احتضنت مدينتا ابن جرير وقلعة السراغنة على التوالي أمس الأربعاء واليوم الخميس لقائين تواصليين حول إعداد الميثاق الوطني للبيئة بمشاركة المنتخبين والباحثين الجامعيين وفعاليات المجتمع المدني بإقليمي الرحامنة وقلعة السراغنة. وتم خلال اللقائين اللذين تراسهما السيد محمد نجيب بن الشيخ عامل اقليمقلعة السراغنة ، استعراض الإشكاليات المطروحة على صعيد الإقليمين المذكورين في مجال البيئة ، اعتبارا لإكراهاتهما الطبيعية والمناخية والديموغرافية وما يترتب عن ذلك من تحديات كبرى في شتى الميادين ومن بينها على الخصوص مستقبل الموارد المائية ومخاطر التلوث وإختلالات التوازن البيئي. وفي هذا الاتجاه ذكر عامل الإقليم بالتوجيهات الملكية السامية التي تجعل من قطاع البيئة وحمايتها ، ورشا وطنيا كبيرا وشاسعا يرقى الى مستوى الأوراش التنموية الكبرى والتي تحث كافة مكونات المجتمع من فاعلين سياسيين واقتصاديين وجامعيين على ضرورة الانخراط في بلورتها الى واقع يومي ملموس تتم ترجمته ، محليا وجهويا ووطنيا ، في المساهمة الفعالة في اعداد الميثاق الوطني للبيئة. وذكير بأن هذين اللقائين يتزامنان مع الاستعدادات الجارية على الصعيد العالمي لتخليد يوم الأرض ، كتظاهرة دولية تشكل مناسبة لإبراز المجهودات والمبادرات التي اتخذها المغرب للتصدي لتحديات البيئة ، مشددا على ضرورة إشاعة ثقافة حماية البيئة على مختلف المستويات على اعتبار أن البيئة أصبحت رهانا كبيرا في العلاقات الدولية وأحد أركان التنمية المستدامة. وعلى مستوى الموارد المائية أكد السيد بن الشيخ أن الاتفاقيات الموضوعاتية للشراكة بإقليمي الرحامنة وقلعة السراغنة ، تعد من بين الآليات التي سيكون لها دور أساسي في مواجهة قلة الموارد المائية عبر برمجة عشرة سدود تلية في كل من منطقتي الرحامنة والسراغنة ، إضافة الى تشجيع ادخال تقنيات ترشيد استعمال مياه السقي ضمن مخطط المغرب الأخضر وتأهيل عدد من المراكز الصاعدة في كلا الإقليمين. وأبرز أنه تم اختيار الإقليمين كنموذج لتجربة جديدة سوف يتم تعميمها على الصعيد الوطني ، تتعلق بتمكين العالم القروي من خدمات التطهير السائل مع انجاز مجموعة من محطات معالجة المياه العادمة المرتبطة بها في نطاق الارتقاء بالمراكز الصاعدة في العالم القروي بمنطقتي الرحامنة والسراغنة علاوة على الاتجاه نحو التدبير المفوض بخصوص التطهير الصلب. وتركزت تدخلات الحاضرين حول توسيع حملات التوعية بمشاكل البيئة خاصة على صعيد الجماعات القروية والمراكز الصاعدة قصد تحسيس ساكنة العالم القروي بصفة خاصة بأهمية الانخراط في حماية البيئة ومعالجة النفايات الصلبة وإعادة النظر في طرق استغلال المقالع والتفكير في معالجة مخلفات مطاحن الزيتون خاصة " المرجان " بالنظر لما لها من تأثيرات سلبية على محيطها البيئي وامكانية ادخال تقنيات الشحن الاصطناعي للموارد المائية الجوفية. ورغبة في إسهام الفاعلين المحليين في إعداد الميثاق الوطني للبيئة خلال اللقاء المقرر عقده يوم 16 فبراير الجاري على مستوى جهة مراكش تانسيفت الحوز ، تم تقديم مجموعة من الاقتراحات الرامية الى معالجة بعض المشاكل المرتبطة بخصوصيات إقليمي الرحامنة وقلعة السراغنة في ميدان البيئة.