أجمع باحثون اليوم الأحد بالدار البيضاء على أن التحولات العميقة التي عرفها المغرب منذ الاستقلال الى اليوم شاهد على حيوية ودينامية المجتمع المغربي وتفاعليته وانفتاحه على محيطه العالمي والاقليمي. وأبرز الباحث عبد الحي المودن في لقاء نظم في إطار الدورة ال`16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب تحت عنوان "قراءة في تحولات مغرب اليوم"، أن مؤشرات التحول التي خضع لها المغرب بعد الاستقلال تجلت بالخصوص في النمو الديموغرافي والتوسع المجالي والتغير في الفئات المجتمعية فضلا عن تحول بارز يتعلق بالأنشطة بتحولها من الفلاحة كنشاط رئيس إلى مجال الخدمات والتجارة . وتجسد التحول البارز، في رأي عبد الحي المودن، في التواصل ( أزيد من 22 مليون مغربي يستعملون حاليا الهاتف النقال والانترنيت ...) مشيرا إلى أن هذا الأمر غير مفهوم العلاقة بين المدينة والبادية وبين المغرب، بمناطقه النائية، مع العالم الخارجي. وأبرز المودن أن المنظومة السياسية انفتحت على التحولات التي حصلت بالمغرب وبالتالي على المجتمع من خلال المجالس الاستشارية التي ليست بأي حال من الأحوال شكلية ، فهي في نظره تساهم في بلورة استراتيجيات الدولة ووسيلة لتدبير الأزمات. وبدوره ذكر الباحث محمد العيادي بتقرير الخمسينية، الذي اعتبره أرضية لمعرفة كل التحولات التي عرفها المغرب. وقال إن المغرب عرف تحولات جذرية خاصة في مجال القيم والذهنيات والتحول من بنية الأسرة الكبيرة الأبوية إلى الأسرة الصغيرة النووية . كما خضع مفهوم "التحول" ذاته للتغيير، إذ اصبح يكتسي صبغة إيديولوجية، الأمر الذي يستدعي، حسب العيادي ،ضرورة إعادة تفكيكه من أجل فهم سياقه . وساهمت الطفرة الإعلامية الجديدة في تغيير القيم داخل المجتمع المغربي، إذ تغيرت الرؤية لمجموعة من القيم التي كانت سائدة داخل المجتمع المغربي وأنتجت مفاهيم جديدة مغايرة. أما الاستاذ ادريس العيساوي فتناول التحولات التي شهدها مجال الإعلام من التسعينات إلى اليوم، مشيرا إلى وجود نوع من المفارقة بين التصور والواقع، مذكرا بالمناظرة الوطنية حول الإعلام التي نظمت سنة 1993 والتي فتحت نقاشا حقيقيا وصريحا حول الإعلام بكل أطيافه. من جانب آخر أشار العيساوي إلى أن مجال الإعلام انتقل بعد هذه المرحلة من الفعل السياسي الملتزم إلى مرحلة أطلق عليها مرحلة "الفعل المهني"، حيث فتحت أبواب المواكبة والمصاحبة الإعلامية. تجدر الاشارة الى ان البرنامج العام لفعاليات الدورة ال`16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي سيشارك فيه 720 عارضا يمثلون 38 بلدا من بلدان عربية وإفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية ،يتضمن 110 لقاء وست سهرات (مسرح وموسيقى) وعروضا فنية موجهة للأطفال (ورشات وحكي ومسرح).