يسلط المخرج المغربي حميد بناني، في فيلمه الجديد "الطفل الشيخ"، الضوء على مقاومة قبائل أيت عطا في منطقة بوغافر ضد الاحتلال الفرنسي في الفترة الفاصلة ما بين 1923 و1933، وقد استفاد هذا الفيلم من منحة مركز الدعم السينمائي المغربي في حدود خمسة ملايين ونصف مليون درهم. ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من تصوير الشريط في أواخر شهر فبراير القادم، وقد اختار المخرج منطقة أرفود في الجنوب المغربي لتصوير أحداث الفيلم. ويهدف صاحب "وشمة"، من خلال هذا الشريط، إلى تسليط الضوء على فترة مهمة من تاريخ المغرب وهي بداية القرن العشرين، عن طريق الكشف عن البنيات الاجتماعية والسياسية في تلك الفترة، وفي نفس الوقت التعريف بمجموعة من الحكايات التي نسجت حول شخصيات مشهورة في المنطقة، لهذا فإن حميد بناني سيقدم في نفس الوقت فيلما يعتمد على معطيات تاريخية، لكن تمت صياغتها في قالب إبداعي درامي، حيث نتابع مجموعة من الشخصيات التي تقف عاجزة أمام قدرها في حين أن أخرى تبذل مجهودات من أجل تغيير مسار الأحداث. وقد عبر حميد بناني في العديد من المناسبات عن نيته القيام بهذا المشروع والذي اشتغل عليه لمدة سنوات، والذي من المنتظر أن يشمل جزأين آخرين. وإذا كان حميد بناني قد حاول في البداية الاستعانة بالممثل المغربي العالمي سعيد تغماوي، فإن ميزانية الفيلم لم تسمح بذلك، لهذا اقتصر بناني على الوجوه السينمائية المغربية المعروفة مثل محمد مجد ومصطفى بصطاوي، أما البطولة النسوية فهي للممثلة المغربية سناء موزيان التي قالت عن الفيلم: "هو فيلم يهتم بإبراز الثقافة القديمة للمغرب والعادات والتقاليد هناك، وبالأخص التركيز على أصول السكان الأمازيغية، وذلك في إطار تاريخي في فترة الاستعمار الفرنسي". أما عن دورها في الشريط فقالت: "أقوم بدور ''زهرة'' زوجة الشيخ، وهي امرأة قيادية تمر بالعديد من المراحل العمرية المختلفة،وللمرة الأولى أؤدي شخصية بها هذه المساحة من التنوع والقوة أيضا، أي أنني سأغير جلدي من خلالها، وتمر زهرة بالعديد من المراحل العمرية المختلفة". للإشارة، فإن حميد بناني من مواليد 5 نونبر 1942 بمدينة مكناس وبها تابع دراسته بثانوية المولى إسماعيل. ثم تابع دراسته الجامعية بجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط، حيث حصل على الإجازة في شعبة الفلسفة. بعد ذلك سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته السينمائية بالمعهد العالي للدراسات السينمائية بباريس. وبفرنسا أخرج فليميه القصيرين "الخادمات" و"من القلب إلى القلوب" سنة 1967. عمل رئيس العلاقات الخارجية بالتلفزة المغربية ما بين 1968- 1969 وفي المدة نفسها أخرج مجموعة من الأفلام الوثائقية والقصيرة. سبق له أن كان رئيسا للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام. أخرج الفلمين الطويلين: وشمة سنة 1970، صلاة الغائب سنة 1993، وأخرج الأفلام التلفزية التالية: - التلفزة المغربية: "الواد" سنة 1995- "السراب" سنة 1998- "خريف الأحلام" سنة 2004. - القناة الثانية: "وهم في المرآة" سنة 2003 – "الضيف" سنة 2003- "الحلم الصغير" سنة 2005 – "النور في قلبي".