احتضن فضاء رواق باب الرواح بالرباط مساء اليوم الجمعة حفل تسليم الجوائز على الفازين بجائزة المغرب للكتاب برسم 2009 . ويتعلق الأمر بالأساتذة عبد الأحد السبتي وعبد الإله بلقزيز اللذين فازا مناصفة بجائزة العلوم الإنسانية والاجتماعية عن كتابيهما على التوالي: "بين الزطاط وقاطع الطريق: أمن الطرق في مغرب ما قبل الاستعمار" و"من النهضة إلى الحداثة" ،وإسماعيل شكري وعبد الرحيم الإدريسي البوزيدي الفائزين مناصفة أيضا بجائزة الدراسات الأدبية والفنية عن عمليهما الأدبيين: "في معرفة الخطاب الشعري" و "استبداد الصورة: شاعرية الرواية العربية". وتسلم عبد الرحيم العلام،نيابة عن الكاتب والروائي محمد برادة،جائزة السرود والمحكيات،التي فازت بها رواية هذا الأخير "حيوات متجاورة". يشار إلى أن 115 عملا قد رشحت لهذه الجائزة بمختلف تصنيفاتها،إذ ترشح 31 عملا في صنف العلوم الإنسانية والإجتماعية ،و 29 عملا في صنف الدراسات الأدبية والفنية،و 28 عملا في صنف السرد والمحكيات ،و17 عملا في صنف الشعر ،و 10 أعمال في صنف الترجمة. يذكر أن جوائز صنفي الشعر والترجمة قد حجبتا هذه السنة. وتميز هذا الحفل بحضور العديد من الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية من بينها على الخصوص السادة بنسالم حميش،وزير الثقافة،ومحمد عامر،الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج،وجمال أغماني وزير التشغيل والتكوين المهني. وفي كلمة بالمناسبة أكد السيد بنسالم حميش ,أن هاجس إنصاف أكبر عدد من الأعمال المتميزة التي تصدر كل سنة في مختلف الأجناس التعبيرية والحقول الفكرية يقتضي الإلحاح على أن صيغة الجائزة لا ينبغي أن تظل شأنا قطاعيا وقفا على وزارة الثقافة . وأضاف في هذا الصدد انه يتعين أن تصير الجائزة تقليدا رمزيا تنخرط فيه كل الهيئات والمقاولات العمومية والخاصة المشتغلة أو المعنية بقضايا الكتاب والنشر والتوزيع والإعلام الثقافي من خلال ابتكارها ورعايتها لجوائز أخرى توسع دائرة المكافأة وتزيد من عدد الالتفاتات التقديرية. واعتبر الوزير أن الوقع الثقافي لجائزة المغرب للكتاب مرتبط بالمنظومة الثقافية الوطنية التي يساهم فيها كل الفاعلين ذوي الصلة المباشرة أو غير المباشرة بالشأن الثقافي. وأشار إلى أنه وعلى امتداد عمر جائزة المغرب للكتاب ،الذي يربو على أربعين سنة،توالت مقاربة وزارة الثقافة لهذه المكافأة الوطنية في اتجاه تجديدها وتحيين قيمتها الرمزية والمالية بما يتناسب والرؤية التقديرية التي أملت إحداثها منذ البداية. وباسم لجن تحكيم الجائزة،قال السيد عبد الله ساعف إن التكريم يعد مناسبة للمثقفين للوقوف على مدى انتشار ثقافة الاعتراف والتحفيز لمختلف حقول الثقافة والفكر وذلك في أفق تحفيز المنافسة الخلاقة وروح الإبداع . وبعد أن أبرز أن الجائزة خلقت تراكمات مهمة ومختلفة ,أشار السيد ساعف إلى أن حفل تسليم الجوائز للفائزين يشكل مناسبة لمعاينة المسافة التي تم تجاوزها والتقدم الحاصل على عدة مستويات وكذا فرصة لاستخلاص الدروس والعبر التي يتم جنيها كل سنة. وذكر السيد ساعف بأن اللجن التي سهرت على اختيار الأعمال الفائزة،وهي العملية التي وصفها بالصعبة والشاقة ،اعتمدت في مداولاتها على الموضوعية وعلى معايير علمية وأخلاقية وثقافية،أساسا،وذلك في انضباط مع القوانين المعمول بها في هذا المجال.