قال السيد فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط، اليوم الاثنين، إن انخراط المدن والسلطات المدبرة للشأن المحلي في جميع أشكال تكتل العمل الجماعي، كمنظمات أو جمعيات دولية، من شأنه إنماء تجارب سلطات المدن وتقوية آلياتها لترقى إلى بلورة الأهداف التي يتوخاها سكان المدن والقرى من تسيير الشأن المحلي. وأوضح السيد ولعلو، في كلمة افتتاحية لأشغال اجتماع المكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، أن الحركة البلدية العالمية تساهم في تركيز القناعة الدولية بأهمية اللامركزية، ودور السلطات المحلية في تطوير مسلسل التنمية وفي إرساء النمط المعيشي المتطور، المنسجم مع ما عرفه سكان العالم من تطور في عاداتهم الاستهلاكية اليومية التي تفرضها مظاهر العولمة من خلال كل آليات التواصل الإعلامي الفضائي وغيره. وأشار السيد ولعلو، وهو نائب للرئيس عن جهة شمال إفريقيا وعضو بالمكتب التنفيذي للمنظمة، إلى أن مسؤولية المدن أصبحت تزداد بالقدر الذي يفرض عليها تغيير إيقاع عملها وبرامج مخططاتها لكي تستجيب لهذه الحاجيات المتطورة، مضيفا أن المدن والقرى بمختلف أشكال أنظمتها الإدارية لا تستطيع الوفاء بمهامها وأداء رسالتها دون الانفتاح على باقي التجارب العالمية. وذكر بأن المغرب قد ناضل طويلا ومعه مجموعة من الدول الإفريقية، لتثبيت قيم السلام والوحدة والتنمية على مختلف المستويات، معتبرا أن دور اللامركزية والجماعات المحلية، قد جاء اليوم، لتنخرط في تقوية العمل الإفريقي المشترك من أجل تحسين شروط وإطار عيش ساكنة القارة الإفريقية، انطلاقا من القاعدة المحلية. وأضاف أن المسؤولية تفرض على ممثلي الجماعات والمدن المساهمة في محاربة الفقر والتهميش في البلدان الإفريقية، وخلق شروط التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. من جهته، قال السيد طارايا أولي كوريس رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية إن الاجتماع يسعى بالأساس إلى مناقشة عدد من القضايا التي تهم تسيير المنظمة، خاصة الموارد المالية، وذلك من أجل تمكين المنظمة من الاضطلاع مجددا بدور مؤثر داخل منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة. وأكد على ضرورة إحياء العلاقات بين بلدان المنظمة، من أجل تمكينها من استعادة مكانتها على المستوى الدولي، مشيرا إلى الدور الذي قامت به منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة في إخراج منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية من أزمتها الداخلية. كما سجل المسؤول أن الاجتماع ينعقد بعد نجاح الدورة الخامسة للملتقى الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية في دجنبر 2009 بمراكش، التي تميزت بالتوقيع على عدد من اتفاقيات الشراكة بين الحكومات المحلية الإفريقية، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل بلورة هذه الاتفاقيات على أرض الواقع. يشار إلى أن الاجتماع الذي تحتضنه الرباط على مدى يومين، يعد أول اجتماع للمكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، بعد مؤتمر الوحدة الإفريقية الذي انعقد مؤخرا بمدينة أبوجا عاصمة نيجيريا بتنظيم من جمعية الحكومات والسلطات المحلية في مارس الماضي، تحت شعار " وحدة الحركة البلدية الإفريقية وانخراط القارة في أوراش التنمية المحلية والنهوض باللامركزية". وتعتبر اللجنة التنفيذية، الجهاز المسير لمنظة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، وتتألف في مجموعها من 17 عضوا، من بينهم رئيس المنظمة، والأمين العام و15 منتخبا من طرف الجمع العام ( ثلاثة من كل واحدة من الجهات الإفريقية: شمال إفريقيا وإفريقيا الغربية وإفريقيا الوسطى وإفريقيا الشرقية وإفريقيا الاستوائية). وقد تم انتخاب السيد فتح الله ولعلو عمدة مدينة الرباط نائبا للرئيس عن جهة شمال إفريقيا وعضوا بالمكتب التنفيذي للمنظمة، إلى جانب عمداء أهم العواصم الإفريقية ورؤساء جمعيات المدن والسلطات المحلية الذين يمثلون مختلف جهات إفريقيا.