المجتمع المغربي يعتبر من بين المجتمعات التي لا تتأثر بكل ما يدور فوق هذه البسيطة , وهذه حقيقة أتبتثها غير ما مرة أمور واقعية كانت على الأقل تستلزم بعض من الرزانة والحكمة والإهتمام بها وإعطاءها الوقت الكافي لدراسة سلبياتها والتفاعل مع إيجابياتها ومحاولة تجنب كل المساوئ التي تنتج عنها , هذه على الاقل بعض المبادئ التي تسري في أغلب المجتمعات الغربية التي تتفاعل برمتها وعن بكرة أبيها من الصغار إلى الشبان إلى الكبار وكذلك الشيوخ مع أي خطر ممكن أن يهدد إستقرارها وكيانها إن جاز التعبير, فتجد الكل يعطي آراءه وماذا يمكن أن يفعل وما لا ينبغي أن يعمل لأنه في حالة القيام به سيعود بالسوء على المجتمع برمته ,وتلك أولى الأولويات بالنسبة لهم وهي الحفاظ على إستقرار المجتمع ولعلها أسمى الأسامي هي أن يبقى شملهم ملموما دون أن تفوح رائحته لأنه كما يقال بأن" اللحم إلا خنز كايجمعوه ماليه " وما سهل ذلك بطبيعة الحال هو التطور التكنولوجي الذي لم يبقى شيئا صعبامعه – في اخذ آراء الكل طبعا -. لكن نحن المغاربة والعديد من المجتمعات لا داعي لذكرها بالإسم , لا نعطي للأشياء قيمتها الحقيقية فتجد الكل يعمل برأيه الشخصي ويخدم مصلحته الخاصة غير مبالي بما سيكون عليه الاخرين إن لم يغير رأيه ويحسن تصرفاته ويجعلها أكثر مطابقة للواقع . فلنخرج نوعا ما إلى الواقع , العديد من التنبيهات والتحذيرات تأتي من هنا وهناك مفادها أن العالم سيعرف إنخفاضا كبيرا في ترواثه المائية خلال السنين القادمة , أو أن الطاقة ستواجه مشكلة كبرى بسبب الإستعمال الغير المعقلن , أو أن توالي سنوات الجفاف سيقضي على إقتصاد العديد من البلدان خصوصا تلك التي تأخذ من المجال الفلاحي المعول الأول عليه في تقويم الناتج الداخلي الخام , أو أن تزايد الطلب على مادة النفط سيرفع أثمانها الى أرقام خيالية بل وفلكية في بعض الأحيان أكثر مما هي عليه الآن .... لكن على الرغم من كل هذا إلا أننا نجد أن السواد الأعظم من المجتمع المغربي غير مبالي وكل يغني على ليلاه أو " يسوط على كبالتو" ويقول أنا أنا ومن بعدي الطوفان , بكل هذه الإشارات الواضحة والمرموزة الأتية من قبل منظمات مختصة في كل مجال على حدى . فالماء مثلا يضيع بشراهة في سقي بساتين الاغنياء وفي غسل سياراتهم الفارهة وفي سقي ملاعب الكولف التي لا يخفى على أحد حجمها وما تحتاجه من الأطنان يوميا من هذه المادة الحيوية , ولعلكم تلاحظون مثلا أن لاعبي الكولف لما يضربون تلك الكرات الصغيرة الحجم بعصيهم الطويلة حتى تقتلع الكرة وشظاياها من" الكازو" الذي يتطاير في السماء ولتقطع الكرة عشرات الأمتار بل المئات في بعض الأحيان , بل ومساحة الملعب قد لا تحدها العين البصيرة , أما التي لا تبصر فقد قالها فيهم الله عز وجل هم كالأنعام أو أضل . فحال المجتمع المغربي يرثى له بكل ما تحمل الكلمة من معنى وعلى الرغم من ذلك لا نجد أي تفاعل لا من هذا الطرف ولا من ذاك وأعني بالضبط في هذا الإطار الكل سواء الصغار أو الكبار الأغنياء أو الفقراء القوي او الضعيف الكل في الهم سواء , فلئن كان الأغنياء لا يبالون بالطرف الآخر من المجتمع بالنظر للخير الوفير الذين يعيشون فيه _ الله يزيدهم – يعتقدون بذلك على أن كل المغاربة يعيشون كما حالهم في كامل الرفاهية والترف , لذلك لا تجدهم يبالون عند تبذير الثرواث لأنهم يعتقدون على أن المال الذي عندهم سيوفر لهم كل ما يرغبون به فقط فليأمروا وستنفذ أوامرهم في الحين على الرغم من أن مثل الأسلاف والأجداد يقول " إن أردت أن تطاع فآمر بما هو مستطاع " ولكم أن تتخيلوا طلبات الأغنياء في بلدنا الحبيب ولكم أيضا أن تقارنوا هل هي مستطاعة أم لا . أما الجانب الثاني من الرقعة فهو على الرغم من أنه يعاني الويلات ماديا ومعنويا , إلا أنك تجده لا يترك أي فرصة تمر للتعبير عن إمتعاضه من الواقع ولا أدل على ذلك التبذير الغير المعقلن الذي تتعرض له كل الممتلكات العامة , وكأني بهؤلاء يريدون " يخرجوا الغدايد " بالتبذير ثم التبذير ولا حول ولا قوة إلا بالله . رجاء فلتضعوا النقط على الحروف ولتعودوا إلى جادة الصواب فالوضع المغربي إن جاز التعبير لا يحتمل كل هذه اللامبالاة وكل هذه الدونية في التعامل بجدية مع الأمور الجدية, لأنه عند الفورة يبان الحساب " وعلى ما يبدو لي فإن ظهرت "الفورة " سنقدم الحساب حقا . [email protected] mailto:[email protected]