ولي العهد الأمير مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    جامعة عبد الملك السعدي تبرم اتفاقية تعاون مع جامعة جيانغشي للعلوم والتكنولوجيا    سفير ألمانيا في الرباط يبسُط أمام طلبة مغاربة فرصا واعدة للاندماج المهني    بوريطة: المقاربات الملكية وراء مبادرات رائدة في مجال تعزيز حقوق الإنسان    ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره        أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تمت مناقشته في الجامعة الشتوية للاتحاد الاشتراكي .. راهن البناء المتوسطي والتخطيط الاستراتيجي للمدن

بعد كلمة الترحيب بممثلي الحزب الكاطالاني من طرف الأخ العربي عجول، وهي الكلمة التي وقف فيها على وحدة المتوسط، منظور الاشتراكيين المغاربة لوحدة المتوسط، وآفاق العمل المطروحة على هذا الصعيد، وما تسمح به هذه الآفاق وما تستدعيه هذه الآفاق من مزيد من تكثيف وتطوير العلاقات بين الاتحاد الاشتراكي والاشتراكيين الإسبان.
كلمة الأخ فتح الله ولعلو دعا فيها إلى بناء تصور استراتيجي اشتراكي لمنطقة البحر الابيض المتوسط تساهم فيه الاحزاب الاشتراكية في المنطقة، موضحا كيف أن الرؤية الاشتراكية للفضاء المتوسطي تدمج في تكامل متطلبات السلام والاستقرار والتنمية والتذبير المشترك للتيارات الهجروية.
ومن جهته شدد ألبرت إيكسالا مدير مؤسسة رافاييل كاميلان على أهمية تداول المعارف والقيم الاشتراكية في الفضاء المتوسطي، وذلك عبر تكوين مناضلين اشتراكيين وتحسين قدراتهم في الممارسة السياسية لضمان استمرارية المشاريع الاشتراكية.
بعد جلسة الافتتاح انطلقت أشغال الجامعة في يومها الأول بعروض ومداخلات ومناقشات انصبت على تشخيص واقع البناء المتوسطي الحالي على ضوء ما هو مطروح من انشغالات وتحديات مشتركة على مستوى الضفتين، وقد توزع هذا المحور الرئيسي على ثلاثة محاور فرعية أساسية.
المحور الفرعي الأول هم واقع البناء المتوسطي من خلال استعراض التحديات المرتبطة بالأمن والاستقرار والتعاون، وقد قدمت في اطار هذا المحور الفرعي ثلاث مداخلات لكل من السيد انطونيو سيسكورا أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة برشلونة والسيد محمد الشايب عضو البرلمان الكاطالاني وعبد الرحمن العمراني أستاذ جامعي وعضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي ولجنة العلاقات الخارجية.
السيد انطونيو سيكودا استعرض بتفصيل التحديات الاساسية المرتبطة بالأمن والاستقرار والتعاون في الفضاء المتوسطي، مبرزا في سياق تحليله التغيرات الكبرى التي عرفها حجم ونوعية وطبيعة المشاكل الاستراتيجية والامنية وكذا تلك المرتبطة بالتعاون خلال العشرين سنة الاخيرة وانعكاس القضايا الكبرى المعلقة (القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي على مسار البناء المتوسطي، مشددا على مسؤولية جميع الفرقاء المتوسطين لإنعاش المشروع المتوسطي بروح متجهة نحو المستقبل.
السيد انطونيو سيكورا الذي حلل ملابسات التعاون الاستراتيجي والاقتصادي وما أنجز حتى الآن منذ مؤتمر برشلونة، مرورا بكل صيغ ونماذج الشراكة الاستراتيجية بما فيها الوحدة من أجل المتوسط، قدم سلسلة من المقترحات والتوصيات الكفيلة بإيجاد وسائل العمل والتحرك وإذكاء الخيال السياسي لمختلف الفاعلين، سواء على المستويات الرسمية أو الجماهيرية المرتبطة بفعاليات المجتمع المدني.
السيد محمد الشايب، النائب البرلماني ببرلمان كاطالونيا قدم هو الآخر عرضا مسهبا تناول فيه الفرص المتاحة أمام توسيع دائرة التعاون المتوسطي ودور الفاعلين السياسيين المؤسساتيين، معربا عن اعتزازه بما يقوم به الاشتراكيون في المغرب وفي كاطالونيا بشكل يومي من أجل تكثيف التعاون، وتوقف السيد الشايب عند المشاكل الظرفية القائمة الآن والمجهودات التي يتعين أن يضطلع بها الاشتراكيون المغاربة والاسبان. وقد أثار الانتباه إلى خطورة الغموض والخلط الذي يحيط بفهم قضية الصحراء المغربية على مستوى جزء كبير من الطبقة السياسية والإعلام في اسبانيا، وما يقوم به هو كفاعل سياسي من أجل تصحيح التصورات على هذا الصعيد داخل مختلف الاوساط السياسية والاعلامية الاسبانية. كما أشار إلى القصور المسجل من طرف المغرب في تبليغ وشرح موقفة مما يترك المجال عريضا أمام خصوم وحدتنا الترابية.
السيد كسافيي مارين مدير مركز كسافيي سوطو ببرشلونة قدم عرضا مقتضبا عما يقوم به المركز من أنشطة في مجال التكوين والتأطير بما يناسب الحاجيات ويستجيب للمتطلبات الجديدة في أنماط المعرفة على مستوى التدبير الاستراتيجي للمدن، مبرزا نتائج أعمال المركز على تطوير آليات العمل الذي يضطلع به المستشارون والمشتغلون على تدبير وتخطيط المجال في سياق تطورات حضرية مدينية تفرز باستمرار قضايا وتحديات وانتظارات جديدة. وفي معرض حديثه عن دور الاعلام أكد السيد مرين على الحاجة إلى مزيد من العمل التوضيحي والتعريفي لدى الرأي العام الاسباني بخصوص مشروع الحكم الذاتي للاقاليم الصحراوية الذي قدمه المغرب، مؤكدا على ان المجهود الذي بذل في سياق آخر وبخصوص مدونة الاسرة مثلا كان له وقع كبير في تغيير العديد من المواقف والتصورات النمطية عن المغرب.
عبد الرحمن العمراني قدم عرضا تناول فيه دور عامل التمثلات في مسار البناء المتوسطي أي مجموع العوامل التي تصنع المخيال الجماعي على مستوى الرأي العام هنا في الضفة الجنوبية وهناك في الضفة الشمالية، والتي تؤثر بشكل حاسم في فهم المشروع المتوسطي وأهدافه وأبعاده. وبعد أن أبرز على سبيل المقارنة ما يميز المشروع المتوسطي عما يجري في فضاءات الحغرافية و الاستراتيجية الأخرى في آسيا مثلا خلص إلى التأكيد على وجود نوع من المفارقة بين ما تم إنجازه على مستوى التعاون الاقتصادي والاستراتيجي على طريق الشراكة بما فيها سياسة الجوار الجديدة والوضع المتقدم الذي يحظى به المغرب في هذا الاطار وبين استمرار صور نمطية مؤثرة بقوة على خيال الرأي العام هنا وهناك، حيث يتبين أن الصورة الغالبة في الرأي العام في الضفة الشمالية للمتوسط لازالت تربط التحديات الكبرى للمتوسط في الهجرة السرية وخطر الأصولية، فيما لازالت الصورة النمطية لدى الرأي العام في بلدان الجنوب مرتبطة بما يرى كنوع من التعالي الاوربي في التعامل مع قضايا الجنوب وفي استعمال اللغة المزدوجة، مؤكدا على دور الاشتراكيين في تغيير هذه التمثلات.
وفي عرضها حول دور المجتمع المدني في تطوير المشروع المتوسطي، استعرضت السيدة إيماكولادا موراليدا سكرتيرة القطاع النسائي في الحزب الاشتراكي الكاطالاني مسار العمل السياسي والحقوقي والمؤسساتي والميداني الذي اصطلح به القطاع النسائي داخل الحزب الاشتراكي الكاتالاني، والذي كلل بتطورات حاسمة في موقع النساء الآن في المؤسسات المنتخبة وفي كل المؤسسات المعنية ببلورة وتنفيذ السياسات العمومية، وبعد أن أبرزت السيدة موراليدا أن المعركة من أجل إقرار المساواة وتجسيدها مؤسساتيا لم تكن سهلة، أكدت على الحاجة إلى العمل المستمر والدؤوب باعتبار أن سياسات النوع تفرز دائما قضايا واشكالات جديدة.
الاستاذة رشيدة بنمسعود استعرضت بدورها نضال المرأة المغربية من أجل تكريس قيم المساواة وتكافؤ الفرص وما تم انجازه على هذا الصعيد (المدونة نموذجا) والكوطا النسائية في المؤسسات المنتخبة، اللوائح الوطنية للنساء في البرلمان، ثم استعرضت تجربة القطاع النسائي الاتحادي واستراتيجية العمل التي اعتمدها منذ أزيد من ثلاثة عقود من الزمن، مؤكدة على أهمية أجندة العمل من أجل تطوير الحضور السياسي النسائي وإقرار إجراءات وتدابير جديدة تهم النوع في السياسات العمومية.
الاستاذ عبد المقصود الراشدي رئيس المنتدى الاورمتوسطي للمنظمات غير الحكومية استعرض بتركيز عمل هذا المنتدى والتقدم الحاسم الذي طرأ على مستوى أبعاد مشاركة المجتمع المدني في خلق الفضاء المتوسطي منذ مؤتمر برشلونة، مبرزا في نفس السياق الصعوبات التي تلاقيها عملية الاتفاق على أولويات العمل بين الفرقاء المعنيين على مستوى الضفتين من المتوسط. الجلسة المسائية عرفت تدخل كلا من الأستاذة عائشة بلعربي والأستاذ ادريس خروز.
الأستاذة عائشة بلعربي وقفت على الرهانات الكبرى التي تكتنف الهجرة والمد الهجروي، والسياسات المعتمدة من طرف الحكومات والتوجهات التي تحكم الاتحاد الأوروبي بهذا المجال، والاستعمالات المغرضة والسياسوية لموضوع الهجرة من طرف عدد من الأوساط السياسية، مؤكدة على دور الاشتراكيين الديمقراطيين في تطوير الفهم المشترك للإشكالات القانونية، الحقوقية والثقافية والإنسانية والاقتصادية التي يطرحها اليوم وسيطرحها غداً بكل تأكيد موضوع الهجرة.
أما الأستاذ ادريس خروز، في إطار مداخلته بخصوص التعاون، والتنمية المشتركة، فقد قام أولا بتحديد دقيق لمفهوم سياسة الجوار الجديدة، وما يحيط بها من دلالات في سياق بناء المشروع المتوسطي، ثم استعرض جوانب أساسية من التحول في المنظور الجيو سياسي لأوربا الموحدة، والذي يؤثر ويكيف رؤيتها لهويتها ولحدودها ولدورها في عالم اليوم، مبرزاً تأثير كل هذه المتغيرات على بناء الفضاء المتوسطي سلباً وإيجاباً، ودور الاشتراكيين في تطوير هذا البناء لصالح شعوب المنطقة.
بناء نسق متكامل ومتوازن من العلاقات المتكافئة بين الصفتين، أعقب العروض مناقشات همت كل المحاور، حيث عبر المتدخلون عن قلقهم وانشغالهم كاشتراكيين بخصوص كل ما يمكن أن يؤثر على مسلسلات التقارب بين الشعوب، مؤكدين، سواء في جانب تحليل القضايا التي طرحت للنقاش أو في جانب المقترحات، على الدور المركزي للقوى الاشتراكية في إذكاء الحلم المتوسطي وتجسيد التضامن ومحاربة كل أشكال التطرف والنكوصات والانكفاءات المغلقة على الذات.
اليوما الثاني والثالث من أشغال الجامعة الشتوية توزعت على ثلاث ورشات:
الورشة الأولى أطرها السيد سعيد بنطريقة رئيس كوديناف للتنمية والتعاون مع شمال افريقيا، تناولت موضوع التدبير المحلي للحركة الجمعوية، حيث أبرز تجربة الجماعات المحلية الإسبانية في التعامل مع الجمعيات بمختلف أشكالها، والإطارات القانونية والمؤسساتية التي تحكم هذه العلاقة، كما حلل بدقة، وعلى ضوء نماذج التدبير الجمعوي العصرية، وأشكال التفاعل مع المحيط، دور المعرفة الميدانية وإعداد المشاريع والتفاوض والتتبع والتقييم في تحسين شروط العمل الجمعوي وممكناته.
التدخلات في هذا الجانب انصبت على العلاقة بين المحلي والوطني وتحول أنماط الفعل الجمعوي والصعوبات المادية والمؤسساتية التي تعترض العمل الجمعوي في المغرب رغم وجود وعي عام متزايد وجمعوي يعبر عن نفسه بمختلف الأشكال. ولم يفت المشاركين تقديم قراءات في علاقات الجمعيات بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والإشكالات المطروحة على هذا الصعيد.
الورشة الثانية التي أطرها السيد هيكتور سانكوفسكي، مدير ديوان رئاسة البلدية وخبير في التدبير الحضري، تمحورت حول التخطيط الاستراتيجي للهدف وهو التخطيط الذي يتضمن كما بينت الوثيقة التقنية التي قدمها السيد سانكوفسكي، تدابير الادارة والتوجيه والتنسيق وتحديد الأهداف والغايات والحصول على النتائج وتقديم الحساب. استهل السيد هيكتور درسه بالإشارة إلى تلك الحكمة الشهيرة التي تقول: إذا كنت لا تعرف إلى أي ميناء أنت متجه، فلن تنفع شراعك أية ريح وأي اتجاه لها.
وقد تضمنت الوثيقة التقديمية الهامة التي قدمها السيد هيكتور خمسة محار كما يلي:
المدينة والتخطيط الاستراتيجي.
الخصائص والمكونات الأساسية للتخطيط الحضري للمدن.
دورة استكمال المشروع في نماذج التخطيط الاستراتيجي.
تقييم وقياس النتائج.
أمثلة تطبيقية من مدن عالمية (برشلونة، كيبك، برمنغهام).
وفي عرض كل هذه المحاور، اعتمد السيد هيكتور في إلقاء درسه على الطريقة التفاعلية، حيث يشارك الحاضرون والمتلقون للدرس في بناء عناصر هذا الدرس عبر تجسيد النماذج النظرية بمعطيات ميدانية مستقاة من واقع المدن أو الجماعات القروية.
وقد أفاض الأستاذ هيكتور في توضيح كيف أن التخطيط الحضري يعتمد على ثلاث دعامات:
أولا: تحديد القضايا المركزية من طرف المخطط الحضري issues.
ثانيا: تحديد الأطراف المعنية المؤسسات المحيطة بالبلدية أو الجماعة الخواص الجمعيات المستثمرون المرتفقون أو المستفيدون من الخدمة الجماعية إلخ، مع التوضيح أن هذه الأطراف المعنية Stake holders يمكن أن تكون مساعدة، مساندة، ويمكن أن تكون مناوئة.
ثالثا: القابلية لتقديم النتائج والحساب. Accountability
بكل ما يرتبط بها من إقرار الشرعية متخذي القرارات على مستوى مجالات التدبير الحضري والتخطيط الاستراتيجي للمدن.
وفي إطار تجسيد إشكالات التخطيط الاستراتيجي للمدن وما يرتبط بها من تحديد للأولويات، تم تقسيم الحاضرين الى أربع مجموعات تكلفت باختيار ما تعتبره 6 قضايا أساسية في أربع مدن مغربية، مع تمييز قضية واحدة هي أولوية الأولويات وذلك في إطار تطبيق نموذجي هنري مينزبرغ المعروف بنموذج سووت SWOT، الذي يركز على أربعة أبعاد في إعداد المشاريع وهي: نقط الضعف، نقط القوة، الإمكانات والمخاطر.
وقد كان هذا التمرين مهماً في إبراز إشكالات التخطيط الحضري في المدن التي تم اختيارها موضوعاً لتطبيق نموذج زيزنبرغ.
تقوية نقط القوة، على حساب نقط الضعف، وتطوير جانب الإمكانات على حساب المخاطر.
وقد كان هذا التمرين مهماً في إبراز إشكالات التخطيط الحضري في المدن التي تم اختيارها موضوعاً لتطبيق نموذج زيزنبرغ، حيث تبين ذلك بوضوح من خلال اختيار موضوع النقل بمدينة الرباط.
التمرين الثاني الذي تم اللجوء إليه من طرف أعضاء المجموعة هم تطبيق نموذج ما يعرف بشجرة المشاكل، حيث يتم اختيار قضية issues معينة (النقل مثلا) ويتم تفريع المشاكل المرتبطة بها وصولا، بالنسبة للمخطط الحضري الى اختيار الحلول لا بطريقة ارتسامية أو انطباعية، ولكن بالأخذ بعين الاعتبار لمجمل العناصر المرتبطة بالجذع المشترك للمشكل المراد حله. وهكذا مثلا فبالنسبة لمشكل الحركية mobilité داخل المدار الحضري، يتعين استحضار مجمل العناصر في ترابطها.
حالة وسائل النقل وعددها، حالة الطرق، مواقف السيارات، التشوير، مخطط السير والجولان، تعريفة النقل وغيرها من الأبعاد.
لقد كان هذا الدرس مناسبة لممثلي الجماعات الحضرية للإدلاء بشهاداتهم وخلاصة تجربتهم في مجال إعداد المشاريع وتتبعها وتقييم نتائجها، وأسفر النقاش عن خلاصة أساسية مفادها أن النماذج التي قدمها السيد هيكتور هي نماذج منهجية وتوجيهية يمكن تطبيقها باستحضار معطيات كل وسط حسب خصوصياته.
الورشة الثانية: همت سياسة النوع (الجندرة) في المجال الحضري حيث قدمت السيدة عرضا استهلته بتحديد بعض المفاهيم ذات الصلة بالجندرة، مبرزة دور الخلط في إنتاج خطابات وممارسات تتميز بانعدام التكافؤ حيال المرأة، ومحددة بعد أخذ آراء الحاضرين دور العناصر الثقافية والقانونية والاجتماعية (التقاليد) في تكييف الرؤيا بخصوص مشاركة المرأة في الحياة العامة وفي التدبير الحضري.
وقد لامس عرض السيدة أربعة محاور تصب كلها في توضيح الإطار الذي يندرج فيه السياسات العمومية التي تأخذ بعين الاعتبار موضوع النوع:
المفاهيم الأساسية في السياسات العمومية بخصوص النوع.
الآفاق المطروحة بخصوص تحليل سياسة النوع.
نماذج واستراتيجيات التدخل، إلى أي حد يتم تخطيط سياسات النوع.
النماذج التحليلية وأدوات سياسات النوع.
وقد تم تطبيق المعطيات المرتبطة بهذه المرتكزات المنهجية، في إطار تفاعلي حيث شارك الحاضرون في هذه الورشة
في اقتراح منطلقات لتطوير التدخلات العمومية، وخاصة على مستوى الجماعات المحلية بما يجعل تلك التدخلات مستجيبة لحاجيات النوع.
اليوم الرابع من أشغال الجامعة الشتوية تم تخصيصه لورشتين: الورشة الأولى أطرتها السيدة كلورارهيزنانسي مستشارة بلدية، ناقشت، بناء على الورقة التي قدمتها المستشارة موضوع السياسات المحلية في مجال الشباب، حيث قدمت هيرنانسي جملة من المعطيات: يمكن إجمالها كما يلي
الحاجة الى ضبط فلسفة التدخل وآليات العمل بناء على الحاجيات الجديدة للشباب، وفي مقدمتها النزوع الى تأكيد نوع من الاستقلالية في اطار بناء الشخصية.
الحاجة إلى أقلمة السياسات العمومية المحلية حسب مختلف شرائح الاعمار 12 الى 16 سنة - 16 الى 20 ثم 25ثم 25/35
التحدي الأكبر الذي يتمثل في تشجيع الشباب على المشاركة السياسية والمدنية
وفي إطار التناول التفاعلي للموضوع وتبادل التجارب في هذا المجال الذي حثت عليه السيدة هيرنانسي فتح نقاش أبرز عددا من المعطيات المتعلقة بموضوع الشباب في علاقته بعمل الجماعات المحلية، حيث تم التأكيد في عدد من التدخلات على ضرورة اعتماد رؤية مستقبلية تدمج بشكل متكامل الدعامات التالية
اعتبار موضوع الشباب موضوعا ذا أولوية في اهتمامات الجماعات المحلية
تأسيس الممارسة التدخلية على معرفة دقيقة بميولات الشباب والحاجيات المتجددة
تخصيص الموارد بالنسبة للمؤسسات المعنية بالملفات التي تهم الشباب مباشرة: التنشيط الثقافي والرياضي - جنوح الشباب والظواهر المشابهة - تدبير عقلاني لبعض المخاطر المرتبطة ببعض شرائح الاعمار، خاصة معضلة تعاطي المخدرات
تكثيف عمليات التحسيس بأهمية المشاركة والتدريب على تحمل المسؤوليات.
مساهمة الجماعات في برامج التكوين المستمر وإعادة التكوين
الاهتمام المتجدد لفضاءات الشباب على قاعدة تتجاوز مجرد تجزية الوقت، وتصب في التدريب على القيم الديموقراطية، والتضامن و المسؤولية و الانفتاح. وقد تم تقديم تمرين، بمقتضاه قام أعضاء الورشة بتقديم ثلاث قضايا أساسية تهم الشباب و تقديم إجابات أو اقتراحات حلول بخصوص ما تطرحه هذه القضايا من مشكلات
الورشة الأخيرة قامت بتأطيرها السيدة سارة خوربييطا مستشارة ببلدية برشلونة حول تدبير وتنشيط الاحياء بالمدن، حيث أكدت في البداية على ضرورة تقسيم الاحياء تقسيما مجاليا يعتمد مفهوم القرب وضرورة المشاركة. مفهوم القرب يقتضي تكييف التدخلات مع الحاجيات التي يفرزها المجال.
أما المشاركة فتعني أساسا الاستماع للمواطنين وإشراكهم في القرارات المتخذة لأعطائها شرعية مضاعفة، وتجسيد الاحساس بالانتماء لدى ساكنة الاحياء. ثم طرحت المؤطرة سؤالا غالبا ما يطرحه الفاعل المحلي وهو فيما إذا كانت مشاركة الساكنة إلزامية، مبرزة ضرورة هذه المشاركة لضمان نجاح تسيير أفضل للاحياء.
ثم قدمت عرض المعطيات السكانية لمدينة برشلونة، تجربة مجلس الحي وطريقة تكوينه وكيفية اشتغاله، والذي يضم ممثلين عن السكان وعن الفاعلين المؤسساتيين، والذي يشتغل على« القضايا الاساسية التي يفرزها تطور الأحياء.
لقد كانت الجامعة مناسبة حقيقية مكنت في شقها الأول من تطوير وتحيين الفهم للقضايا المرتبطة بالبناء المتوسطي، وفي شقها التكويني من استعراض مختلف التجارب في مجال التخطيط والتدبير الحضري وتبادل الخبرات وتكييف منطوقات النماذج النظرية مع الواقع الملموس كما يعيشه المنتخبون وكل المتدخلين في إنتاج المدينة، بتعبير الجغرافيين الحضريين، كما مكنت هذه الجامعة من أن يكون الرفاق الاشتراكيون الكالاطان صورة واضحة عن المجهودات التي يبذلها المستشارون الاشتراكيون المغاربة في البوادي والمدن من أجل تجسيد قيم التضامن والمشاركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.