أكد مسؤول وكالة التعاون الألماني بالناظور السيد تورستين ستريبك أن تجسيد الأنشطة المدرجة في إطار مشروع " الهجرة والتنمية الاقتصادية بالجهة الشرقية" على أرض الواقع يمر بالضرورة عبر الإنخراط القوي لمختلف الفاعلين في مسلسل تفعيل ومواكبة المقترحات التي تضمنتها الورشات المنظمة في هذا الاطار. وأوضح السيد تورستين، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التشخيص المنجز حول بعض القطاعات الواعدة مكن من تحديد العديد من الأنشطة التي يتعين انجازها والوقوف عند فرص الاستثمار بالجهة الشرقية ، مضيفا أن اختيار قطاعات الفلاحة والسياحة البيئية ومواد البناء ، تم على أساس أنها تزخر بمؤهلات كبيرة يتعين أن توضع لفائدة التنمية بالجهة. وقد تم تقديم ودراسة نتائج هذه الدراسات، المنجزة على أساس العديد من اللقاءات والورشات التي نظمتها مجموعة خبراء مغاربة وأجانب بمشاركة فاعلين يمثلون هذه القطاعات، خلال لقاءات عقدت في إطار هذا المشروع، الذي يمتد على مدى ثلاث سنوات. وحسب السيد تورستين فإن هذه النتائج تم تقديمها لوكالة تنمية وانعاش عمالات وأقاليم الجهة الشرقية التي يتعين أن تأخذها بعين الاعتبار ضمن مخطط العمل المستقبلي، مضيفا أن الهدف يكمن في المساهمة في تحسين تنافسية الفضاء الاقتصادي بالجهة الشرقية ووضع الآليات الضرورية لتشجيع المستثمرين ، خاصة المغاربة المقيمين بألمانيا، على الاستثمار في منطقتهم. وبعد أن سجل أنه من الصعب إجراء تقييم للمشروع بعد سنة ونصف السنة من انطلاقته، اعتبر السيد تورستين أنه من المناسب في الوقت الراهن الانخراط في ما تم تحقيقه حتى الان من انجازات ومضاعفة الجهود، للتغلب على بعض العراقيل ، وتحقيق التقدم المنشود خاصة على مستوى تثمين مؤهلات الجهة . وأشاد، في هذا الاطار، ببعض الأنشطة الناجحة الرامية الى تنمية السياحة البيئية بالجهة الشرقية، وخاصة إنجاز شريط حول المؤهلات السياحية بالجهة الذي تم عرضه بمناسبة المعرض الدولي للسياحة الذي عقد مؤخرا ببرلين، مشيرا إلى أن هذا الشريط سيتم عرضه أيضا، خلال شهر أبريل المقبل، بمناسبة انعقاد المعرض المخصص للسياحة البديلة المرتقب تنظيمه بالمدينة نفسها . وأضاف أن وكاتلين للأسفار مثلتا الجهة في المعرض الدولي للسياحة ببرلين ستكونان حاضرتين أيضا ضمن فعاليات المعرض المقبل ، وذلك بمبادرة من مشروع " الهجرة والتنمية الاقتصادية بالجهة الشرقية" ووكالة تنمية وانعاش عمالات وأقاليم الجهة الشرقية، مبرزا الجهود المبذولة لربط الاتصالات وتعزيز التبادل بين وكالات الأسفار المغربية بألمانيا ونظيراتها بالجهة. وأشار إلى أن أزيد من عشرين خبيرا ، ينتمون إلى شبكة الأطر المغربية المقيمة بألمانيا، سيقومون مستقبلا بزيارة لمدينة الناظور بغرض تبادل الخبرات مع الفاعلين بالجهة، موضحا أن هؤلاء الخبراء يمثلون مختلف القطاعات ( تكنولوجيا الاعلام و قطاع السيارات والطاقات المتجددة والبيئة والطب والسياحة...). وبخصوص الملتقى (عام-خاص )بالناظور ، الذي يعتبر أرضية تأسست سنة 2009 بمبادرة من غرفة التجارة بالمدينة ومشروع " الهجرة والتنمية الاقتصادية بالجهة الشرقية" ، عبر المسؤول الالماني عن أسفه لكون المبادرة لم تكتمل بسبب ضعف انخراط القطاع الخاص فيها . وأشار إلى أن الجهود تبذل في الوقت الراهن لاعاداة إطلاق، الملتقى عام-خاص بالناظور ، في أقرب وقت ممكن،باعتباره ملتقى يشكل فضاء للتبادل والنقاش بين الفاعلين في القطاعات العمومية والخاصة حول مواضيع ذات الصلة بالمجال الاقتصادي، مضيفا أنه سيتم عقد اجتماع مع مسؤولي غرفة التجارة بالحسيمة لتنظيم ملتقى مماثل على مستوى الإقليم. وتقوم وكالة تفعيل التعاون التقني الألماني بتنفيذ مشروع " الهجرة والتنمية الاقتصادية بالجهة الشرقية" بشراكة مع وكالة تنمية وإنعاش عمالات و أقاليم الجهة الشرقية، والذي يموله بشكل مشترك الإتحاد الأوروبي والوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية. ويستهدف المشروع، الذي يروم تحسين مناخ الاعمال بالجهة الشرقية، مجموع الفاعلين المعنيين بالنهوض بالتنمية الاقتصادية الجهوية ومواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة، خاصة المركز الجهوي للاستثمار وغرفة التجارة والصناعة، علاوة على الفاعلين في قطاع الخدمات والمقاولين والمقاولات الصغرى والمتوسطة والمغاربة المقيمين بأوروبا، خاصة بألمانيا.