دعا الأمين العام للاتحاد العربي للحديد والصلب السيد محمد العيد الأشقر، اليوم الاثنين بمراكش، إلى إقامة مشاريع عربية مشتركة ضخمة من أجل تعزيز القدرة الانتاجية لمصانع الحديد والصلب في العالم العربي. وشدد السيد الأشقر، خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي للصلب "قمة الصلب العربية 2010" الذي ينظمه الاتحاد على مدى ثلاثة أيام بالمدينة الحمراء، على ضرورة تطوير الصناعات المتعملة لمنتجات الحديد والصلب بما يتماشى مع التوسع المستقبلي في إنتاج الصلب، مشيرا الى أنه من المتوقع أن يرتفع إنتاج الدول العربية من الصلب الخام في نهاية العام الجاري إلى 21 مليون طن. وأبرز أن صناعة الصلب تتعافى حاليا بشكل بطيء من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، مذكرا بأن إنتاج الدول العربية من هذه المادة بلغ خلال السنة الماضية نحو 5ر 13 مليون طن مقابل نحو 5ر 14 مليون طن سنة 2008 . وأكد أن للمغرب في هذا المجال عدة مشاريع ستمكنه من زيادة طاقته الانتاجية من مختلف منتجات الصلب، حيث من المنتظر أن تمكن المخططات والمشاريع الطموحة للمملكة من بلوغ إنتاج الصلب الخام الى ما يقارب من 5ر2 مليون طن مع حلول عام 2013 . من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب السيد أحمد عز، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، أن الصناعات العربية كانت في أحسن حال من غيرها بالنظر إلى التطورات التي عرفها سوق الصلب العالمي، مشيرا في هذا الصدد الى أنه وصلت نسبة انخفاض إنتاج الصلب الخام في المنطقة العربية فقط الى 10 في المائة مقارنة مع دول أخرى كالولايات المتحدةالأمريكية (ناقص 34 في المائة) وأوربا (ناقص 27 في المائة) ودول الاتحاد السوفياتي سابقا ( ناقص 15 في المائة). وأوضح في هذا السياق أن دولا عربية كالمغرب والمملكة العربية السعودية لم ينخفض فيها الانتاج سنة 2009، مبرزا أن صناعة الصلب العربية والعالمية واجهت أصعب فتراتها خلال العام الماضي متأثرة بما حدث من تدهور اقتصادي في مناطق عديدة من العالم. من جانبه، أبرز المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين السيد محمد بن يوسف أن هذا المؤتمر الدولي يشكل فرصة مهمة للاطلاع على آخر المستجدات في عالم الحديد والصلب ليس فقط على المستوى العربي فحسب، وإنما على المستوى العالمي. وأضاف السيد بن يوسف أن خطط التنمية العربية ركزت على التنمية الصناعية منذ وقت طويل حيث حققت العديد من الدول العربية نتائج هامة في هذا المجال مما جعل القيمة المضافة الصناعية تساهم في حدود 52 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي عام 2008 . وسيناقش المشاركون في هذا المؤتمر والبالغ عددهم حوالي 310 خبير ومختص في هذا الميدان يمثلون 37 دولة، فرص واتجاهات الاستثمار في صناعة الصلب في المنطقة العربية، وآفاق صناعة الصلب العالمية خلال العام 2010 والسنوات القادمة على ضوء التحسن في الإنتاج، وبداية تعافي الاقتصاد العالمي وتأثير التغيرات في الأسعار على تطور الاستثمارات في مجال صناعة الصلب. كما سيتدارس المؤتمرون اتجاهات الاستيراد والتصدير في أسواق الصلب العربية والتكنولوجيات الجديدة ودورها في تطوير إنتاج الصلب في عدد من المناطق، والتوحيد والاندماج في صناعة الصلب العالمية، وتأثيره على أسواق الصلب العربية واتجاهات النمو والتطور في أسواق الصلب في عدد من مناطق العالم. وتميز اليوم الأول من أشغال هذا المؤتمر بافتتاح "المعرض الدولي للصلب 2010" الذي سيمكن نحو 28 شركة عارضة من تقديم منتوجاتها من الحديد والصلب، و التعريف بالإبداعات والحلول التقنية الحديثة التي تساعد في تطوير إنتاجية صناعة الحديد والصلب. تجدر الإشارة الى أن الاتحاد العربي للحديد والصلب تأسس سنة 1971 بالجزائر كمنظمة غير حكومية بهدف تقديم الاستشارات والعمل على تطوير وتنمية صناعة الحديد والصلب العربية، ويعمل في مجال إعداد الدراسات وتنظيم الدورات وعقد المؤتمرات لازدهار صناعة الحديد والصلب العربية.