افتتحت، اليوم الجمعة بالرباط، أشغال الاجتماع ال16 للجنة الاستشارية لقطاع الثروة المعدنية الذي تعقده المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، بحضور وزراء الطاقة والمعادن وممثلي الوزارات والهيئات العربية المعنية بشؤون الثروة المعدنية. ويناقش الاجتماع ترتيبات المؤتمر العربي ال11 للثروة المعدنية المقرر عقده بالجماهيرية العظمى في أكتوبر المقبل، ومتابعة تنفيذ توصيات المؤتمرات الثامن والتاسع والعاشر، وآفاق وفرص الاستثمار التعديني بالوطن العربي. كما تعرض المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، في هذا الاجتماع، مقترح مشروع برنامج عملها في مجال الثروة المعدنية للعامين 2011- 2012، وذلك بهدف تقديم الدول العربية المشاركة في الاجتماع، من خلال أعضاء اللجنة الاستشارية، آرائها ومقترحاتها حوله والتعاون معها في تنفيذ الفعاليات المبرمجة خلال هذه الفترة. وفي كلمة بالمناسبة، أكد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين السيد محمد بن يوسف أن المنظمة، ومن منطلق دورها في تعزيز وتنسيق العمل العربي المشترك في شتى قطاعات الصناعة بما فيها قطاع التعدين، لم تدخر أي جهد في الرفع من وتيرة التعاون والتنسيق والتكامل العربي في هذا المجال، وذلك بدعم من اللجنة الاستشارية لقطاع الثروة المعدنية التي يعول عليها في لعب دور أكبر في المساعدة وتقديم المشورة للمنظمة في التخطيط والترويج والتنفيذ لأنشطتها في قطاع الثروة المعدنية. وأضاف أن الدول العربية مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى اعتماد خطط وسياسات فاعلة على صعيد البحث العلمي والتطوير، وخلق علاقات متطورة بين المؤسسات الجيولوجية والتعدينية والجامعات ومراكز البحوث العلمية ومؤسسات الإنتاج والاستثمار في القطاعين العام والخاص، لتحقيق مزيد من الاستكشافات والاستثمارات والاستغلال الأمثل للثروات التعدينية، بما يحقق زيادة في الدخل الوطني لكل الدول العربية. ومن جهتها، أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضراء أن المغرب يولي أهمية كبيرة لتطوير وتعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع الدول العربية، مبرزة أن القطاع المعدني يوفر أرضية سانحة لبلورة وتقوية هذا التعاون المنشود عبر تبادل الخبرات والتجارب لتطوير الكفاءات الذاتية حتى "نتمكن من مواكبة ركب التطور التكنولوجي والعلمي في ميدان الثروة المعدنية وقيام مشاريع مشتركة ذات طابع تكاملي". واستعرضت السيدة بنخضراء التجربة المغربية في ميدان التنمية المعدنية، مبرزة في هذا الصدد أن قطاع التعدين يلعب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة من خلال مساهمته في الناتج الداخلي الخام بنسبة 5ر10 في المائة، وحوالي 36 في المائة من قيمة الصادرات الوطنية، علاوة على وقعه الإيجابي في التنمية الجهوية والمحلية، عبر خلق مناصب شغل مباشرة، إذ يوفر قرابة 35 ألف منصب شغل.. واعتبارا لهذا الدور الهام، تضيف الوزيرة، اعتمدت الوزارة استراتيجية وطنية تشمل جميع مراحل تطوير الأنشطة المعدنية ،وتضع كأولوية المساهمة الفعالة والمسؤولة للقطاع الخاص في التنمية وتقوية دور الدولة في مجال إنعاش البحث والتنقيب المعدني وإنجاز البنية التحتية الملائمة وعصرنة النصوص التشريعية وتكوين الأطر واليد العاملة المختصة. من جهته ، أعرب وزير البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية السيد علي بن إبراهيم النعيمي عن الأمل في أن يخرج هذا الاجتماع بنتائج إيجابية من شأنها تطوير قطاع التعدين وتهيئته وتدعيمه ليكون فاعلا في منظومة التجارة الدولية، وتوفير البيئة الاستثمارية لتنمية الثروات المعدنية بالبلدان العربية، حتى يشكل هذا القطاع خيارا مهما للمستثمرين ومصدر جذب للاستثمارات المحلية والأجنبية. وأبرز أن القرارات والتوصيات الصادرة عن المؤتمرات العربية للثروة المعدنية (الثامن والتاسع والعاشر) التي انعقدت في اليمن والسعودية والأردن كانت محل عمل جاد من قبل الجهات المعنية في الدول العربية، وموضع اهتمام ومتابعة متواصلة من قبل المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين من خلال التنسيق والتعاون مع مسؤولي قطاع الثروة المعدنية حيال تفعيل هذه التوصيات والقرارات. أما وزير الطاقة والثروة المعدنية بالمملكة الأردنية الهاشمية السيد خالد أنيس الايراني، فقد أكد على أهمية تحقيق التكامل العربي في قطاع التعدين من خلال، على الخصوص، توفير بيئة استثمارية جاذبة، وذلك بهدف مواجهة المنافسة على الصعيد الدولي. وأضاف أن السياق العالمي يتميز بتسجيل تراجع لسوق المعادن وانخفاض الطلب عليها مما يفرض توحيد الجهود بهدف تجاوز المعوقات التي تعرقل تنمية هذا القطاع بالوطن العربي، عبر القيام بتخطيط استراتيجي شامل يصمد أمام المنافسة. من جانبه ، قال وزير الطاقة بدولة الامارات العربية المتحدة السيد محمد بن ظاعن الهاملي إن الاجتماع ال16 للجنة الاستشارية لقطاع الثروة المعدنية يعد مناسبة للاطلاع على ما تم إنجازه بهدف تحقيق تكامل عربي أفضل في هذا المجال، حاثا على توحيد الجهود وتكثيف التنسيق بهدف تطوير الصناعة الاستخراجية والتعدينية بالوطن العربي.