أكدت وزيرة الصحة، السيدة ياسمينة بادو، اليوم الأربعاء بالرباط، أن الوزارة تولي، في إطار مخطط العمل 2008 -2012 ، "أهمية بالغة" للتدابير الوقائية وتعزيز الإجراءات المرتبطة بالأمن والسلامة الصحية. وأوضحت السيدة بادو في كلمة لها خلال افتتاح الدورة العامة الخامسة لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات المنعقدة حول موضوع "مخاطر الأوبئة أو الجوائح، والأمراض المنتشرة أو التي تعاود الانتشار، والأنتروبوزونوز ( انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان)"، أنه في إطار إسهام المملكة في كل أشكال السلامة الصحية المشتركة، فإن الوزارة بصدد إحداث الوكالة الوطنية للصحة العمومية بالرباط، والتي ستتولى مهمة تبادل المعارف والتجارب في هذا المجال. وبعد أن أكدت أن هذه الوكالة ستشكل القلب النابض للمنظومة الصحية، ذكرت السيدة بادو بان الوزارة وضعت 16 مرصدا جهويا للصحة بالإضافة إلى 69 خلية إقليمية متخصصة في علم الأوبئة. وأوضحت أن نظام الرصد هذا مكن من تحقيق تقدما "كبيرا" في مجال المراقبة والتحكم في الأوبئة. وبخصوص فيروس أي (إتش1 إن1 ) أكدت السيدة بادو أن نظام الرد الوطني الذي اعتمدته الوزارة بمعية جميع المتدخلين المعنيين، أثبت كفاءته، مضيفة انه تم اتخاذ إجراءات صارمة وتم تنفيذها في إطار تعاون بين القطاعات، بحيث تمت تعبئة كافة قدرات وإمكانيات البلاد. وسجلت أن المقاربة التي تبنتها الوزارة لمواجهة فيروس أي (إتش1 إن1 ) ساعدت على تأخير الانتقال النشيط للفيروس على الصعيد الوطني، مشيرة إلى أن الوزارة لم تسجل إلا في شهر أكتوبر 2009، أولى بؤر الانتقال المحلي. وتتواصل فعاليات هذه الدورة على مدى ثلاثة أيام بمناقشة مواضيع تتعلق، على الخصوص ب` " مخاطر الجوائح على المستوى الدولي والاقليمي .. الواقع والافاق "، و"تطور الأمراض المعدية بالمغرب"، و"دور المعاهد وشبكات الصحة العمومية في اليقظة الصحية". وستبحث أيضا تقرير أنشطة الأكاديمية برسم سنة 2009، كما سيتم تجديد الهيئات المنتخبة للأكاديمية. وحضر الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الوزير الأول السيد عباس الفاسي ، ومستشار جلالة الملك السيد عبد العزيز مزيان بلفقيه وعدد من الشخصيات العلمية المغربية والأجنبية. من جهتها، أبرزت وزيرة العلوم والابتكار الاسبانية كريستينا كارمنديا، التي شاركت في الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، دور المواطنة الذي ينبغي أن تضطلع به أية مقاولة من أجل تطوير البحث ، داعية إلى المزيد من التعاون والتضامن بين مكونات المجتمع العلمي الدولي. وتهدف أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، التي قام بتنصيبها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ماي 2006 بأكادير، إلى تشجيع البحث العلمي والتقني، والمساهمة في تحديد التوجهات العامة الأساسية للتطور العلمي والتقني وإصدار توصيات حول الأولويات في مجال البحث. كما تقوم الأكاديمية بتمويل برامج البحث ، وتقييم أنشطة البحث والمساهمة في إدماج البحث العلمي والتقني المغربي في المحيط الاجتماعي والاقتصادي الوطني والدولي. يذكر أن الأكاديمية تتكون من 60 عضوا من بينهم 30 مغربيا (أعضاء مقيمون)، و30 شخصية أجنبية (أعضاء مشاركون). كما تضم 30 عضوا مراسلا مغاربيا وأجنبيا يتم اختيارهم من بين الشخصيات العلمية وممثلي القطاعات الاقتصادية، ويعينون لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.