عقدت مؤسسة (الكرامة) للقروض الصغرى، أمس السبت بوجدة، الدورة السابعة لاجتماعها السنوي، الذي تم خلاله تناول محورين تعلق الأول بالجهوية الموسعة، والثاني بمنح جائزة 2009 لأفضل الفاعلين في مجال التنمية بالجهة الشرقية. وأكد المنظمون أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل في تشجيع المبادرات من أجل التنمية الاجتماعية بالجهة الشرقية ودعم تعبئة النسيج الجمعوي حول الورش الاستراتيجي للجهوية الموسعة الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس يوم ثالث يناير الماضي. وهكذا، فقد شكل اللقاء حول "الجهوية الموسعة والعمل الجمعوي .. حالة الجهة الشرقية"، مناسبة للمشاركين فيه للاطلاع وتبادل الأفكار والاستماع إلى تصورات القطاع الجمعوي بالجهة الشرقية حول مفهوم الجهوية الموسعة. وبعد أن أبرز المشاركون الرهانات المطروحة في مجال التنمية، أشاروا إلى أهمية الدور الذي يمكن أن يضطلع به النسيج الجمعوي في إنجاح ورش الجهوية الذي يشكل قاطرة من أجل التحديث وترسيخ الديمقراطية المحلية والتنمية المندمجة. وقد توجت أشغال هذا اللقاء، التي جرت في إطار ثلاث ورشات تناولت مواضيع "الجهوية والحكامة الجيدة .. حالة الجهة الشرقية" و"الجهوية وتأهيل النسيج الجمعوي" و"الجهوية الموسعة والتنمية السوسيو-اقتصادية .. حالة الجهة الشرقية"، ببلورة مجموعة من التوصيات من بينها الدعوة إلى تعديل الميثاق الجماعي ووضع آليات للتضامن والتعاون بين الجهات. ودعا المشاركون كذلك إلى العمل على تقليص عدد الجهات، وإحداث وكالات مكلفة بترشيد ومواكبة ومتابعة وتقييم مسلسل التنمية المحلية، إضافة إلى إقامة مراكز للتكوين في مجال التدبير والتهيئة. وأكدوا أنه يتعين أن يراعى في التقطيع الجهوي الخصوصيات الجغرافية والتاريخية والثقافية، معتبرين أنه من الضروري تأهيل النخب السياسية المحلية من خلال التكوين والإشراك الفعلي للمجتمع المدني في اتخاذ القرار. من جهة أخرى، أشار المشاركون إلى بعض الإشكاليات المرتبطة بالخصوص بالمقاربة التي ينبغي اعتمادها من أجل جعل النسيج الجمعوي قوة اقتراحية حقيقية وتشجيع روح المبادرة. وبنفس المناسبة، نظمت مؤسسة (الكرامة) تظاهرتها السنوية "الجهة الشرقية جائزة 2009 لأفضل الفاعلين في مجال التنمية"، التي تم خلالها تسليم جوائز لأحسن الفاعلين في مجال التنمية والمشاريع المنتقاة من طرف لجنة جهوية في مجال الحكامة الجيدة والتكوين والحفاظ على البيئة والخدمات الأساسية. وقد فاز بهذه الجوائز كل من جمعيات "زرايق" بالجماعة القروية قنفودة، و"الفجر من أجل التنمية والتعاون" بتاوريرت، و"حوض غير" بجماعة عين شواطر، و"طموح" بجماعة تافوغالت. وعادت جائزة أفضل شخصية في النسيج الجمعوي برسم سنة 2009 إلى السيد محمود عليوة الذي تميز بمساهماته في مجال التنمية السوسيو-اقتصادية بالجهة. وقد أكد رئيس مؤسسة (الكرامة) السيد عبد المجيد الكاسمي أن "القروض الصغرى غير كافية لوحدها للاستجابة لانتظارات الأشخاص المعوزين. ومن ثمة تبرز ضرورة النهوض بثقافة التحفيز والاعتراف". وأضاف أن "التجارب الناجحة ينبغي أن تتخذ كنموذج يحتذى"، داعيا إلى مضاعفة الجهود من أجل الحفاظ على هذا التقليد السنوي وتطويره. وتعمل مؤسسة (الكرامة)، التي أحدثت سنة 1999، على الخصوص، من أجل النهوض بالتنمية السوسيو-اقتصادية للساكنة المعوزة بالجهة الشرقية من خلال الأنشطة المدرة للمداخيل والخدمات التقنية الرامية إلى تقديم الدعم والتأطير ومواكبة المشاريع.