شكل موضوع "المغرب وفرنسا: رحلة الائتلاف والاختلاف" محور ندوة علمية نظمتها اليوم الجمعة بالرباط الجمعية المغربية للبحث في الرحلة. وقد سلط عدد من الجامعيين والباحثين في أدب الرحلة خلال هذا اللقاء الضوء على أدب الرحلة المغربي والفرنسي من خلال الوقوف على محطات أساسية من تاريخ المغرب وفرنسا المشترك ، وعلى أهم الخصائص المميزة لمحكي السفر. وأبرزوا تفاعل الصور المتبادلة بين الرحالة المغاربة والفرنسيين، وما تحمله من حقائق ومتخيلات متعددة الأوجه تساهم في بناء صورة الآخر. وأشاروا إلى أن طبيعة الخطاب داخل النص الرحلي المغربي تعكس تفتق ذهن الرحالة المغربي، وانفتاحه على الآخر، على الرغم من اختلاف عقيدته وعاداته عن الإنسان الأوروبي (فرنسا نموذجا). من جهة أخرى، توقف المشاركون عند مسألة تجنيس نصوص الرحلة وما يعتريها من صعوبات، نتيجة بنية هذه النصوص نفسها، وما يتفاعل فيها من محكيات وصور متعددة تعكس خطابا متعدد الأوجه يساهم في بناء صورة الآخر. وتوقف رئيس الجمعية المغربية للبحث في الرحلة السيد عبد الرحيم المودن، في مداخلة له خلال هذا اللقاء، عند الخصائص المشتركة لكتابة الرحلة سواء تعلق الأمر بصورة فرنسا داخل النص الرحلي المغربي أو صورة المغرب داخل النص الفرنسي ، والمتمثلة، بالخصوص، في مرافقة القارئ للمرتحل في رحلته، والانخراط في الوصف المقارن، ، الذي يعد مكونا مركزيا في الكتابة الرحلية المنتسبة إلى هذا النوع، إلى جانب اعتماد الرحالة على التوثيق الدقيق لكل المرئيات، أو المشاهدات من إنتاج حضاري متوارث أو مستحدث. وأضاف أن النص الرحلي هو امتداد للتوثيق، من خلال توظيف الصور في السياق اليومي للكتابة، إضافة إلى أنسنة الأمكنة التي برزت في الحديث الأليف عن المرئيات المختلفة، فضلا عن العلاقات الإنسانية التي تجمع الفرنسيين بالمغاربة. وتتمحور أشغال هذه الندوة العلمية حول مجموعة من المواضيع منها، بالأساس، "فرنسا في مرآة الرحلة المغربية"، و"المغرب في مرآة الرحلة الفرنسية" ، و"صورة المغرب في محكيات الرحالة الفرنسيين"، و"صورة المغرب في مخيال الرحلات الفرنسية"، و"صورة المغرب في الخطاب الرحلي الفرنسي الرسمي والديني".