ماذا يعني رباح بقوله:"لانوافق في الوقت الراهن على الملكية البرلمانية،وندعو على العكس من ذلك إلى توسيع صلاحيات المؤسسة الملكية". هل الملكية في المغرب بحاجة لحزب كالعدالة والتنمية للدفاع عنها وتوسيع صلاحياتها؟ ولماذا هذا الإجهاز المتعمد على "المسيرة الديمقراطية"كما يراها باقي الأحزاب،وكما يؤمن بها حزب المصباح نفسه؟ في تقديري يحوم موقف الحزب حول ثلاثة أمور: 1- التزلف والتقرب من المؤسسة الملكية واكتساب مناعة قوية ضد باقي اللأحزاب، لكون هذه الأخيرة بدأت تشن حربها على العدالة والتنمية في محاولة لجره إلى صراعات قبل انتخابوية تهييئا لإقصائه من حلم" النصر"سنة 2012كما ألمح إلى ذلك بن كيران. 2- تقديم إجابات غير مباشرة" للعدل والإحسان"لتصحيح موقف الجماعة من النظام،حيث ما فتئ العدالة والتنمية منذ تأسيسه يعزف على وتر توحيد التيارات الإسلامية ودخولها تحت مظلته،وقد كان خلال كل المحطات الإنتخابية يطالب جمهور العدل والإحسان بالتصويت لصالحه قبل أن يتأكد أخيرا من لا جدوى مطالبه،غير أنه لم يفقد الأمل من محاولة إقناع الجماعة بالمشاركة السياسية على غراره.وقد ذهب جل المحللين السياسيين إلى أن الحزب دخل اللعبة السياسية بشروط أهمها جر العدل والإحسان لتليين المواقف،واستيعاب الإشارات" القوية"للعهد الجديد. 3-محاولة الحزب الانسجام مع مواقفه منذ التأسيس حيث كان دائما يعترف بفضل الملكية على المغرب و بأنها الحامي الوحيد للحركة الإسلامية.وهذاالاحتمال هوالأضعف في نظري لأنه مجرد كلام يتفوهون به يخفي ما يخفيه وراء سطوره،وكأن المغاربة-في نظرهم- لايعرفون عن الملكية شيئا. ومهما يكن فإن حزب العدالة والتنمية قام بدور لن ينساه المغاربة أبدا،بل لن ينساه التاريخ،ألا وهو قتل أمل التغيير في النفوس. فبعد أن فقد الشعب ثقته في كل الأحزاب الإدارية والمصنوعة على اختلاف مذاهبها وتوجهاتها،كان حلمه كبيرا ورجاؤه لا حدود له، بعد أن وطئت أقدام" الإسلاميين"البرلمان،وهم يحملون طموحات ومشاريع. لكن وللأسف الشديد، ما فتئت أن اصطدمت بواقع لايؤمن بهذا النوع من الديماغوجيا ولا يعترف بأناس يمتطون صهوة جواد الدين،لمراكمة المزيد من الثروات . ولعل ما وقع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حين تحكمت المصالح الشخصية في صراع وسباق العديد من أعضاء العدالة والتنمية نحو الترشح واحتلال المراكز الأولى في اللوائح،لخير دليل على ذلك. ماذا سيجني المغاربة إذن من حزب يجيد قياديوه الضحك على الذقون،ولا يساهم إلا في إطالة عمر الأزمة، في بلد مل أبناؤه النفاق الحزبي والسياسي و الاجتماعي،وظلت أعناقهم مشرئبة لغد أفضل تصبح فيه الكرامة للإنسان كما نادى بها الحق سبحانه من فوق سبع سماوات،حيث قال(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر).صدق الله العظيم.