اختار المخرج المغربي حميد بناني تصوير بعض مشاهد فيلمه الطويل "الطفل الشيخ" بفضاء يقع على بعد خمسين كلم جنوب أرفود. وتحت مرتفعات تكسوها صخور سوداء، يكرم صاحب فيلم "وشمة" (1970)، إحدى الملاحم الأمازيغية الراسخة في الذاكرة، والتي ميزت فترة المقاومة ضد المستعمر الفرنسي، بمساهمة طاقم شاب يسيره بكل مهنية. وتدور أحداث فيلم "الطفل الشيخ" الذي يسلط الضوء على مقاومة قبائل آيت عطا للاستعمار بجانب نهر جاف حيث تقود فرح حلفاوي (تجسد دور توشة)، مجموعة من محاربات آيت عطا، وهي تلقي شعرا غنائيا أمازيغيا يحتفي بجبل صغرو الشاهد على شجاعة أبناء بوغافر وفي مقدمتهم عسو وباسلام. ومن بين هؤلاء النسوة، يوجد طفل يبلغ من العمر ست سنوات ويدعى إدير، سينتخب رئيسا للنساء اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب ضد الفرنسيين. ويجسد هذا الطفل أسطورة "الطفل المنقذ" التي ميزت الحضارات المتوسطية، غير أن عنف الغزو العسكري الاستعماري وانعكاساته سيمنعان الأسطورة من أن تصبح حقيقة. ويشارك في الفيلم كل من الفنان محمد مجد ومحمد بسطاوي وإدريس الروخ وسناء موزيان وعمر لطفي إلى جانب ممثلين آخرين. ويقوم الطاقم الفني-التقني بمجهود مضاعف لتوفير فضاءات ملائمة للتصوير الذي يدعمه فريق محلي شاب ساهم بعض منهم في تصوير أفلام دولية.