احتضن معهد الدراسات الإفريقية بالرباط ، اليوم الخميس ، محاضرة للباحث السوداني يوسف فضل حسن، حول موضوع "ملامح من العلاقات الثقافية بين المغرب والسودان من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر". وتناول المحاضر العلاقات الثقافية بين السودان والمغرب في ضوء معطيات التواصل التاريخي البشري والفكري بين المنطقتين منذ القرن الخامس عشر ، موضحا أن المغرب تعرف على سودان وادي النيل عن طريق الرحالة والتجار المغاربيين الذين زاروا السودان في إطار حركة التبادل التجاري .
وأوضح الأستاذ فضل حسن في هذا الصدد، أن الرحالة المغاربيين سجلوا انطباعاتهم وملاحظاتهم حول السودان في عدد من المؤلفات ، مشيرا إلى أن الهجرات المغاربية كان لها تأثيرها الثقافي على الشعب السوداني.
وأشار المحاضر إلى أن الوشائج السودانية المغربية موغلة في القدم ، وربما تعود جذورها إلى ما قبل القرن السابع الميلادي ، مسجلا ندرة ما دون بخصوص هذا الموضوع، وذلك بسبب ضعف التواصل ، في بادئ الأمر ، بين المنطقتين غير المتجاورتين جغرافيا.
وأبرز دور العلماء المغاربة في نشر المذهب المالكي بالسودان وهو ما شكل عنصر تلاق بين المنطقتين ، بالإضافة إلى نشرهم لعلوم القرآن والقراءات والتجويد ، مؤكدا على الدور الذي لعبه شيوخ الطرق الصوفية على مر القرون في التقريب بين المنطقتين وتعزيز عرى التواصل بينهما.
ودعا الباحث السوداني إلى تعزيز العلاقات الثقافية المغربية السودانية ، وإنجاز دراسات وأبحاث حول المخطوطات التي لم تحظ بدراسات كافية وذلك لرصد تطور هذه العلاقات أيضا على المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
وللأستاذ يوسف فضل حسن عدة مؤلفات باللغة العربية والإنجليزية ، وشغل منصب رئيس وحدة الدراسات التركية بمعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية في السودان ، وكان نائب رئيس جامعة الخرطوم (1985-1990) ورئيس جامعة أم درمان الإسلامية (1984 - 1985) وعميد كلية الآداب في الخرطوم (1975 - 1979) ودرس بعدد من الجامعات العربية كما حاز على أوسمة في السودان وفرنسا .