أكد السيد سعيد إبراهيمي الخازن العام للمملكة، اليوم الخميس بالرباط، أن الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة تشكل بعدا هاما في ورش تحديث عمل الخزينة. وأوضح السيد إبراهيمي، في الكلمة الافتتاحية لندوة حول موضوع "أوراش التحديث: عروض الخدمات" التي تنظمها الخزينة، أن من ضمن الأهداف المتوخاة من هذا التحديث تقديم خدمة نوعية تكون في مستوى تطلعات الزبناء والشركاء. وأضاف السيد إبراهيمي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن الخزينة تعمل على الاضطلاع بدور هام في اطار تكريس الاستراتيحية الشاملة لتحديث الإدارة العمومية. وأشار في هذا الصدد إلى أن الاستراتيجية التي اعتمدتها الخزينة العامة للمملكة تروم تحقيق هدفين أساسيين يتمثلان في المساهمة في تحسين تدبير المالية العمومية، وتحسين الخدمات المقدمة للزبناء والشركاء. وأبرز أن هذين البعدين يشكلان إطارا مرجعيا بالنسبة لمشروع تحديث الخزينة الذي انطلق منذ خمس سنوات، وكذا بالنسبة لوضع الإصلاحات الهامة من قبيل إصلاح مراقبة النفقات العمومية وإصلاح الإطار المحاسباتي. وأشار السيد إبراهيمي إلى أن الهدف الأساسي من العمل الذي تم خلال السنوات الأخيرة "يتمحور حول مشروع طموح للتحديث، وهو مشروع متعدد الأبعاد". وأكد، من جهة أخرى، أن هذا اللقاء يندرج في إطار إرادة الخزينة في الانفتاح على محيطها، وذلك بهدف أن يكون عمل هذه المؤسسة المالية ذو مدرودية ويحقق تطلعات زبنائها ومتطلباتهم، وكذا إطلاعهم بشكل منتظم على كل المستجدات والمشاريع التي تعتمدها. وأبرزت باقي المداخلات التي القيت بالمناسبة الجهود التي بذلت من قبل مختلف مصالح الخزينة العامة للمملكة، وخاصة على مستوى تحسين خدماتها للزبناء والشركاء. وأكد المتدخلون في هذا الصدد أنه تمت إعادة هيكلة الخزينة بما يتوافق مع المستجدات، مشيرين إلى الدراسات التي تم القيام بها لرصد مدى ارتياح زبناء الخزينة والتي أظهرت على الخصوص أن هناك تحسنا على مستوى أداء عملها. كما تم التأكيد على أن نظام التدبير المندمج للنفقات يهدف إلى تقديم خدمات لصرف النفقات في أحسن الظروف، مبرزين أن هذا النظام يعتبر رافعة لتحديث الإدارة وتحسين المنتوج، وقاعدة لتنفيذ الإصلاحات المالية. وتم التطرق ايضا إلى البوابة الإلكترونية للخزينة التي تم تحديثها، وكذا الطلب العمومي عبر الأنترنيت، بالإضافة إلى مواضيع أخرى ذات علاقة بمجال تحديث عمل الخزينة العامة للمملكة حتى تكون في مستوى تطلعات الزبناء والشركاء. وتهدف هذه الندوة إلى بحث ومناقشة المنظور الشامل لمشاريع التحديث التي انخرطت فيها الخزينة العامة للمملكة من خلال تقديم أهم المستجدات لعروض الخدمات، وتلبية لانتظارات زبنائها وشركائها في ما يخص الشفافية والقرب وسرعة الخدمات الإلكترونية. وشكل انعقاد هذه الندوة مناسبة سانحة لزبناء وشركاء الخزينة للوقوف على المنجزات التي تم تحقيقها في سياق محاولة التأقلم مع عروض الخدمات الجديدة، مع الحرص على الاستجابة لانتظارات الزبناء والشركاء، وذلك في تناغم تام مع خيار الحكامة الجيدة، كل ذلك من أجل التجاوب مع التحولات العميقة التي يعيشها المشهد المؤسساتي الوطني.