نظم المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب،مساء اليوم الأربعاء بالرباط،لقاء تكريميا للكاتب والباحث المغربي كمال عبد اللطيف احتفاء بمساره في مجالي الكتابة والبحث. وقد ألقيت خلال هذا اللقاء،الذي حضره وزير الثقافة السيد بنسالم حميش الى جانب ثلة من المفكرين والباحثين المغاربة ،عدد من شهادات في حق المحتفى به ذكرت بخصاله الإنسانية وعطاءاته الفكرية،وكذا بإنشغالاته واهتمامه بالأسئلة الصعبة المتعلقة بمرجعية الحداثة السياسية وشروط التجدد التاريخي الحضاري وأوجه التواصل مع المشروع الحضاري الحداثي والتفكير في الواقع العربي الراهن،وهي الأسئلة التي كان يسعى من خلالها الكاتب والباحث كمال عبد اللطيف لإيقاظ العقل العربي من سباته. وأشار المتدخلون إلى أن من بين تلك التساؤلات التي كان يطرحها كمال عبد اللطيف سؤال المثقف العربي ودوره في تفكيك إشكالات واقعه ومحاولة نقد الأزمات التاريخية المتتالية التي يشهدها. وفي هذا السياق بسط الأستاذ سعيد بنسعيد العلوي قراءة في البعد الاستراتيجي والمسار المنهجي والفكري للباحث كمال عبد اللطيف،معتبرا الأخير تجسيدا لإسهام الفكر العربي في أرقى صوره. أما الدكتور عبد الله ساعف فاعتبر أن مسار كمال عبد اللطيف ،المثقف المعطاء،يعطي صورة كاملة عن مسار الحياة الثقافية في المغرب وأن ما كتبه وما عبر عنه من مواقف تعبير عن مسار جيل بكامله،مشيرا إلى أن المحتفى به كان لديه التزام وإيمان قوي بضرورة تحقيق التحولات المنتظرة من خلال تأكيده على مفاهيم النهضة والتحديث وتكريس مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية. من جهته اعتبر الأستاذ نور الدين أفاية أن لحظة الاحتفاء بالكاتب كمال عبد اللطيف وهو في أوجه عطاءاته تعد إعلانا لتكسير قاعدة التكريم بعد رحيل المحتفى به،مضيفا أن هذا الاعتراف الجماعي بذواتنا الرمزية هو احتفاء بالذاكرة والتاريخ. كما أكدت باقي التدخلات على أن المحتفى به يمتاز بالصراحة في التعبير عن افكاره لا مجال فيها للمساومة ،مشيرين إلى أنه دائم الاشتغال بهموم الفكر العربي وأن نقد الفكر والواقع يشكل عصب فكر وإنتاجات عبد اللطيف كمال. وفي ختام هذا اللقاء،قدمت للمحتفى به هدايا رمزية تقديرا لاسهاماته في إغناء الفكر والثقافة المغربية والعربية. يشار إلى أن كمال عبد اللطيف،أستاذ الفلسفة السياسية والفكر العربي المعاصر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط،قد شغل مناصب عدة من بينها عضو تحرير مجلة الثقافة المغربية،ومسؤول التحرير في مجلة "الوحدة"،ومحاضر في العديد من المؤسسات والجامعات ومراكز البحوث داخل المغرب وخارجه. كما أن له عدة مؤلفات في التاريخ والفكر العربي المعاصر من بينها "التراث والنهضة قراءات في أعمال محمد عابد الجابري" و"أسئلة النهضة العربية التاريخ - الحداثة- التواصل" و"أسئلة الفكر الفلسفي في المغرب" و"درس العروي في الدفاع عن الفكر التاريخي" و"العرب والحداثة السياسية" و"قراءات في الفلسفة العربية المعاصرة" و"مفاهيم ملتبسة في الفكر العربي المعاصر".