تمسك سيدة في مقتبل العمر من أكادير بمقبض الرحى وتديره يمينا وشمالا، في حركات متوالية ورثتها عن نسوة الزمن الجميل لاستخلاص زيت اللوز. عيناها ترصدان حركة زوار رواق التعاونية التي تنتمي إليها، بل وتناديهم بأدب امرأة أمازيغية من أجل اكتشاف سحر رحاها التي وصفوها بالأمس القريب بالآلة الصعبة، حيث تحتاج لقوة بدنية وصبر طويل، ولسان حالها يطمئن الوافدين على معرض (إيكورسمو) بالرباط بأن آلتها لها دور منقطع النظير في تحقيق المعادلة الصعبة، منتوج بجودة عالية وتكلفة قليلة ومحافظة على البيئة. وهو ما عبرت عنه مشاركة أخرى كانت بجانبها والتي قدمت من مدينة شفشاون من خلال استعدادها للرد على فضول السائلين بكلمات لا تخلو من غيرة على موروثات الأجداد الذين خلفوا آلات يدوية، بالرغم من بساطتها إلا أنهم استطاعوا بفضلها الحفاظ على البيئة من تلقاء ذواتهم من دون حملات تحسيسية ولا مناظرات ولا أيام عالمية. فالزهرة أزيات تعرض منتجات بسيطة، من نسيج وآلات تفوح منها رائحة الأصالة المغربية، ضمها رواق نسوة قدمن من مدينة شفشاون في إطار تعاونيات محلية قصد المشاركة في المنتدى-المعرض للبيئة والتنمية البشرية، الذي ينظم بالرباط في إطار الاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم الأرض. وتنتج تعاونية (ثلاث تلاسمطان) بشفشاون، التي تنتمي إليها الزهرة أزيات، منتجات خاصة بالنسيج تعمل على المحافظة على البيئة. وأكدت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن من بين المشاريع التي تنجزها التعاونية المشروع المندمج لتنمية النساء في الإقليم، والذي يندرج في إطار رؤية عامة لمسلسل التنمية في القطاعات الواعدة في المنطقة، والهادفة إلى تحسيس النساء بحقوقهن والصحة المنتجة والبيئة والتجمع في إطار تعاونيات، وكذا تحسين ظروف حياة المرأة من خلال أنشطة مدرة للدخل.
ويشارك في هذا المعرض، المقام على مساحة تقارب 2000 متر مربع، 40 عارضا قدموا على الخصوص من فرنسا وعدد من جهات المملكة يهتمون بتقديم الحلول البيئية المستدامة لمشاريع سياحية، وعرض المنتجات السياحية المهتمة بالمحافظة على المجال الطبيعي ودعم التنمية المستدامة التي تنشط المجال الاقتصادي. ويعد المعرض، الذي يقام في إطار الاحتفال بيوم الأرض، مناسبة لتثمين المنتجات السياحية التي تبنت معايير التنمية المستدامة منذ صياغتها وتمكنت من اعتماد خطوة بيئية ملائمة لاستقرارها. ويعرف المعرض مشاركة عدد من الشركات الفرنسية والمغربية من بينها مؤسسة ليونس للتنمية المستدامة، الشركة المغربية للهندسة السياحية، والمكتب الوطني المغربي للسياحة. وتقدم المؤسسات الإنتاجية المشاركة في هذا المعرض، الذي تشرف على تنظيمه وزارة السياحة و"إيكوريسمو" (فرنسا) حول موضوع "نحو تنمية مستدامة ومسؤولة للسياحة"، أبرز المنتجات والإبداعات البيئية الملائمة لاحتياجات وخصوصيات القطاع السياحي المتعلقة باقتراح حلول في مجال تحفيز الموارد، وتدبير النفايات والمنتجات التي تحترم البيئة والطبيعة، وكذا تقديم أجوبة ملموسة وعملية للمهنيين في مجال الفندقة والمطاعم والتخييم والسياحة حول الإشكاليات المرتبطة بالتدبير البيئي والتنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، أكد السيد عثمان الشريف العلمي رئيس الفيدرالية الوطنية، في تصريح مماثل، أن هذا المعرض الذي ينظم بمناسبة يوم الأرض، يعتبر مناسبة سانحة لتقديم صورة مثلى عن المنتجات السياحية والبيئة بالمغرب، داعيا إلى العمل على تنظيم هذا المعرض كل سنة في مدينة الرباط من أجل تحقيق الإشعاع الوطني والدولي، وإبراز ما تحقق في المغرب في المجالات البيئية والصناعة السياحية. وأبرز أن هذا الحدث المهم يحفز المهتمين بالمجال السياحي والقطاعات الأخرى المرتبطة بها على مضاعفة مجهوداتهم لصالح الأرض والاهتمام بالطاقات المتجددة، باعتبارها عنصرا مهما في المحافظة على البيئة. كما دعا إلى جعل مثل هذا المعرض يعرف النور في جميع جهات المملكة لتقريب رؤية المعرض إلى المهنيين وتثمين مجهوداتهم وجعله فرصة لتبادل الآراء والتجارب الناجحة، وبالتالي تحقيق الوقع الجيد على قطاعي السياحة والتنمية المستدامة.