عن فعاليات الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والنشر، التقينا الباحث المغربي عبد الحي المودن، وتحدثنا معه عن رهان المعرض، وانتظاراته من المعرض، ورأيه في ضيف الدورة الحالية «مغاربة العالم».. فجاء الحوار كالتالي: ما هي ارتساماتكم الأولية عن الدورة السادسة عشرة للمعرض الدولي للكتاب والنشر؟ من ناحية الشكل العام للمعرض، بكل تأكيد هناك انتقال مهم. فالفضاءات أرحب وأوسع، كرواق الجالية المغربية بالخارج، ووزارة الثقافة.. أما على مستوى المحتوى ، ما أسجله سنويا على معرض الدولي للكتاب، من نقص، أن برمجة الندوات، التي تعد شيئا مهما في البرمجة العامة، لابد أن تراعي في الدورات المقبلة الكتب الصادرة حديثا وطرحها للنقاش، وهذا يتطلب تنسيقا قبليا مابين دور النشر المشاركة في المعرض وإدارة المعرض، حتى يتم وضعها أمام القراء المغاربة، وتقديمها للنقاش والجدل... وهذا من بين الأوراش التي من الممكن على المنظمين للمعرض التفكير فيها مستقبلا. على مستوى البرمجة، هناك العديد من الندوات والتوقيعات والقراءات تقدمها وزارة الثقافة إلى جانب البرنامج الذي أعده مجلس الجالية المغربية بالخارج هذه السنة.. ، هل يمكن أن نقول أنها تقدم إضافات ثقافية، وكيف تنظر إلى ضيف الدورة 16 «مغاربة العالم»؟ في الحقيقة، لايمكن المبالغة في دور هذه الندوات خلال معارض الكتب، فهي عبارة عن صيغة ثقافية تجمع ما بين الكاتب والجمهور من أجل التعارف والتحاور. ومع الدورة السادسة عشرة للمعرض، ومن خلال فكرة «مغاربة العالم» أسجل أنها فكرة رائدة. لأننا نبحث عن الكتب التي كتبها هؤلاء المغاربة المقيمين بالخارج ونكتشف مضامينها ونلتقي بكتابها.. وهذا مكسب مهم جدا تحقق للباحث والمفكر والمبدع .. المتتبع للفكر والإبداع عامة بالمغرب. وأعتقد، هذه السنة، أن الاضافة النوعية في محتوى الدورة الحالية للمعرض، تسمح وتتيح لي الفرصة لأن أكتشف أسماء جديدة وأن التقي بهم وأقرأهم... الآن، لابد من التفكير في صيغة لتطوير هذه الفكرة والاستفادة من حضورهم بالمغرب، وذلك من خلال تنظيم لقاءات مفتوحة معهم في الكليات والجامعات المغربية المتواجدة خارج الدارالبيضاء.. أعتقد أن فرصة تواجد مثل هؤلاء الكتاب خلال المعرض، يجب أن تستثمر أكثر في الحقل الجامعي والإعلامي.. لأن العديد من هؤلاء الأسماء من مغاربة العالم التي تشارك في هذه الدورة تسجل حضورا ثقافيا وفكريا على المستوى العالمي، سواء بمشاريعها الفكرية وإصداراتها التي تطبع بأكبر دور النشر العالمية... بمناسبة المعرض، يطرح سؤال القراءة، كيف تنظرون إليه؟ هذا سؤال مهم جدا، فخلال الدورات الماضية كان هناك حضور كبير للأطفال، وهذا شيء إيجابي جدا. ولكن كيف يمكن الانتقال بالمعرض، ليس لكي يكون فقط فرصة للنزهة، ولكن أن يثير الرغبة في الدخول في مجال عالم الكتاب. ومن بين الأفكار التي تبادرت إلى ذهني، وأنا أزور مجموعة من الأروقة لدور النشر المشاركة في هذه الدورة، أعتبر، أن مناسبة المعرض، تعد فرصة لكل المكتبات المدرسية والعمومية التابعة للمقاطعات والجماعات المحلية، أن تعمل على اقتناء مثل هذه الكتب، وعرضها لروادها من تلاميذ وطلبة.. لأن مثل هذه الكتب هي التي ستغني المكتبات وتفتح الآفاق أمام التلاميذ.. والمعرض مناسبة للانفتاح على العالم من خلال ترجمات لرواد الفكر والأدب العالمي..