لم يصدّق صابر مخلوف، أنّ وعود قائد انقلاب السابع من نوفمبر في إرساء عدالة اجتماعية، كانت مجرّد أكاذيب، الا حين دفعته الخصاصة الي التسلل ليلا للبحث في مزابل الجيران عمّا يسّد به رمق عائلته... فبعد سنتين من التغيير المشؤوم، تضاعفت الأسعار خمس مرات! لم يصدّق صابر مخلوف أن ايران" الإسلامية" تتعامل مع إسرائيل سرّا و تعاديها علانية، الا حين انفجرت فضيحة ايران غيت. لم يصدق صابر مخلوف أن حزب الله اللبناني يحرس حدود إسرائيل بكل أمانة، و يعتقل كل من أراد استهدافها، الا حين قرأ بنفسه تصريحات صبحي الطفيل الأمين العام السابق للحزب المذكور. لم يصدّق صابر مخلوف أن منظمة حماس (شأنها شأن فتح )، تريد السلطة بكل سبيل قذر، حتى رأى حماس تلقى سلاحها و تدخل كشريك في سلطة بائسة تحت حكم المحتل .. لم يصدق صابر مخلوف أن الإخوان المسلمين على استعداد للتحالف مع الشيطان نفسه، في سبيل تحقيق أهدافهم الحزبية، الا حين قرأ فتوى كاهنهم القرضاوي التي أباح بموجبها للجيوش الغربية الإستعانة بالمجندين المسلمين في صفوفها لغزو أي بلد اسلامي! لم يصدق صابر مخلوف أن ابنته على علاقة جنسية بجارهم الشابّ ، الا حين أعلمته زوجته انها حامل في الشهر السابع! لم يصدق صابر مخلوف أن الورم السرطاني الذي أصاب دماغه، من غير النوع الحميد، الا حين اخبره الدكتور أن وفاته (خلال أسبوعين، على أقصى تقدير) صارت مؤكّدة. تجاهل صابر مخلوف كتابة وصيّته، أسفر عن اقتتال داخلي بين أبنائه... كان بامكان صابر مخلوف حقن كل تلك الدماء، لولا انه لم يكن يصدّق، حتى لحظة دخوله الغيبوبة (التي لم يستفق منها أبدا) انه سيموت!