أسدل الستار ، أمس الأحد بمارسيليا ، على فعاليات معرض العقار وفن العيش المغربيين، على إيقاع "نجاح باهر" لهذه التظاهرة التجارية والثقافية المخصصة للمغاربة المقيمين بجنوبفرنسا. وحسب المنظمين، فقد تم ربح الرهان حول مدينة مارسيليا (ملتقى جنوب وشرق فرنسا) التي يوجد بها حوالي 180 ألف مغربي الذين لم يثنهم البعد عن الوطن الأم، عن التشبث بجذورهم وثقافتهم. ولم يخف سمير الشماح رئيس (مجموعة سماب) الذي كان وراء فكرة تنظيم معرض سماب إيكسبو سنة 1997 وسماب إيمو بباريس سنة 2004 وسنة 2009 ببرشلونة، عن ارتياحه لنجاح هذا المعرض، معربا عن اعتزازه لكون موعد مارسيليا أصبح سنويا. وأوضح السيد الشماح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "عددا من العارضين الذين كانوا في البداية متحفظين إزاء فكرة تنظيم معرض بمارسيليا حيث عدد كبير من الجالية المغربية، تفاجأوا برؤية هذا الكم الهائل من المغاربة وأصدقاء المغرب يزرون المعرض"، مضيفا أن الزوار قدموا من عدة مناطق من جنوبفرنسا وحتى من كورسيكا وإيطاليا وسويسرا. وقال إن هذا "يدل على أن المغرب يحظى باحترام وتقدير كبيرين من قبل أصدقائه بالخارج، وعلى مدى ارتباط الجالية المغربية ببلدها الأصلي"، مبرزا الدعم الذي تقدمه وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية وقنصلية المملكة المغربية بمارسيليا لهذا المعرض. نفس الارتياح تم تسجيله لدى العارضين ممثلي شركات الإنعاش العقاري ومؤسسات بنكية، حيث عبر غالبيتهم عن سعادتهم لهذا التدفق الكبير على المعرض الذي استقطب - حسب المنظمين - نحو 40 ألف زائر خلال ثلاثة أيام. وسجل عدد من العارضين في تصريحات مماثلة أن الطلب على العروض العقارية بالمغرب كان كبيرا، حتى من طرف الفرنسيين والجزائريين. وفي الوقت الراهن، يعد الحصول على شقة أو رياض بمراكش والصويرة وورززات وفاس أو بمدن مغربية أخرى حلما ليس فقط لدى المتقاعدين، ولكن أيضا بالنسبة لشريحة متوسطة العمر يرغب العديد منها في الاستقرار بشكل نهائي بالمغرب. ويعد المناخ وتكلفة العيش والامتيازات الضريبية والاستقرار السياسي والاقتصادي، من الجوانب التي تحفز المهتمين على اختيارهم العيش في المغرب. + متعة وإفادة + إن توافد أعداد كبيرة من الزوار على أروقة المعرض يتوخى ، أيضا ، تجديد اللقاء مع المغرب الذي كان على مدى ثلاثة أيام، ضيفا على شرف أبنائه المقيمين بجنوبفرنسا. وبلغت هذه الأجواء الاحتفالية قمتها ، يومي السبت والأحد ، بمناسبة تنظيم أمسية فنية كبرى شارك فيها كل من مجموعة (ناس الغيوان) و(تكادة) والفنانين عبد الرحيم الصويري وعبد الله الداودي والستاتي. واختتم المعرض بحفل فني شارك فيه - بالإضافة إلى مجموعة (تكادة) والفنان الشعبي الستاتي - فنانون جزائريون وتونسيون أبوا إلا أن يشاطروا أصدقاءهم المغاربة هذه الأجواء الاحتفالية. فخلال هذا الحفل، أدت مجموعة أحمد الوجدي المتواجدة بمارسيليا مجموعة من المقاطع الغنائية مزجت بين الفن الشعبي والراي والموسيقى الاحتفالية، فيما قدمت مجموعة (تكادة) أغان إيقاعية متنوعة مستوحاة ، على الخصوص ، من الثراث الفولكلوري وفن العيطة، بينما قدم الفنان الستاتي كشكولا متنوعا من أغانيه التي تتناول موضوع الهجرة وواقع المهاجرين. + فضاء المدينة وتألق الصانع التقليدي المغربي + حظيت الصناعة التقليدية المغربية باهتمام خاص حيث تمت إقامة "مدينة" داخل المعرض على مساحة تقدم 300 متر مربع، مستوحاة من الهندسة التقليدية المغربية. وتضمنت هذه المدينة التي أشرفت على إنشائها مؤسسة "دار الصانع التقليدي" التابعة لكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية ، على الخصوص ، محلات لبيع التحف وسوق تقليدي وفضاءات مخصصة لعرض مهارات صانع التقليدي والحناء والحلويات المغربية التقليدية. كما تم نصب خيمة كبيرة لاحتضان مطعم يقدم حصريا وجبات مغربية كالطاجين والكسكس. وتميز المعرض ، أيضا ، بإنشاء "قرية جمعوية" كانت عبارة عن فضاء لتقديم الجمعيات لمشاريعها إلى الزوار بهدف إقامة روابط بينها، وتنسيق جهودها خدمة للجالية المغربية القاطنة بجنوب شرق فرنسا.