من هم المتهمون الحقيقيون في الترويج لثقافة العنف بين أطفالنا قبل نساءنا ؟؟ تتفرد ( ثقافة العنف ) ، بأنها الظاهرة المتفشية والمزمنة والمستفحلة والمتصدرة ، والتي لاتحتاج الى تعريف معرفي بها . إذ أصبحت وللأسف ظيف ثقيل غير مرغوب به ، متطفل على زادنا اليومي . الذي يتعاطاه ، الفرد والأسرة والجماعة والمجتمع والدولة . مما يشكل ضرر بالغ على حياتنا وعلى مستقبل أطفالنا وشبابنا . وتراكم هذا الضرر يؤدي حتماَ الى تهديد حقيقي وخطير ، للأمن وللأستقرار الأجتماعي المحلي والعالمي . أما المشاهد الثقافية التي يجسدها هذا العنف التخريبي ، المجنون والمنفلت من عقاله . فتتوزع وتتغلغل مابين طيات ، مواقع هائلة على الأنترنيت والقنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية والصحف والمجلات والأعلانات والسينما والمسرح وأفلام الفديو كاسيت والأقراص والعاب التسلية للصغار والكبار على حد سواء . وكلنا ندرك أن هذه المشاهد الثقافية التخريبية ، المجنونة والمريضة والمتغلغلة عن قصد . يراد منها ليس فقط الكسب الرخيص ، إنما ممارسة التأثير على وعي المستهلك لها ، الصغار قبل الكبار . لكي توصل المستهلك الى نتيجة مفادها : أن اللجوء الى العنف والقوة ، أو حتى مجرد التلميح بهما . هو أمر جداً عادي وطبيعي ومبرر . وهو الطريق الأمثل والأصلح والأنجع للوصول الى تحقيق الغايات والمقاصد المشروعة وغير المشروعة على حد سواء . بمعنى أخر ومختصر ( شرعنة العنف ) ! والخطر الأكبر يكمن في أستمرار تدفق سيل هذه المشاهد الثقافية التخريبية ، دون وجود رادع لها . مما يخلق حالة من التراخي والأستسلام لثقافة العنف ، وبالتالي القبول بها كأمر لامناص منه ، وأيضا يؤدي الى أضعاف القدرة على ردة الفعل المقاومة له . والعنف من حيث المنشأ والجذور هو منتج عقائدي وبأمتياز . ضارب الأعماق في كل العقائد التي ظهرت قديماً وحديثاً ، وبلا أستثناء . فكل عقيدة وأي عقيدة ، خصوصاً منها تلك التي تزعم بقطعيتها وبمعصوميتها . تتسلح بمخالب العنف . لتنهش بخصومها ولتفرض تسيدها . وتجتهد تلك العقائد الحاضنة والمتسلحة بالعنف ، وتنبري في تبرير أستخدامها لهذا السلاح ( ذو الحدين ) ، على أنه ليس الغاية بذاتها بل هو الوسلية الأنجع والأمثل والأصلح ، لبلوغ المقاصد العقائدية الخيرة ،كما تزعم هية ! ولاشك أن الهدف من وراء هذه التبريرات هو واضح ، شرعنة العنف !. وأخطر تلك العقائد الحاملة لفيروس العنف . هي تلك التي تزعم بقطعيتها وبمعصوميتها . والتي قدر لها الوصول الى السلطة والتحكم بالثروة . وهذا ينطبق تماماَ على الحزبين الحاكمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية . الديمقراطيون والجمهوريون . فكلاهما حزبيين عقائديين ، يعتنقان عقيدة أنغلوسكسونية بروتستانتية ، ذات عمق توراتي يغذيها بأسقاطات أسطورية ، تبيح لهم المحرمات وأولها العنف والقتل ، الذي يعد بالنسبة لهم فعل مشروع ومقدس . وكلاهما يزعمان بقطعية ومعصومية أفكارهما ومبادئهما المأساوية المغرورة . ولكي ينشروا ويبسطوا أفكارهم ومبادئهم الهدامة تلك . يندفعون الى التكشير بأنيابهم ويمعنون في أستخدام حقهم المقدس المزعوم في أستخدام العنف المفرط والقتل والتدمير لمن يجرأ في الوقوف بوجههم . أما العنف المضاد فهو ليس أكثر من ردة فعل ، ناتجة عن فعل الظلم الذي مارسه ويمارسه الحزبين الديمقراطي والجمهوري في التحكم القسري بمصائر الشعوب وغياب العدالة الرادعة لهذا التمادي . أن هذه النزعة للعنف اللصيقة بهذين الحزبين مثلت مكنون للسلوك السياسي والثقافي لأمريكا . وقد تجلت بشكل صارخ في الجانب الثقافي . فجندت أمريكا كل طاقاتها للغزو الثقافي الذي يحمل في ثناياه العنف المقيت . * : فأمريكا هي اليوم كما بالأمس . المنتج والمصدر الأول لأفلام الكارتون الحافلة بمشاهد العنف والكراهية . بدءا ( بتوم وجري ) و أنتهاءا ب ( بفاملي كاي ) و ( سمبسونس ) . والأحقر من ذلك أنها سخرت هذه الشخصيات الكارتونية ووظفتها في أفلام أباحية ، تمارس الجنس العنيف .و موجهة للصغار قبل الكبار . وأترك التعلق على هذا المنحى الأخلاقي الشاذ للقارئ الكريم . * : أغراق الأسواق العالمية بكم هائل لايحصى ، ليس فقط من الأفلام الأباحية العادية ، أنما من ذلك النوع الأقذر والذي يمارس فيه العنف والقسوة الحيوانية الوحشية في الأغتصاب والضرب والبصاق والتبول والأبراز على جسد الأنثى الضحية . أمتهان ليس للمرأة فحسب بل لكل القيم الأنسانية الطاهرة . * : ضخ أفلام أباحية مقززة ، يمارس فيها الأغتصاب العنيف بين من يفترض به أن يكون أنسان والكلاب والقطط وشتى أنواع الحيوانات الضحية . ولكم أن تتصوروا وضاعة الرسالة التي يريدون أيصالها للضحية المستهلك ! * : أما الأفلام التي تجسد ليس العنف فحسب ، أنما جنون وفنون وسادية القتل و بالمجان وبالجملة التي لم يسلم منها لا الطفل الرضيع ولا المرأة ولا المسن ولا المريض أو المعاق . فحدث بلا حرج ، على غزارتها وتنوع القتل البشع فيها .. أقتلاع عيون وتهشيم أسنان وأقتلاع أظافر وحرق أحياء و أغتصاب أناث وأطفال قبل تذبيحهم بمتعة وبدم بارد . * : زد على ذلك الكم الهائل المنتج لصناعة السينما الأمريكية ، هناك أفلام أخرى لاتقل سادية عن سابقاتها . إذ تصور و تجسد البطل الأسطوري الأوحد الذي يقتل المئات ، أن لم يكن الآف من أجل أنقاذ حبيبته أو لمجرد الأنتقام . * : أما العاب التسلية للأطفال المصنوعة من البلاستك والمنتجة في أمريكا وبماركات عالمية غير قابلة للمزاحمة والمنافسة مع أي منتج أخر، فجلها محاكات لآلآت القتل والتدمير الفتاكة التي يمتلكها ويستخدمها جيش الشر الأمريكي في عدوانه على شعوب العالم . * : ثم يأتي دور الألعاب الألكترونية ، سواء منها المعدة للكومبيوتر أو للبلاي ستيشن أو الأكس بوكس . فهية الطامة الكبرى بعينها ، لما سببته وتسببه من كوارث على الصغار قبل الكبار وأسرهم . وكم المشاكل المسلكية و الأجتماعية والنفسية والصحية التي لحقت وتلحق بهم من جراء تعاطيهم كمستهلك ومتلقن لهذه الألعاب المدمرة . وأجزم أن ليست هناك أسرة ما لم تعاني من آثار هذا المنتج السرطاني الأمريكي المدمر . بعد هذا السرد المقتضب والموجز للأدلة والبراهين التي تدين المتهم والمسؤول الأول ، مسؤولية مباشرة وغير مباشرة ، في الترويج لثقافة العنف . الأ يحق لنا نحن الضحية أن نطالب وعلى أقل تقدير ، بخلق ونشر ودعم ثقافة مضادة لعنف الجاني والجلاد الأمريكي ؟ a tar***"_blank" href="mailto:%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8%20%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AA%D9%82%D9%8A"[email protected]