لأول مرة، يخرج الطيب الفاسي الفهري عن صمته، وعن حديثه في الكواليس بخصوص تعامل جريدة "المساء" مع أداء وزارة الخارجية والتعاون من جهة، وإصرارها نقد عائلة آل الفاسي من جهة ثانية، من خلال توزيعه بلاغ شديد اللهجة وجهه خصيصا إلى الجريدة، وذلك على خلفية تغطية "المساء" لحادثة مقتل ثلاث معتمرات مغربيات في انقلاب حافلة بالسعودية، كانت تقل 24 مغربيا من فاس، كانوا يعتزمون أداء مناسك العمرة. وأشار بلاغ الوزارة، الذي نشرته الجريدة على غلاف عددها الصادر اليوم الاثنين (15 مارس الجاري)، أن الوزارة "تشجب هذا التحامل القائم على التشهير العائلي المجاني، دون أي اعتبار للضوابط المهنية والقانونية أو لأخلاقيات العمل الصحفي أو لكرامة الإنسان". كما اتهم الطيب الفاسي الفهري "المساء" بالتهجم على السفراء والدبلوماسيين المغاربة والمس بكراكتهم وبأشخاصهم وعائلاتهم وخدش سمعتهم وكرامتهم من خلال الترويج لأقاويل زائفة وأكاذيب وافتراءات عارية من الصحة في غياب أدنى تدقيق أو تمحيص أو توخ للموضوعية والمهنية". مصادر "مرايا بريس" في وزارة الخارجية والتعاون، أكدت أن لائحة الاتهامات الواردة في البلاغ الصادر عن الوزارة، وبالأخص عن الوزير الوصي، كانت تروج من قبل، ولكن فقط في الكواليس، كما كانت تروج في بعض اللقاءات غي الرسمية بين قلة قليلة من الصحافيين الوازنين في الساحة، على قلتهم، وبعض ممثلي الوزارة، دون أن تصدر للعلن، لولا أن التطورات الأخيرة التي جاءت في جريدة "المساء"، اضطرت الطيب الفاسي الفهري إلى تحرير البلاغ الأخير. وكانت آخر مرة خصصت فيها الجريدة انتقادات حادة لعائلة الطيب الفاسي الفهري أو المقربين منها، العمود الذي حرره مديره، في منتصف الأسبوع الماضي، وخصص لنقد وزيرة الصحة، ياسمينة بادو، حيث خصها بانتقادات شديدة أثارت استياء العديد من الزملاء الصحافيين، وبدا للقارئ كما لو أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات شخصية، أكثر منه مقال رأي عابر لجريدة "المساء". ويتزامن صدور بلاغ وزارة الخارجية والتعاون الأخير مع انطلاق جلسات "الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع"، بتنسيق الخبير الإعلامي جمال الدين الناجي.