ الدولة على الاعتراف بأخطائها في هذا الملف؟بكلمة:هل تقدم السلطات على اطلاق سراح المعتقلين؟ إن إضراب المعتقلين عن الطعام وصل الى مرحلة جد حرجة ،واذا لم يتم تقديم العقل والبصيرة ستقع فضيحة حقوقية سيكون بلدنا المغرب هو الخاسر الأكبر بالتأكيد،فهل سترجع السلطات المغربية الى رشدها؟هذا ما نتمناه صادقين.