أنشأ مصطفى ساعوت، وهو مواطن أمريكي من أصل مغربي، "شركة الإعلام المتحدة" التي تطور وتصمم إعلانات تجارية موجهة إلى جماعات وجاليات إثنية في الولاياتالمتحدة، وهو ما جعل منها همزة وصل بين زبناء الشركة وقطاعات يصعب الوصول إليها. وذكر بلاغ للسفارة الأمريكية بالرباط أنه بتوجيه الإعلانات إلى هذه الجماعات المنوعة إثنيا، أصبحت "شركة الإعلام المتحدة" تصل إلى أمريكيين كثيرا ما كانت وسائل الإعلام التقليدية تتجاهلهم. وساعوت، الذي ولد في الدارالبيضاء أسس "شركة الإعلام المتحدة" في 1998 وبدأ عملياته من منزله، ولطالما عبر عن رغبته في أن تصل خدمات شركته إلى جمهور صغير، لكن متنام. وفي البداية، كان يجهد نفسه لإيجاد زبائن. لكن بعد أحداث 11 شتنبر 2001 اعترف زبائن شركته بالحاجة للتواصل مع جالياتهم القومية، ووجد ساعوت وموظفوه في ذلك فرصة سانحة. وقال ساعوت "أيقنا جميعا (في الشركة) أنه بالإضافة إلى الخطر الماثل في هؤلاء المتطرفين، كان هناك نقص هائل في فهم المنطقة وفهم الأمريكيين من خلفيات مسلمة وعربية في هذه البلاد". وبعد ذلك بوقت قصير بدأت الحكومة الأمريكية وشركات ومنظمات غير حكومية أمريكية بالسعي إلى شركة ساعوت الإعلامية كي تتواصل مع الجاليات العربية والمسلمة في أمريكا وحول العالم. ومن بين زبائن شركة ساعوت حاليا الجيش الأمريكي، وشركة وسترن يونيون للتحويلات المالية، وأراميكس، والأمم المتحدة ومؤسسة الغوث الإسلامي في الولاياتالمتحدة. و"شركة الإعلام المتحدة" هي شركة إعلانات كاملة الخدمات تتخذ من ألكساندريا، بولاية فيرجينيا، مقرا لها. ويقدم موظفو ساعوت الأربعون عدة خدمات للزبائن من بينها أبحاث ودراسات عن السوق واستراتيجيات علاقات عامة وإنتاج أشرطة فيديو للتلفزة والإنترنت. ومما يميز شركة ساعوت عن منافساتها تركيزها على الأسواق الإثنية. ويقول مؤسسها إن موظفيه من قوميات منوعة، يعرفون خبايا الأسواق الإثنية الأجنبية منها والمحلية، وكذلك أي من وسائل الإعلام هي الأفضل للوصول إلى جماعات معينة. وعلى الرغم من كل ما حققه، يقول ساعوت إن التحديات لا تزال تواجه شركته. ويتمثل جزء من هذا التحدي في إيجاد زبائن جدد، مشيرا إلى أن شركته تمحص في مواقع الحكومة الإلكترونية للعثور على عقود وشبكات لتحديد فرص تجارية. ويرى ساعوت أن الإدراك المتنامي لأهمية التواصل مع الجماعات الإثنية والحاجة لتصميم الرسائل لاستهدافهم، سيساعد شركته على النمو. يذكر بأن ساعوت نشأ في المغرب والتحق بالدراسة في جامعة نانتير بفرنسا. وقد حصل على شهادة ماجيستير في إدارة الأعمال من جامعة سياتل الأمريكية بولاية واشنطن، في اختصاص التسويق. وخلال الجزء الأكبر من تسعينيات القرن الماضي، عمل لحساب الشبكة العربية لأمريكا، وهي مؤسسة إذاعة وتلفزيون أمريكية-عربية، حيث تعرف على الجاليات العربية والمسلمة الأمريكية في أنحاء البلاد. وبسبب إطلاعه على الجاليات الأمريكية- العربية، أصبح ساعوت معلقا في وسائل إعلام رئيسية من بينها شبكة (سي إن إن)، و(سي بي إس نيوز)، و(فوكس نيوز)، والإذاعة العامة الوطنية. وغالبا ما يخوض ساعوت في مواضيع تهم العرب من الولاياتالمتحدة وكيف تستطيع هذه الاخيرة أن تروج لصورة إيجابية في الخارج. ويرى رجل الأعمال الأمريكي-المغربي أن المساهمة في بناء جسور بين ثقافتين وعالمين متباعدين أمر يبعث على الرضى والارتياح.