قدمت الدورة الثانية عشرة من مهرجان "طنجاز"، أمس الجمعة بطنجة، لحظات خالدة من موسيقى الجاز لجمهور المهرجان الذي حج لمتابعة الحائز على جائزة غرامي الأمريكي روي هارغروف وفرقته الموسيقية. وسافر هذا العرض، الذي احتضنه الفضاء التاريخي بقصر المؤسسات الإيطالية (قصر مولاي عبد الحفيظ) بالجمهور إلى منابع الجاز الأولى، التي جسدها الأداء الرائع لروي هارغروف وأفراد مجموعته الأربعة، جاستان روبينسون (الساكسوفون) وسوليفان فرتنر (البيانو) وأمين سليم (الكونترباس) ومونتيز كولمان (الطبل). وأعادت الفرقة إحياء مجموعة أشهر أغانيها التي أبدعتها خلال مسيرتها الموسيقية الغنية بتجارب التعاون مع فنانين كبار، فضلا عن محاولات مزج الجاز مع ألوان موسيقية أخرى مثل الفانك والسول والغوسبل والهيب هوب. وجاءت هذه المسيرة المتميزة نتاج موهبة للفنان هارغروف التي صقلها بالدراسة في معهد باركلي الموسيقي ببوسطن، قبل الالتحاق ب` "المدرسة الموسيقية الجديدة" بنيويورك، حيث سجل ألبومه الأول مع عازف الساكسوفون "بي واتسون" ثم الألبوم الثاني مع مجموعة "سوبر بلو". وفي سنة 1990، أصدر أغنيته المنفردة الأولى "دايموند إن ذو روف"، ثم عاد لإغناء تجربته بإصدار ألبوم "ويذ ذو تينور أوف أور تايم" مع رواد جاز كبار من قبيل "جي هاندرسون" و"إس تورنتين" وغيرهم. وازدادت مسيرة هارغروف بريقا سنة 1998 عندما فاز بجائزة غرامي عن ألبومه "هابانا" مع مجموعة كريسول. كما اكتشف جمهور مدينة طنجة خلال سهرة أمس الجمعة المجموعة النسائية "ويتشكرافت"، وهو الثلاثي الذي يعتبره الإعلام المتخصص أروع مجموعة نسائية في الجاز بأوربا، نظرا للغنى والتنوع الذي يميز أغانيها. مجموعة "تيراتوكا" كانت أيضا في موعد مع جمهور ذواق، بسبعة عازفيها من أصول وثقافات مختلفة، يوحدهم عشق الموسيقى وحب السفر والانتماء للقارة الإفريقية، وهو ما مكن المجموعة، التي تتجذر أصول أفرادها وموسيقاها من إفريقيا السمراء، من إغناء تجربتها بروافد موسيقية قادمة من الصحراء والكراييب والهند والغرب. كما احتضنت ساحة الأمم عرضا لمجموعة "إينز باتوكادا" وهي مجموعة تحترف موسيقى الفيزيون بأمستردام. وتتواصل العروض المتنقلة للجاز بأزقة مدينة طنجة في عروض تجمع بين الموسيقى والترفيه لإشراك أكبر قدر من سكان المدينة في هذا الاحتفال الفني. ".