قال السيد هوغيز مينغاريلي، المدير العام المساعد للعلاقات الخارجية باللجنة الاوروبية، إن قمة غرناطة بين المغرب والاتحاد الاوروبي (6 و 7 مارس الجاري) ستمكن الجانبين من "إعطاء دينامية للمستقبل المشترك في أفق الطموحات الكبيرة للوضع المتقدم". وأضاف المسؤول الاوروبي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذه القمة ستكون مناسبة للجانبين لمناقشة التحديات الكبرى التي نواجهها جميعا، ولتقييم علاقاتنا وإعطاء دينامية لمستقبلنا المشترك في أفق الطموحات الكبيرة للوضع المتقدم". وأكد المسؤول الاوروبي، الذي سيشارك في هذا الاجتماع من مستوى عال، أن هذه القمة، الأولى بين المغرب والاتحاد الاوروبي، تشكل مناسبة لإعطاء "دفعة سياسية قوية لشراكتنا وتحديد الأولويات بالنسبة لأعمال ملموسة للوضع المتقدم". وبعد أن وصف التعاون المغربي الأوروبي ب"الطموح جدا" بالنظر لطبيعة البرامج، وعدد وحجم المشاريع، أشار المسؤول الاوروبي إلى أن اللجنة "حاضرة في جميع قطاعات الأنشطة التي تحظى بالأولوية" بالنسبة للمغرب، و"تدعم جميع الأوراش الكبرى للإصلاح التي أطلقتها المملكة". وأكد أن "المغرب الذي استفاد من أزيد من ثلاثة ملايير درهم عبارة عن هبات سنة 2009 ، يعد الشريك الأول في مجال التعاون للاتحاد الأوروبي بمنطقة الجوار". وذكر في هذا السياق بالمجالات التي يدعمها الاتحاد الأوروبي، وبصفة خاصة، قطاعات تنمية الصادرات والإدارة العمومية والطاقة والفلاحة والنقل، فضلا عن الاهتمام الذي يتم إيلاؤه للقطاعات الاجتماعية التي استفادت من نصف الإعتمادات (الصحة والتربية ومحو الامية والسكن غير اللائق والمناطق المعزولة). وفي ما يخص الوضع المتقدم، أشاد السيد مينغاريلي ب "اللقاءات العديدة والمثمرة" التي عقدت على المستوى السياسي، مشيرا إلى أن المغرب "ينوع" من لقاءاته مع المؤسسات الاوروبية. وأكد المسؤول الاوروبي أن "دعمنا للإصلاحات الهيكلية التي انخرط فيها المغرب يتطور". وأشار، في هذا السياق، إلى أن المغرب انخرط منذ سنوات في إصلاحات تروم التحديث وتعزيز دولة الحق والقانون وترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير. وأكد أن "الوضع المتقدم يعد اعترافا بالتقدم الذي حققه المغرب في هذا الإتجاه"، قائلا إنه "على أساس هذه القيم المشتركة، سنطور شراكتنا، وسنشجع المغرب على مواصلة هذا المسلسل الذي نعتزم دعمه". وبخصوص إصلاح قطاع العدل، أبرز السيد مينغاريلي أن "خطاب العرش الأخير الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يعكس إرادة قوية للسير قدما بمسلسل إصلاح القضاء، والذي نحن مستعدون لدعمه"، منوها أيضا بانخراط المغرب في مسلسل الإتحاد من أجل المتوسط. وبعد أن أشاد بالتزام المغرب بمحاربة الهجرة غير السرية، أكد المسؤول الأوربي أن المملكة "تدرك جيدا" مبدأ تبني مقاربة شاملة للظاهرة، مسجلا أن المغرب انتقل من "بلد مرسل للمهاجرين إلى بلد عبور ، بل أكثر فاكثر الى بلد مستقبل للمهاجرين". وأكد أن المغرب انخرط منذ سنوات في محاربة الهجرة غير الشرعية، وأن الإتحاد الأوربي وضع برامج هامة لدعمه في مواجهة هذه الظاهرة، مشددا على أهمية تعزيز هذا التعاون في إطار اتفاق لإعادة قبول المهاجرين غير الشرعيين، يوجد قيد التفاوض ومن شأنه أن يفتح مجالات أخرى للتعاون. وقال المسؤول الأوربي: "في ما يتعلق بالهجرة المشروعة، طورنا برنامجا مع الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات ووكالات أوربية للشغل لتحديد الحاجيات في ما يخص التشغيل وتسهيل تنقل العمال الموسميين"، مؤكدا أن "التعاون الأوسع الذي نقوم به لدعم المغرب يعتزم أن يستهدف أيضا الأسباب الإقتصادية للهجرة".