قالت النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي، أمس الأحد بتطوان، إن الإنسان يعيش حياة واحدة لكن "الوقوف أمام الكاميرا يجعله يعيش حيات متعددة". وأوضحت كاردينالي، خلال لقاء مع الصحافة على هامش تكريمها أمس في حفل افتتاح مهرجان تطوان الدولي السادس عشر لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، أنها تحب أداء أدوار معقدة ومتناقضة على غرار دوريها، اللذين أدتهما في وقت واحد عام 1963، في فيلمي "لوغيبار" (الفهد) للوتشينو فيسكونتي و"ويت إي دومي" (ثمانية ونصف) لفديريكو فيليني. وأضافت كاردينالي، المزدادة بتونس، أنها امرأة عادية وذات أعراق متعددة، تنحدر من جزيرة صقلية وتحمل الجنسيتين الفرنسية والإيطالية ومثلت في مختلف بلدان العالم، من بينها المغرب الذي أدت به أدوارا في ثلاثة أفلام للمخرج فيليب دو بروكا. وأعربت كلوديا كاردينالي، التي عينتها اليونسكو سفيرة للنوايا الحسنة في مجال الدفاع عن المرأة وعن الطبيعة، عن تقديرها لأناس رائعين التقت بهم خلال مراحل حياتهم وعلموها الشيء الكثير، من بينهم مخرجون كجان سوريل وممثلون كجون واين وسيرجيو ليوني وأناس عاديون. وأشارت الممثلة الإيطالية، التي حازت على 18 جائزة تقديرا لأدائها الفني المتميز، إلى أنها لا تحن إلى الماضي وتؤمن ب"المكتوب" ولا يعنيها كثيرا مرور الزمن لأنه ليس من الممكن وقفه، مضيفة أنها ترفض أن تؤدي قصة حياتها على الشاشة كما ترفض الوقوف وراء الكاميرا ولا تهتم بتاتا بالسيناريوهات بمجرد ما تشعر بالسأم. وعلى صعيد حياتها الشخصية، قالت كاردينالي إنها متفائلة وسعيدة الحظ كما استمتعت كثيرا بحياتها، معتبرة أن الجمال وحده ليس المعيار الأساس في مجال التمثيل بل إن الموهبة والإحساس ضروريان و"إلا كانت كل عارضات الأزياء ممثلات مقتدرات"، وأنها أدت لوحدها دورا نسائيا إلى جانب ممثلين من الذكور "لأبرهن أني أقوى من الرجال". يشار إلى أن النجمة كلود جوزيفين روز كاردين المعروفة بكلوديا كاردينالي حظيت منذ ستينيات القرن المنصرم بقبول نقدي وجماهيري منقطع النظير وقدمت أعمالا سينمائية مع كل من مورو بولونيني وأبيل غانس وهنري فيرنوي ولويجي كومنسيني وهنري هاثاواي وغيرهم. وقد تعرف عليها الجمهور الفرنسي من خلال تقاسمها البطولة مع ألان دولون في فيلمي "روكو وإخوانه" (1960) و"الفهد" (1963)، ومع جان بول بلماندو في فيلم "رصاصات" (1962)، فيما غزت الولاياتالمتحدة بأفلام مثل "النمر الوردي" (1963) لبلاك إدوارد، و"حدث ذات مرة في الغرب" (1968) لسيرجيو ليوني. وابتداء من التسعينيات، أولت كاردينالي اهتماما أكبر للمسرح والكتابة الأدبية فقدمت على الركح الفرنسي مسرحية "فتاة من فينيسيا" (2000)، و"عصافير الطفولة الحلوة" لتينيسي وليامس (2005)، كما أصدرت سيرة ذاتية بعنوان "نجومي" عن منشورات ميشال لافون (2005)، وكتاب "تونسي" عن منشورات تيمي (2009).