مشروع قانون المسطرة الجنائية يروم تعزيز مجال الحقوق والحريات (وزير العدل)    الأخضر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    الصين تعزز مكانتها العالمية في مجال الطاقات المتجددة    حضور جماهيري مميز وتكريم عدد من الرياضيين ببطولة الناظور للملاكمة    الدوري السعودي لكرة القدم يقفز إلى المرتبة 21 عالميا والمغربي ثانيا في إفريقيا    حكيم زياش يدخل عالم المال والأعمال بمدينة مراكش    إيمينتانوت .. إحباط محاولة تهريب أطنان من الحشيش    إقليم جراد : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد    محكمة الحسيمة تدين متهماً بالتشهير بالسجن والغرامة    طقس الخميس.. برد وغيوم مع قطرات مطرية    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة (دراسة)    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    الصحافيون الشرفيون المتقاعدون يسلطون الضوء على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية    المندوبية السامية للتخطيط تتحدث عن الأسعار خلال سنة 2024    مراكش: توقيف 6 سيدات وشخص لتورطهم في قضية تتعلق بالفساد وإعداد وكر لممارستة    ارتفاع أسعار الذهب لأعلى مستوى في 11 أسبوعا وسط ضعف الدولار    الكاف يؤكد قدرة المغرب على تنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس أمم إفريقيا    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    الجفاف وسط البرازيل يهدد برفع أسعار القهوة عبر العالم    تصريحات تبون تؤكد عزلة الجزائر عن العالم    ترامب يصفع من جديد نظام الجزائر بتعيين سفير في الجزائر يدعم الموقف المغربي في نزاع الصحراء    أبطال أوروبا.. فوز درامي لبرشلونة وأتلتيكو يقلب الطاولة على ليفركوزن في مباراة عنيفة    حماس تنعى منفذ عملية تل أبيب المغربي حامل البطاقة الخضراء الأمريكية وتدعو لتصعيد المقاومة    شح الأمطار في منطقة الغرب يثير قلق الفلاحين ويهدد النشاط الزراعي    الكشف عن النفوذ الجزائري داخل المسجد الكبير بباريس يثير الجدل في فرنسا    وزارة التربية الوطنية تبدأ في تنفيذ صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور موظفيها    الدريوش تؤكد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للمضاربات في سعر السردين    رئيس جهة سوس يقود حملة انتخابية لمرشح لانتخابات "الباطرونا" خلال نشاط رسمي    فرنسا تسعى إلى توقيف بشار الأسد    كيوسك الأربعاء | الحكومة تنهي جدل اختصاصات كتاب الدولة    خديجة الصديقي    بنما تشتكي ترامب إلى الأمم المتحدة    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    عادل هالا    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    نقاش مفتوح مع الوزير مهدي بنسعيد في ضيافة مؤسسة الفقيه التطواني    الكنبوري يستعرض توازنات مدونة الأسرة بين الشريعة ومتطلبات العصر    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    أمريكي من أصل مغربي ينفذ هجوم طعن بإسرائيل وحماس تشيد بالعملية    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمت مناقشته في الجامعة الشتوية للاتحاد الاشتراكي .. راهن البناء المتوسطي والتخطيط الاستراتيجي للمدن

بعد كلمة الترحيب بممثلي الحزب الكاطالاني من طرف الأخ العربي عجول، وهي الكلمة التي وقف فيها على وحدة المتوسط، منظور الاشتراكيين المغاربة لوحدة المتوسط، وآفاق العمل المطروحة على هذا الصعيد، وما تسمح به هذه الآفاق وما تستدعيه هذه الآفاق من مزيد من تكثيف وتطوير العلاقات بين الاتحاد الاشتراكي والاشتراكيين الإسبان.
كلمة الأخ فتح الله ولعلو دعا فيها إلى بناء تصور استراتيجي اشتراكي لمنطقة البحر الابيض المتوسط تساهم فيه الاحزاب الاشتراكية في المنطقة، موضحا كيف أن الرؤية الاشتراكية للفضاء المتوسطي تدمج في تكامل متطلبات السلام والاستقرار والتنمية والتذبير المشترك للتيارات الهجروية.
ومن جهته شدد ألبرت إيكسالا مدير مؤسسة رافاييل كاميلان على أهمية تداول المعارف والقيم الاشتراكية في الفضاء المتوسطي، وذلك عبر تكوين مناضلين اشتراكيين وتحسين قدراتهم في الممارسة السياسية لضمان استمرارية المشاريع الاشتراكية.
بعد جلسة الافتتاح انطلقت أشغال الجامعة في يومها الأول بعروض ومداخلات ومناقشات انصبت على تشخيص واقع البناء المتوسطي الحالي على ضوء ما هو مطروح من انشغالات وتحديات مشتركة على مستوى الضفتين، وقد توزع هذا المحور الرئيسي على ثلاثة محاور فرعية أساسية.
المحور الفرعي الأول هم واقع البناء المتوسطي من خلال استعراض التحديات المرتبطة بالأمن والاستقرار والتعاون، وقد قدمت في اطار هذا المحور الفرعي ثلاث مداخلات لكل من السيد انطونيو سيسكورا أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة برشلونة والسيد محمد الشايب عضو البرلمان الكاطالاني وعبد الرحمن العمراني أستاذ جامعي وعضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي ولجنة العلاقات الخارجية.
السيد انطونيو سيكودا استعرض بتفصيل التحديات الاساسية المرتبطة بالأمن والاستقرار والتعاون في الفضاء المتوسطي، مبرزا في سياق تحليله التغيرات الكبرى التي عرفها حجم ونوعية وطبيعة المشاكل الاستراتيجية والامنية وكذا تلك المرتبطة بالتعاون خلال العشرين سنة الاخيرة وانعكاس القضايا الكبرى المعلقة (القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي على مسار البناء المتوسطي، مشددا على مسؤولية جميع الفرقاء المتوسطين لإنعاش المشروع المتوسطي بروح متجهة نحو المستقبل.
السيد انطونيو سيكورا الذي حلل ملابسات التعاون الاستراتيجي والاقتصادي وما أنجز حتى الآن منذ مؤتمر برشلونة، مرورا بكل صيغ ونماذج الشراكة الاستراتيجية بما فيها الوحدة من أجل المتوسط، قدم سلسلة من المقترحات والتوصيات الكفيلة بإيجاد وسائل العمل والتحرك وإذكاء الخيال السياسي لمختلف الفاعلين، سواء على المستويات الرسمية أو الجماهيرية المرتبطة بفعاليات المجتمع المدني.
السيد محمد الشايب، النائب البرلماني ببرلمان كاطالونيا قدم هو الآخر عرضا مسهبا تناول فيه الفرص المتاحة أمام توسيع دائرة التعاون المتوسطي ودور الفاعلين السياسيين المؤسساتيين، معربا عن اعتزازه بما يقوم به الاشتراكيون في المغرب وفي كاطالونيا بشكل يومي من أجل تكثيف التعاون، وتوقف السيد الشايب عند المشاكل الظرفية القائمة الآن والمجهودات التي يتعين أن يضطلع بها الاشتراكيون المغاربة والاسبان. وقد أثار الانتباه إلى خطورة الغموض والخلط الذي يحيط بفهم قضية الصحراء المغربية على مستوى جزء كبير من الطبقة السياسية والإعلام في اسبانيا، وما يقوم به هو كفاعل سياسي من أجل تصحيح التصورات على هذا الصعيد داخل مختلف الاوساط السياسية والاعلامية الاسبانية. كما أشار إلى القصور المسجل من طرف المغرب في تبليغ وشرح موقفة مما يترك المجال عريضا أمام خصوم وحدتنا الترابية.
السيد كسافيي مارين مدير مركز كسافيي سوطو ببرشلونة قدم عرضا مقتضبا عما يقوم به المركز من أنشطة في مجال التكوين والتأطير بما يناسب الحاجيات ويستجيب للمتطلبات الجديدة في أنماط المعرفة على مستوى التدبير الاستراتيجي للمدن، مبرزا نتائج أعمال المركز على تطوير آليات العمل الذي يضطلع به المستشارون والمشتغلون على تدبير وتخطيط المجال في سياق تطورات حضرية مدينية تفرز باستمرار قضايا وتحديات وانتظارات جديدة. وفي معرض حديثه عن دور الاعلام أكد السيد مرين على الحاجة إلى مزيد من العمل التوضيحي والتعريفي لدى الرأي العام الاسباني بخصوص مشروع الحكم الذاتي للاقاليم الصحراوية الذي قدمه المغرب، مؤكدا على ان المجهود الذي بذل في سياق آخر وبخصوص مدونة الاسرة مثلا كان له وقع كبير في تغيير العديد من المواقف والتصورات النمطية عن المغرب.
عبد الرحمن العمراني قدم عرضا تناول فيه دور عامل التمثلات في مسار البناء المتوسطي أي مجموع العوامل التي تصنع المخيال الجماعي على مستوى الرأي العام هنا في الضفة الجنوبية وهناك في الضفة الشمالية، والتي تؤثر بشكل حاسم في فهم المشروع المتوسطي وأهدافه وأبعاده. وبعد أن أبرز على سبيل المقارنة ما يميز المشروع المتوسطي عما يجري في فضاءات الحغرافية و الاستراتيجية الأخرى في آسيا مثلا خلص إلى التأكيد على وجود نوع من المفارقة بين ما تم إنجازه على مستوى التعاون الاقتصادي والاستراتيجي على طريق الشراكة بما فيها سياسة الجوار الجديدة والوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في هذا الاطار وبين استمرار صور نمطية مؤثرة بقوة على خيال الرأي العام هنا وهناك، حيث يتبين أن الصورة الغالبة في الرأي العام في الضفة الشمالية للمتوسط لازالت تربط التحديات الكبرى للمتوسط في الهجرة السرية وخطر الأصولية، فيما لازالت الصورة النمطية لدى الرأي العام في بلدان الجنوب مرتبطة بما يرى كنوع من التعالي الاوربي في التعامل مع قضايا الجنوب وفي استعمال اللغة المزدوجة، مؤكدا على دور الاشتراكيين في تغيير هذه التمثلات.
وفي عرضها حول دور المجتمع المدني في تطوير المشروع المتوسطي، استعرضت السيدة إيماكولادا موراليدا سكرتيرة القطاع النسائي في الحزب الاشتراكي الكاطالاني مسار العمل السياسي والحقوقي والمؤسساتي والميداني الذي اصطلح به القطاع النسائي داخل الحزب الاشتراكي الكاتالاني، والذي كلل بتطورات حاسمة في موقع النساء الآن في المؤسسات المنتخبة وفي كل المؤسسات المعنية ببلورة وتنفيذ السياسات العمومية، وبعد أن أبرزت السيدة موراليدا أن المعركة من أجل إقرار المساواة وتجسيدها مؤسساتيا لم تكن سهلة، أكدت على الحاجة إلى العمل المستمر والدؤوب باعتبار أن سياسات النوع تفرز دائما قضايا واشكالات جديدة.
الاستاذة رشيدة بنمسعود استعرضت بدورها نضال المرأة المغربية من أجل تكريس قيم المساواة وتكافؤ الفرص وما تم انجازه على هذا الصعيد (المدونة نموذجا) والكوطا النسائية في المؤسسات المنتخبة، اللوائح الوطنية للنساء في البرلمان، ثم استعرضت تجربة القطاع النسائي الاتحادي واستراتيجية العمل التي اعتمدها منذ أزيد من ثلاثة عقود من الزمن، مؤكدة على أهمية أجندة العمل من أجل تطوير الحضور السياسي النسائي وإقرار إجراءات وتدابير جديدة تهم النوع في السياسات العمومية.
الاستاذ عبد المقصود الراشدي رئيس المنتدى الاورمتوسطي للمنظمات غير الحكومية استعرض بتركيز عمل هذا المنتدى والتقدم الحاسم الذي طرأ على مستوى أبعاد مشاركة المجتمع المدني في خلق الفضاء المتوسطي منذ مؤتمر برشلونة، مبرزا في نفس السياق الصعوبات التي تلاقيها عملية الاتفاق على أولويات العمل بين الفرقاء المعنيين على مستوى الضفتين من المتوسط. الجلسة المسائية عرفت تدخل كلا من الأستاذة عائشة بلعربي والأستاذ ادريس خروز.
الأستاذة عائشة بلعربي وقفت على الرهانات الكبرى التي تكتنف الهجرة والمد الهجروي، والسياسات المعتمدة من طرف الحكومات والتوجهات التي تحكم الاتحاد الأوروبي بهذا المجال، والاستعمالات المغرضة والسياسوية لموضوع الهجرة من طرف عدد من الأوساط السياسية، مؤكدة على دور الاشتراكيين الديمقراطيين في تطوير الفهم المشترك للإشكالات القانونية، الحقوقية والثقافية والإنسانية والاقتصادية التي يطرحها اليوم وسيطرحها غداً بكل تأكيد موضوع الهجرة.
أما الأستاذ ادريس خروز، في إطار مداخلته بخصوص التعاون، والتنمية المشتركة، فقد قام أولا بتحديد دقيق لمفهوم سياسة الجوار الجديدة، وما يحيط بها من دلالات في سياق بناء المشروع المتوسطي، ثم استعرض جوانب أساسية من التحول في المنظور الجيو سياسي لأوربا الموحدة، والذي يؤثر ويكيف رؤيتها لهويتها ولحدودها ولدورها في عالم اليوم، مبرزاً تأثير كل هذه المتغيرات على بناء الفضاء المتوسطي سلباً وإيجاباً، ودور الاشتراكيين في تطوير هذا البناء لصالح شعوب المنطقة.
بناء نسق متكامل ومتوازن من العلاقات المتكافئة بين الصفتين، أعقب العروض مناقشات همت كل المحاور، حيث عبر المتدخلون عن قلقهم وانشغالهم كاشتراكيين بخصوص كل ما يمكن أن يؤثر على مسلسلات التقارب بين الشعوب، مؤكدين، سواء في جانب تحليل القضايا التي طرحت للنقاش أو في جانب المقترحات، على الدور المركزي للقوى الاشتراكية في إذكاء الحلم المتوسطي وتجسيد التضامن ومحاربة كل أشكال التطرف والنكوصات والانكفاءات المغلقة على الذات.
اليوما الثاني والثالث من أشغال الجامعة الشتوية توزعت على ثلاث ورشات:
الورشة الأولى أطرها السيد سعيد بنطريقة رئيس كوديناف للتنمية والتعاون مع شمال افريقيا، تناولت موضوع التدبير المحلي للحركة الجمعوية، حيث أبرز تجربة الجماعات المحلية الإسبانية في التعامل مع الجمعيات بمختلف أشكالها، والإطارات القانونية والمؤسساتية التي تحكم هذه العلاقة، كما حلل بدقة، وعلى ضوء نماذج التدبير الجمعوي العصرية، وأشكال التفاعل مع المحيط، دور المعرفة الميدانية وإعداد المشاريع والتفاوض والتتبع والتقييم في تحسين شروط العمل الجمعوي وممكناته.
التدخلات في هذا الجانب انصبت على العلاقة بين المحلي والوطني وتحول أنماط الفعل الجمعوي والصعوبات المادية والمؤسساتية التي تعترض العمل الجمعوي في المغرب رغم وجود وعي عام متزايد وجمعوي يعبر عن نفسه بمختلف الأشكال. ولم يفت المشاركين تقديم قراءات في علاقات الجمعيات بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والإشكالات المطروحة على هذا الصعيد.
الورشة الثانية التي أطرها السيد هيكتور سانكوفسكي، مدير ديوان رئاسة البلدية وخبير في التدبير الحضري، تمحورت حول التخطيط الاستراتيجي للهدف وهو التخطيط الذي يتضمن كما بينت الوثيقة التقنية التي قدمها السيد سانكوفسكي، تدابير الادارة والتوجيه والتنسيق وتحديد الأهداف والغايات والحصول على النتائج وتقديم الحساب. استهل السيد هيكتور درسه بالإشارة إلى تلك الحكمة الشهيرة التي تقول: إذا كنت لا تعرف إلى أي ميناء أنت متجه، فلن تنفع شراعك أية ريح وأي اتجاه لها.
وقد تضمنت الوثيقة التقديمية الهامة التي قدمها السيد هيكتور خمسة محار كما يلي:
المدينة والتخطيط الاستراتيجي.
الخصائص والمكونات الأساسية للتخطيط الحضري للمدن.
دورة استكمال المشروع في نماذج التخطيط الاستراتيجي.
تقييم وقياس النتائج.
أمثلة تطبيقية من مدن عالمية (برشلونة، كيبك، برمنغهام).
وفي عرض كل هذه المحاور، اعتمد السيد هيكتور في إلقاء درسه على الطريقة التفاعلية، حيث يشارك الحاضرون والمتلقون للدرس في بناء عناصر هذا الدرس عبر تجسيد النماذج النظرية بمعطيات ميدانية مستقاة من واقع المدن أو الجماعات القروية.
وقد أفاض الأستاذ هيكتور في توضيح كيف أن التخطيط الحضري يعتمد على ثلاث دعامات:
أولا: تحديد القضايا المركزية من طرف المخطط الحضري issues.
ثانيا: تحديد الأطراف المعنية المؤسسات المحيطة بالبلدية أو الجماعة الخواص الجمعيات المستثمرون المرتفقون أو المستفيدون من الخدمة الجماعية إلخ، مع التوضيح أن هذه الأطراف المعنية Stake holders يمكن أن تكون مساعدة، مساندة، ويمكن أن تكون مناوئة.
ثالثا: القابلية لتقديم النتائج والحساب. Accountability
بكل ما يرتبط بها من إقرار الشرعية متخذي القرارات على مستوى مجالات التدبير الحضري والتخطيط الاستراتيجي للمدن.
وفي إطار تجسيد إشكالات التخطيط الاستراتيجي للمدن وما يرتبط بها من تحديد للأولويات، تم تقسيم الحاضرين الى أربع مجموعات تكلفت باختيار ما تعتبره 6 قضايا أساسية في أربع مدن مغربية، مع تمييز قضية واحدة هي أولوية الأولويات وذلك في إطار تطبيق نموذجي هنري مينزبرغ المعروف بنموذج سووت SWOT، الذي يركز على أربعة أبعاد في إعداد المشاريع وهي: نقط الضعف، نقط القوة، الإمكانات والمخاطر.
وقد كان هذا التمرين مهماً في إبراز إشكالات التخطيط الحضري في المدن التي تم اختيارها موضوعاً لتطبيق نموذج زيزنبرغ.
تقوية نقط القوة، على حساب نقط الضعف، وتطوير جانب الإمكانات على حساب المخاطر.
وقد كان هذا التمرين مهماً في إبراز إشكالات التخطيط الحضري في المدن التي تم اختيارها موضوعاً لتطبيق نموذج زيزنبرغ، حيث تبين ذلك بوضوح من خلال اختيار موضوع النقل بمدينة الرباط.
التمرين الثاني الذي تم اللجوء إليه من طرف أعضاء المجموعة هم تطبيق نموذج ما يعرف بشجرة المشاكل، حيث يتم اختيار قضية issues معينة (النقل مثلا) ويتم تفريع المشاكل المرتبطة بها وصولا، بالنسبة للمخطط الحضري الى اختيار الحلول لا بطريقة ارتسامية أو انطباعية، ولكن بالأخذ بعين الاعتبار لمجمل العناصر المرتبطة بالجذع المشترك للمشكل المراد حله. وهكذا مثلا فبالنسبة لمشكل الحركية mobilité داخل المدار الحضري، يتعين استحضار مجمل العناصر في ترابطها.
حالة وسائل النقل وعددها، حالة الطرق، مواقف السيارات، التشوير، مخطط السير والجولان، تعريفة النقل وغيرها من الأبعاد.
لقد كان هذا الدرس مناسبة لممثلي الجماعات الحضرية للإدلاء بشهاداتهم وخلاصة تجربتهم في مجال إعداد المشاريع وتتبعها وتقييم نتائجها، وأسفر النقاش عن خلاصة أساسية مفادها أن النماذج التي قدمها السيد هيكتور هي نماذج منهجية وتوجيهية يمكن تطبيقها باستحضار معطيات كل وسط حسب خصوصياته.
الورشة الثانية: همت سياسة النوع (الجندرة) في المجال الحضري حيث قدمت السيدة عرضا استهلته بتحديد بعض المفاهيم ذات الصلة بالجندرة، مبرزة دور الخلط في إنتاج خطابات وممارسات تتميز بانعدام التكافؤ حيال المرأة، ومحددة بعد أخذ آراء الحاضرين دور العناصر الثقافية والقانونية والاجتماعية (التقاليد) في تكييف الرؤيا بخصوص مشاركة المرأة في الحياة العامة وفي التدبير الحضري.
وقد لامس عرض السيدة أربعة محاور تصب كلها في توضيح الإطار الذي يندرج فيه السياسات العمومية التي تأخذ بعين الاعتبار موضوع النوع:
المفاهيم الأساسية في السياسات العمومية بخصوص النوع.
الآفاق المطروحة بخصوص تحليل سياسة النوع.
نماذج واستراتيجيات التدخل، إلى أي حد يتم تخطيط سياسات النوع.
النماذج التحليلية وأدوات سياسات النوع.
وقد تم تطبيق المعطيات المرتبطة بهذه المرتكزات المنهجية، في إطار تفاعلي حيث شارك الحاضرون في هذه الورشة
في اقتراح منطلقات لتطوير التدخلات العمومية، وخاصة على مستوى الجماعات المحلية بما يجعل تلك التدخلات مستجيبة لحاجيات النوع.
اليوم الرابع من أشغال الجامعة الشتوية تم تخصيصه لورشتين: الورشة الأولى أطرتها السيدة كلورارهيزنانسي مستشارة بلدية، ناقشت، بناء على الورقة التي قدمتها المستشارة موضوع السياسات المحلية في مجال الشباب، حيث قدمت هيرنانسي جملة من المعطيات: يمكن إجمالها كما يلي
الحاجة الى ضبط فلسفة التدخل وآليات العمل بناء على الحاجيات الجديدة للشباب، وفي مقدمتها النزوع الى تأكيد نوع من الاستقلالية في اطار بناء الشخصية.
الحاجة إلى أقلمة السياسات العمومية المحلية حسب مختلف شرائح الاعمار 12 الى 16 سنة - 16 الى 20 ثم 25ثم 25/35
التحدي الأكبر الذي يتمثل في تشجيع الشباب على المشاركة السياسية والمدنية
وفي إطار التناول التفاعلي للموضوع وتبادل التجارب في هذا المجال الذي حثت عليه السيدة هيرنانسي فتح نقاش أبرز عددا من المعطيات المتعلقة بموضوع الشباب في علاقته بعمل الجماعات المحلية، حيث تم التأكيد في عدد من التدخلات على ضرورة اعتماد رؤية مستقبلية تدمج بشكل متكامل الدعامات التالية
اعتبار موضوع الشباب موضوعا ذا أولوية في اهتمامات الجماعات المحلية
تأسيس الممارسة التدخلية على معرفة دقيقة بميولات الشباب والحاجيات المتجددة
تخصيص الموارد بالنسبة للمؤسسات المعنية بالملفات التي تهم الشباب مباشرة: التنشيط الثقافي والرياضي - جنوح الشباب والظواهر المشابهة - تدبير عقلاني لبعض المخاطر المرتبطة ببعض شرائح الاعمار، خاصة معضلة تعاطي المخدرات
تكثيف عمليات التحسيس بأهمية المشاركة والتدريب على تحمل المسؤوليات.
مساهمة الجماعات في برامج التكوين المستمر وإعادة التكوين
الاهتمام المتجدد لفضاءات الشباب على قاعدة تتجاوز مجرد تجزية الوقت، وتصب في التدريب على القيم الديموقراطية، والتضامن و المسؤولية و الانفتاح. وقد تم تقديم تمرين، بمقتضاه قام أعضاء الورشة بتقديم ثلاث قضايا أساسية تهم الشباب و تقديم إجابات أو اقتراحات حلول بخصوص ما تطرحه هذه القضايا من مشكلات
الورشة الأخيرة قامت بتأطيرها السيدة سارة خوربييطا مستشارة ببلدية برشلونة حول تدبير وتنشيط الاحياء بالمدن، حيث أكدت في البداية على ضرورة تقسيم الاحياء تقسيما مجاليا يعتمد مفهوم القرب وضرورة المشاركة. مفهوم القرب يقتضي تكييف التدخلات مع الحاجيات التي يفرزها المجال.
أما المشاركة فتعني أساسا الاستماع للمواطنين وإشراكهم في القرارات المتخذة لأعطائها شرعية مضاعفة، وتجسيد الاحساس بالانتماء لدى ساكنة الاحياء. ثم طرحت المؤطرة سؤالا غالبا ما يطرحه الفاعل المحلي وهو فيما إذا كانت مشاركة الساكنة إلزامية، مبرزة ضرورة هذه المشاركة لضمان نجاح تسيير أفضل للاحياء.
ثم قدمت عرض المعطيات السكانية لمدينة برشلونة، تجربة مجلس الحي وطريقة تكوينه وكيفية اشتغاله، والذي يضم ممثلين عن السكان وعن الفاعلين المؤسساتيين، والذي يشتغل على« القضايا الاساسية التي يفرزها تطور الأحياء.
لقد كانت الجامعة مناسبة حقيقية مكنت في شقها الأول من تطوير وتحيين الفهم للقضايا المرتبطة بالبناء المتوسطي، وفي شقها التكويني من استعراض مختلف التجارب في مجال التخطيط والتدبير الحضري وتبادل الخبرات وتكييف منطوقات النماذج النظرية مع الواقع الملموس كما يعيشه المنتخبون وكل المتدخلين في إنتاج المدينة، بتعبير الجغرافيين الحضريين، كما مكنت هذه الجامعة من أن يكون الرفاق الاشتراكيون الكالاطان صورة واضحة عن المجهودات التي يبذلها المستشارون الاشتراكيون المغاربة في البوادي والمدن من أجل تجسيد قيم التضامن والمشاركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.