أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري،أن الذكرى ال34 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية تشكل محطة من المحطات الوازنة في سجل التاريخ الوطني الزاخر بالأمجاد والبطولات ومعلمة مضيئة في مسار الكفاح الوطني والنضال المستميت من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية. وأشاد السيد الكثيري في مهرجان خطابي نظمته المندوبية،اليوم الاثنين بالسمارة،بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال34 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة،بالإسهامات الجليلة لأبناء حاضرة هذا الإقليم المجاهد في كل محطات هذه الملحمة الوطنية في الكفاح الوطني والذود عن حمى الوطن والدفاع عن مقوماته الراسخة وهويته الأصيلة ومقدساته الغالية. وأشار إلى أن مواقف أبناء السمارة وإخوانهم بباقي ربوع الصحراء المغربية،كانت مثالا في الروح الوطنية الصادقة وفي النضال البطولي من أجل إحباط المخططات الاستعمارية الرامية إلى طمس الهوية وتذويب الشخصية الوطنية والانخراط في ملاحم البطولة التي كانت تتفاعل وتتكامل عبر مختلف أرجاء الوطن من الشمال إلى الجنوب في مواجهة الوجود الاستعماري الذي لم ينجح في التفريق بين أبناء الوطن الواحد. وأضاف أن استحضار الدلالات العميقة وأبعاد هذه الذكرى الغالية المليئة بالدروس والعبر،تشكل مناسبة للتعريف بالأمجاد التاريخية وإشاعة رسائلها وإشاراتها القوية في صفوف الناشئة والشباب لحشد هممهم وعزائمهم وإذكاء حماس الأجيال المتعاقبة وحثها على مواصلة مسيرة الآباء والأجداد بحزم ومسؤولية والانخراط في الأوراش الكبرى التي يشهدها المغرب من أجل كسب رهانات التنمية الشاملة وإنجاح المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وذكر بالخطاب السامي الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة الذكرى ال 34 للمسيرة الخضراء،مبرزا أن المغرب بقيادة جلالة الملك يقف صامدا في الدفاع عن حقوقه المشروعة وصيانة وحدته الترابية وتجنده التام دفاعا عن مغربية صحرائه وسعيه إلى تقوية أواصر الإخاء بالمنطقة خدمة لشعوبها واستشرافا لآفاق مستقبلها المنشود من خلال مبادرته الجريئة بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية. وشدد،في هذا السياق،على التعبئة الشاملة لأسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وراء القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية والمقدسات الدينية والوطنية وتجندها المستمر من أجل إحباط مناورات خصوم الوحدة الترابية الذين يعملون على عرقلة المبادرة المغربية والمساعي الأممية لإيجاد حل سلمي توافقي لهذا النزاع المفتعل. وجدد بهذه المناسبة دعوته لكل المغرر بهم من أبناء هذا الوطن للعودة إلى ديارهم ووطنهم مناشدا كل المحافل والهيئات الحقوقية والإنسانية وشرفاء وأحرار العالم للتدخل من أجل الإفراج عن المواطنين المحتجزين بمخيمات تندوف ليعودوا إلى أهلهم وفي أحضان وطنهم للمشاركة في مسيرة بنائه ونمائه. وعبر عن التأييد المطلق لأفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير لمضامين الخطاب الملكي السامي ليوم ثالث يناير الماضي بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية،والتي أعلن فيها جلالته إعطاء دينامية جديدة لاستكمال البناء الديمقراطي والمؤسساتي وتفعيل النموذج الجديد للجهوية الموسعة وفي الأولوية الأقاليم الصحراوية المسترجعة. من جهة أخرى،ذكر السيد الكثيري بالمكتسبات التي تحققت لفائدة أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير،مؤكدا في هذا الصدد حرص المندوبية والمجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وكل الهيئات التمثيلية لأسرة المقاومة،على مواصلة العمل بعزم وإصرار من أجل تحسين الأوضاع المادية والصحية لها ودعم أبناء هذه الفئة الحاملين للمشاريع لتسهيل ولوجهم عالم المقاولة. وتميز هذا المهرجان الخطابي،الذي حضره على الخصوص،عامل إقليمالسمارة السيد محمد سالم الصبتي وأعضاء أسرة المقاومة و برلمانيون ومنتخبون،بإلقاء عدة مداخلات ركزت على الدلالات العميقة والأبعاد الرمزية لهذا الحدث الوطني. وتوج هذا المهرجان بتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير،وزيارة المركب التربوي الاجتماعي لأسرة المقاومة بالإقليم.