تميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة 34 لمجلس وزراء الصحة العرب المنعقد حاليا بالقاهرة باستعراض التجربة المغربية في مجال محاربة فيروس إنفلونزا الخنازير. فخلال هذا الاجتماع، الذي حضرته السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة، قدم الدكتور عمر المنزهي مدير الاؤبئة والأمراض بالوزارة عرضا حول موضوع " جائحة الانفلونزا: الاستعدادات والحالة الوبائية والتدابير المتخذة بالمملكة المغربية"، أبرز فيه أن المغرب وعلى غرار باقي الدول ، عرف تسجيل حالات مرضية وحالات وفيات موضحا أنه تم حتى 8 مارس الجاري تسجيل 3054 حالة إصابة و 64 حالة وفاة. وأوضح الدكتور المنزهي أن المملكة بادرت منذ إعلان منظمة الصحة العالمية انطلاق الوباء ، إلى تفعيل كافة التدابير والإجراءات التي كانت معتمدة منذ سنة 2005 في إطار برنامج العمل الوطني الذي أنجز لمواجهة خطر جائحة أنفلونزا الطيور سواء على المستوى المركزي أو على صعيد عمالات وأقاليم المملكة. وقال إن الحكومة خصصت 850 مليون درهم لاقتناء كل مستلزمات مواجهة الجائحة ودعم المخزون الاحتياطي واقتناء المضادات الفيروسية واللقاحات، ومستلزمات اللقاح، كما تم تخصيص اعتمادات لتحديث مصالح الإنعاش وشراء أدوية مختلفة والأقنعة واقتناء أجهزة إضافية لمراقبة الحرارة في المطارات والنقط الحدودية الأخرى. وأضاف أن المغرب اعتمد لمواجهة والتصدي للجائحة خطة وطنية ساهم في بلورتها خبراء واختصاصيون وفاعلون في القطاع الصحي وغير الصحي، تضمنت عدة محاور تتمثل أساسا في تقوية الترصد الوبائي من خلال تعزيز المراقبة الوبائية والسريرية والبيولوجية للأنفلونزا الحادة ولحالات الالتهاب الرئوي الخطير، وتعزيز أنشطة المراقبة الصحية في نقط العبور، وتكوين مخزون استراتيجي من الأدوية والمستلزمات الخاصة بالوقاية وتفعيل لجن اليقظة على الصعيد المركزي والجهوي والإقليمي، والتخطيط والتنسيق بين القطاعات المعنية، والتكفل بالمرضى وعلاجهم حسب الحالات. وطبقا لمقتضيات اللوائح الصحية الدولية، اشار الدكتور المنزهي إلى أن وزارة الصحة من خلال مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض ومركز الاتصال الوطني المعني باللوائح الصحية الدولية، سهرت على ضمان التنسيق بين كل تدابير الوقاية والاستجابة واليقظة الوبائية والإبلاغ عن الإصابات لدى منظمة الصحة العالمية والإعلان عن حالة التأهب على المستوى الوطني. وذكر بأن المغرب كان من أوائل الدول التي توصلت بكميات من اللقاح وجهت في البداية للفئات الأكثر عرضة للمرض بدءا بالحجاج اعتبارا للوضع الوبائي الذي عرفه الداء عالميا ولتوصيات المنظمة العالمية للصحة واشتراطات السلطات الصحية السعودية، مسجلا أن هذه العملية حققت الأهداف المتوخاة. ورغم أن حملة التطعيم لم تلق الإقبال المنتظر لما صاحبها على الصعيدين العالمي و الوطني من تضخيم إعلامي لآثاره الجانبية، أكد الدكتور عمر المنزهي أنه تم تلقيح حوالي 850 ألف شخص لم تسجل لديهم أية آثار جانبية خطيرة يمكن ربطها مباشرة بعملية اللقاح. وذكر بان القطاع الخاص الوطني لعب دورا مهما في مواجهة الأنفلونزا، وذلك في إطار التوجهات التي حددتها وزارة الصحة عبر المستويين الوقائي والعلاجي، مبرزا انه تمت تعبئة كل الوسائل والإمكانات التي من شأنها أن ترفع من مستوى قدرات القطاع الخاص على التدخل وتزويدهم بالوثائق وآليات الرصد والكشف والوقاية. وخلص الدكتور المنزهي إلى أنه رغم ما سجله المغرب من حالات، فإن الوضع في المملكة أفضل بكثير مما كان الخبراء يتوقعونه ، داعيا إلى التعبئة واليقظة لمواجهة كل ما من شأنه أن يشكل خطرا على الصحة العامة .