أمل التازي تثير اللوحة التي علقت بمدخل الرواق المغربي بمعرض بو (جنوب غرب فرنسا) والمعنونة ب "الثمن : ابتسامة", انتباه وفضول الزوار لاكتشاف معرض متميز يكشف الجوانب الجميلة للتراث الثقافي الوطني بكل تلويناته من الصناعة التقليدية إلى المطبخ. عند الاقتراب من هذه اللوحة, يدرك أصحاب الفضول , وما أكثرهم ! بشكل سريع, أن ابتسامة تكفي للحصول على هدية ترحيبية تتمثل في إطار تكتب عليه أسماؤهم بالخط العربي. وقد تجمهر كثيرون حول الخطاط المغربي فيلالي بابا الذي يعد هداياه الرمزية بريشته البيضاء الناعمة, بينهم مغاربة مقيمون بمنطقة بو الذين يحنون للغتهم الأم ولكل ما يتعلق ببلدهم الأصلي, وفرنسيون أعجبوا كثيرا بفن الخط العربي. كلير, متقاعدة فرنسية قالت لوكالة المغرب العربي للأنباء بعد حصولها على هديتها قبل ولوج رواق المغرب الذي يعد ضيف شرف المعرض في دورته ال61 (من 4 إلى 13 شتنبر الجاري), " أكن احتراما كبيرا للخط العربي". ويوضح الفنان المغربي الذي ينجح بسهولة في قطف ابتسامة الزوار أنه يسعى , من خلال عمله , إلى "الإسهام في نشر الثقافة العربية". وتثير هذه الطريقة الفنية في الترحيب رغبة الزوار في استكشاف ما يزخر به الرواق المغربي من الداخل رياض يعكس جو وإطار مدينة عتيقة هيأت دار ال€صانع التي تشرف على المشاركة المغربية في هذه التظاهرة, رياضا على مساحة 600 متر مربع بطابع مغربي يعكس جو وإطار مدينة عتيقة. ويضم هذا الرياض الذي تتوسطه نافورة, أزيد من 20 صانعا يمثلون مختلف الحرف ويبدعون في مجال الفخار والجلد والنقش بالحناء والمجوهرات. ولم يخف سفيان وهو شاب مغربي مقيم بمدينة بو وهو يقول " أشعر وكأني في بلدي", حماسه لوجوده في هذا الفضاء الرائع الذي يذكره ببلده الأصلي. وقد اغتنم هذا الطالب في مجال التجارة الذي يعرض بدوره منتوجات شعبته, فرصة استراحته ليزور الرواق المغربي دنيا أيضا عبرت عن اندهاشها بالرواق المغربي.. فقد وجدت ربة الأسرة هاته , وهي المولعة بفن الديكور , نفسها محتارة في اختيار القطع والتحف الفنية التي ترغب في اقتنائها. أما فرنسواز فإنها تعرف جيدا ما تحتاجه, مصابيح نحاسية لتزيين حديقتها. فقد قدمت من بعيد خصيصا لاقتناء هذا النوع من المنتجات التقليدية المغربية المعروفة بجودتها زيت أركان يلقى إقبالا كبيرا بفضل فوائده الغذائية والتجميلية ويبقى زيت الأركان نقطة جذب هامة بالمعرض, حيث يهتم عدد كبير من الزوار بهذا المنتوج وكذا بمختلف مشتقاته : من قبيل زيت المائدة وأملو (خليط من زيت الأركان واللوز) ومواد أخرى تستعمل في مجال التجميل. وأوضحت فاطمة الزرموتي رئيسة جمعية المرأة الصانعة التقليدية بأكادير, حيث يتمركز إنتاج زيت الأركان بالمغرب, أنه "منتوج يساير الموضة في الوقت الراهن بفضل فوائده الغذائية والتجميلية أيضا". وبذلك, يكون الصالون المغربي الذي أقيم داخل الرياض, فضاء لا محيد عنه بالنسبة للزوار, حيث يمثل إطارا ملائما لأخذ قسط من الراحة خلال زيارة الرواق وتذوق الشاي بالنعناع والحلويات المغربية الأصيلة التي يتم توزيعها بالمناسبة. ولم يترك المبادرون أي شيء للصدفة من أجل أن تكون المشاركة المغربية في مستوى الحدث, خاصة وأنها المرة الأولى التي ينظم فيها معرض بو تحت شعار بلد أجنبي. ويجمع هذا المعرض نحو 350 عارضا على مساحة تصل إلى 5ر5 هكتار موزعة على عشرة ميادين تتمثل في (السكن) و(الترفيه) و(الخدمات) و(الحدائق) و(التكنولوجيات الحديثة), و(الصناعة التقليدية), و(القوافل), و(المعش اليومي), و(الجمعيات), و(فن الطبخ).كما يتضمن المعرض أنشطة عديدة منها أمسية بألوان مغربية تحييها فرقة للموسيقى الأندلسية وغناوة.